أصبحنا مطالبين جميعا بأن نتعلم اللغة الإنجليزية حتى الإتقان، كشرط أساسي من أجل الاستماع إلى بعض الإذاعات العربية، ومن أجل فهم ما يقول بعض ضيوف اللقاءات التلفزيونية المتفاخرين باللغات الأجنبية. انتشرت ظاهرة استخدام المصطلحات الأجنبية حتى أثناء المحادثات اليومية بين الأشخاص، ولكن ان ما يدق ناقوس الخطر هو تفشي مثل هذه الظاهرة إعلاميا حتى تبناها أغلب المذيعين الذين يخلطون ما بين الحداثة والأصالة، وبالتالي باتت لغتنا العربية ضحية المفهوم الخاطئ لمعنى لغة لعصر أو العصرنة كما يسميها البعض، كل أمة تفخر بلغتها ماعدا الأمة العربية فالفرانكفونية ظاهرة نابعة من لدن الثقافة الفرنسية قامت بها من أجل محاولة زيادة عدد الناطقين باللغة الفرنسية بهدف الحفاظ على هويتها إلى الأبد. ما دفعني لكتابة هذا المقال في المقام الأول حبي وغيرتي على لغتي العربية، أما السبب الثاني فهو أثناء استماعي إلى إحدى المحطات الإذاعية في طريق عودتي من الشارقة إلى منزلي في العين (سيتي) سمعت مذيع النشرة الرياضية يتحدث عن واقع (البوول العربية) حيث استعصى عليه قول كلمة الكرة التي يفهمها ببساطة كل عربي ولمن لم يفهم معناها فليفترض حسن النية أولا ومن ثم عليه القيام فورا بالبحث عن دورة في اللغة الإنجليزية لتحسين فهمه بعض المصطلحات الإعلامية المعربة بالانجليزية أو فليبقى القاموس في جيبه أينما ذهب.