صاحب الرواية الفائزة بجائزة الطيب صالح: أحمد مصطفى الحاج : "كنداكيس ستنابت عجيل" اسم مركب له عدة دلالات حملت عبء هذه الرواية لمدة 50 عاماً استلهمت لغة الرواية من القرآن الكريم تعلمت الحكي من جدتي التي كانت تخاطب الطير والريح والمطر أجراه: صلاح الدين مصطفى أحمد المصطفى الحاج اسم تجده في كل مجالات الإبداع.. هو شاعر وقاص ودرامي وصحافي ومعد برنامج مرئية ومسموعة وأخيراً وليس آخراً روائي.. نال الجائزة الأولى في مسابقة (جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي) في دورتها الثالثة عشرة والتي يقيمها مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي بأم درمان.. وكانت الرواية برسم: (كنداكيس ستنابت عجيل).. وكان اسم هذه الرواية وغرابته مدخلاً لهذا الحوار.. = أحمد المصطفى الحاج هل كنداكيس ستنابت عجيل هي روايتك الأولى؟ نعم هي روايتي الأولى وأرجو الله ألا تكون الأخيرة. = ما كنداكيس ومن هي ستنابت عجيل؟ كنداكيس اسم ابتدعته أو بالأحرى اشتققته من لفظي كنداكة وبلقيس وأما (ستنابت عجيل) فهي (حبوبتي) شقيقة آمنه بت عجيل أم أمي وكانت امرأة مدهشة ومتفردة كانت تخاطب الطير والريح والمطر وتفلح الحديد وتغزل القطن وتنسجه وترعى الغنم وهذه صفات كان يتصف بها النبيان داؤود وابنه سليمان عليهما السلام هذه إجابة على قدر سؤالك وما عندي ما أضيفه لأني ما تعودت على تفسير أعمالي وإنما أترك أعمالي تتحدث عن نفسها. = لابد من الحديث عن هذه الرواية سيما وهي لم تطبع بعد؟ ستطبع بمشيئة الله.. = حسناً متى كتبت هذه الرواية؟ وأنت كاتب قصة قصيرة؟ أولاً ظللت أحمل عبء هذه الرواية على مدى نصف قرن من الزمان.. أذكر وأنا طفل -ست سنوات- كنت مرافقاً لجدتي ستنا في سفرية إلى شندي وكان السفر زمانذاك باللواري وأذكر أن شجاراً وقع بين جدتي بت عجيل ومساعد اللوري الذي توعدها بقوله: "والله لو جا جني أنزلك إنتي وعفشك" فما كان من بت عجيل إلا ردت له بحزم: (إنت يجي جنك نحن جننا معانا) وأذكر أن المساعد وقف مبهوتا لا يحرك ساكناً كأنه جذع نخلة منقعر.. = متى كتبتها بالتحديد؟ ظلت تشكل في "جواي" حتى صارت عملاً روائياً سوياً.. ولا أخفي عليك فأنا أمارس الكتابة بأسلوب الدفقة الواحدة وهذه الرواية على الرغم من طولها فكتبتها بأسلوب الدفقة الواحدة وظلت تواتيني على فترات استمرت لخمس سنوات.. والله يا صلاح أنت ما طالبني حليفة وأنا بكتب في هذه الرواية كأنما يملي علي.. = من الذي يملي عليك؟ قال ضاحكاً: لا أعرف ربما تكون روح بت عجيل وربما تكون كنداكيس والله أعلم. = في بيان سكرتارية الجائزة ذكر عن لغة روايتك بأنها لغة باذخة وفخمة من أين جئت بها؟ من القرآن الكريم أقول لك ثمة معلومة مغلوطة مفادها أن فن القصة القصيرة والرواية لم يعرفه العرب إلا في القرنين السابقين مع أن القرآن أنزل منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان أين كانت الرواية الغربية؟ بل أين كان الغربيون أنفسهم؟ في القرآن سورة يوسف عليه السلام أنا تعلمت كتابة السيناريو من هذه السورة هي عبارة عن فيلم سينمائي فيها كل مقومات الفيلم السينمائي من قبل أن تكون هناك كاميرا وسينما وشاشة أسكوب.. هذا أنموذج.. = هل هناك نماذج أخرى؟ القرآن كله قصص جمع قصة ولك أن تتخيل أن العرب والمسلمين يعرفون هذه القصص منذ "14" قرناً من الزمان أنظر إلى سورة الفيل سورة بخمس آيات واثنتين وعشرين كلمة تحمل في طياتها فيلماً شوهد وسيشاهد إلى يوم يبعثون.. = هل اتبعت اسكوب السرد القرآني في سردك لكنداكيس؟ أنت تحاول جري للحديث عن الرواية وأنا لا أريد أن أكون كالتي هي "شكارتها دلاكتها" نعم تأثرت كثيراً وليس كثيراً فحسب، بل كل التأثر اخترت لغته ومن أصدق من القرآن قيلا.. حديثاً بل كان تأثيره حتى في تهذيبه فمن معجزات القرآن مثلاً لا حصراً أنه وصف ما يكون بين الذكر والانثى ب "أفضى" و "الملامسة" و "المودة" وأنه ما ورد به شيء قبيح البتة فأنه كنى عن الشيء القبيح القذر بالشيء الجميل فقال: "كانا يأكلان الطعام" فانظر حال من يأكل الطعام ويشبع ويهضم ماذا يفعل؟ = طيب كيف ومتى وأين كان ما قلته من روايتك؟ للإجابة على هذا السؤال انتظر الرواية "لامن تطبع ما تودناش يا صلاح لأبعد من كدا" والصبر طيب