إعتبر المهدي رئيس حزب الأمة القومي، أن (الفرصة ضاعت) من اجل اتخاذ موقف وطني لحل أزمة دارفور. وقال المهدي لدى مخاطبته لقاءً بعنوان 'نهارية المصير الوطني' يتزامن مع عيد ميلاده أمس، إن الموقف الوطني يستوجب إبرام اتفاق دارفور وتعميم مبادئه بأسرع فرصة ممكنة قبل حلول العام المقبل، وأضاف: 'لكن يبدو أن الفرصة قد ضاعت'، وقال: لن تجرؤ حركة دارفورية على توقيع اتفاق ناقص بعد الذي حصل لجماعة مني أركو مناوي، وكشف المهدي عن تحركات لفصائل دارفور في القاهرة وليبيا وجوبا ولندن بهدف توحيد أهدافها ووسائلها، وقال: كل تلك الفصائل تنطلق من أن الاتفاق مع الحكومة غير مجد، وأشار الى أنها ستكون أكثر تشدداً بعد استفتاء وانفصال الجنوب. وفيما يتعلّق باستفتاء الجنوب قال المهدي، بعض أهل السودان يعتبرون انفصال الجنوب نعمة تطهير عرقي يعود للشمال بالعافية الوطنية، ومنهم من يعتبر الجنوب جزءاً من أرض الإسلام يحرم التفريط فيه من منطلق إنكفائي، وأشار إلى أن آخرين من منطلق علماني يخشون من أن انفصال الجنوب سوف يَزيل حَاجز التعددية من أجندات الأسلمة. وعَدّد المهدي، عناصر قال إنها جعلت الانفصال جاذباً منها ذهنية الاستعلاء الشمالي وذهنية الانتقام الجنوبية، بجانب لوبيات أمريكية قوية، قَال إنّها احتضنت إرادة الإنفصال الجنوبية واتهمت إرادة الوحدة الشمالية، ووجّهت السياسة الأمريكية في اتجاهها، وأضاف: 'لا شك أن احتضان الولاياتالمتحدة لانفصال الجنوب سيلعب دوره في تَحقيقه، وفي دَعم موقف الدولة الجنوبية في مواجهاتها مع المؤتمر الوطني'. ودعا المهدي، إلى ما أسماه بتقرير المصير الديني، وقال: ومثلما الحاجة ماسّة لتقرير المصير الوطني، فنحن أهل القبلة في حَاجة ماسة لتقرير المصير الديني. وطالب المهدي في طرحه لتقرير المصير الديني، لقيام دولة مدنية ديمقراطية تحقق المساواة بين المواطنين، وتؤكد أن الشعب هو مصدر السلطات - على حد قوله - بجانب العمل على مراجعة إسلامية، وأن تخصص التشريعات ذات المحتوى الديني لجماعاتها دون سواهم، فَضْلاً عن عدم اعتماد أي تشريع إلاّ عبر آلية تشريعية منتخبة. وقال المهدي، إنّ الحكومة عقب الفترة الانتقالية ستستمر فيما أسماها ب(الحالة الراهنة)، وأضاف: 'سيضطر المؤتمر الوطني لانكماش حزبي مصحوب بتشدد آيديولوجي وتصعيد حربي في مواجهة الجنوب ودارفور، أو في وجه المخاطر كافة بالاتجاه للانفتاح القومي'. من جانبه، قال الأستاذ أحمد عبد الرحمن القيادي بالمؤتمر الوطني، أمين مجلس الصداقة الشعبية العالمية، إن كل القوى المعارضة منذ الإستقلال قبلت بتقرير المصير وهي في تردٍ وتدهور، وأضاف: لسوء الحظ أن المؤتمر الوطني وقع عليه عبء تنفيذ تقرير المصير، وتابع: أنا لا أقول أنّ نيفاشا هي الحل الأمثل ولكنها الأفضل في ظل المرحلة التي نواجهها. وأضاف: نحن محتاجون مناخاً لتهيئته، نحن لا نختلف في البرنامج ولكننا في السلطة فقط، وزاد: 'نحن كلنا في مركب واحد ومصير واحد'.