تواصل السلطات الليبية البحث عن 140 مفقودا في الصحراء معظمهم من المصريين، بينما واصلت القاهرةوطرابلس الاتصالات المكثفة في محاولة لإنقاذ المفقودين، بعد أن جرى العثور على ثلاثة، بينهم رجل على قيد الحياة. وقالت وزارة الخارجية المصرية أمس إنه «جرى العثور على جثتي مصريين لقيا مصرعهما في شرق ليبيا بعد أن عبرا الحدود بين البلدين بشكل غير شرعي فيما لا يزال عشرات آخرون في عداد المفقودين». ووفقا للمعلومات المبدئية فقد عبر أكثر من مائة رجل معظمهم من المصريين الحدود البرية بين مصر وليبيا، قبل يومين، وذلك من منطقة جنوب منفذ السلوم الذي يقع على حدود البلدين على البحر المتوسط، إلا أن الدليل الذي كان برفقتهم تخلى عنهم في طريق صحراوية جنوب بنغازي. وأعربت مصادر قبلية ليبية في اتصال مع «الشرق الأوسط» عن خشيتها من أن يكون المصريون المفقودون تعرضوا لعملية نصب من أدلاء يقومون بتنظيم هجرات غير شرعية عبر الحدود بين البلدين، قائلة، إن «المفقودين يقدر عددهم بأكثر من مائة غالبيتهم مصريون، ويعتقد أن بينهم سودانيون وجنسيات أخرى، وأن عمليات البحث عنهم ما زالت جارية على جانبي الطريق البري الدولي الجنوبي الذي يمتد جنوب بنغازي، من طبرق إلى إجدابيا». وتقع إجدابيا على بعد نحو 900 كيلومتر إلى الشرق من العاصمة الليبية طرابلس. ويقول مسؤولو البلدين إنهم «أجروا اتصالات للتعاون في البحث عن المفقودين في الصحراء الذين يعتقد أنهم ضلوا طريقهم بعد قطع مسافة نحو 100 كيلومتر داخل الأراضي الليبية إلى الغرب من الحدود مع مصر». وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، إن «السفارة المصرية في طرابلس تواصل اتصالاتها مع السلطات الليبية ومشايخ القبائل للبحث عن المصريين الذين فقدوا في الصحراء الليبية». مشيرا إلى أن عدد المفقودين في الصحراء الليبية يصل إلى نحو 140 شخصا، ولكن ليس جميعهم يحمل الجنسية المصرية. ونقل موقع «اليوم السابع» الإخباري المحلي عن عبد العاطي قوله، إن «بداية المعلومات عن المفقودين كانت عن طريق أحد رعاة الإبل الذي أبلغ الدورية الأمنية الليبية عن فقد عدد من المصريين في الصحراء». بينما أضافت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أمس أنه «جرى العثور على جثتين» مساء أول من أمس بعد أن تعرف على هويتهما مواطن كان مع المجموعة المفقودة ونجح في الوصول إلى مركز ليبي وأبلغ السلطات هناك بما حدث. ومن جانبه أكد مصدر أمني ليبي لوكالة الصحافة الفرنسية أن مجموعة من المصريين دخلت ليبيا بشكل غير شرعي ولكن المهربين تركوهم في الصحراء على الطريق ما بين طبرق وإجدابيا في شرق ليبيا، وأن المجموعة ضلت سبيلها. وأضاف المصدر أن أحد أفراد هذه المجموعة نجح في الوصول إلى بلدة ليبية وأبلغ السلطات التي بدأت في البحث عن المصريين المفقودين، وعثرت على اثنين منهم لكنهما كانا قد ماتا من شدة العطش. ونفذ سلاح الجو الليبي طلعات جوية كما قامت الغرفة الأمنية المشتركة في ليبيا بتسيير دوريات أمنية تابعة لحرس الحدود للبحث عن المفقودين، إلا أنه لم يتم العثور على المفقودين حتى مساء أمس. ويذهب آلاف المصريين بانتظام إلى ليبيا بحثا عن عمل في هذا البلد. وفي 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي أطلقت السلطات الليبية سراح عشرات من سائقي الشاحنات المصريين بعد أن اختطفتهم مجموعة مسلحة تطالب بالإفراج عن ليبيين محتجزين في مصر.