شائكة هي أمور الحياة التي تجمعك بالكثيرين، منهم من يستمر التواصل معهم وآخرون تفارقهم، والبعض تكون معرفته نعمة وآخرون يكونون خصماً عليك. وللتعارف أوجه مختلفة بين الناس، وربما يكون للصدف تخطيطها في بعض المواقف، منها المواصلات العامة التي يتعارف فيها الكثيرون، فهناك من التقوا وتعارفوا فيها.. وأثمر التعارف خيراً.. وهناك من يتحاشونها.. غير أننا في هذه المساحة نناقش تعارف الشباب والشابات.. ونسأل هل استمرت العلاقات وأثمرت زواجاً؟ «الأهرام اليوم» سألت عدداً من الناس حول رأيهم في الموضوع وخرجت بهذه الحصيلة: «رندة» موظفة، تقول إنها تزوجت نتيجة علاقة بدأت بتعارف في مركبة عامة، وشرحت أنها تعرّفت على زوجها قبل عام ونصف في المواصلات التي تقلها من مكان عملها إلى منزلها بالخرطوم، وقالت: كان يجلس بالقرب مني ووجدته مهذباً محترماً، تجاذبنا أطراف الحديث حول موضوع عام لا أتذكره، و بعدها كرَّر وتعمَّد لقائي في نفس المواصلات إلى أن سألني إن كنت مخطوبة، فخجلت حينها، وذهبت، إلا أنه كان يصر على لقائي وأخذ رقم هاتفي وجاء إلى منزلي وتمت الخطبة والزواج، وكان محترماً وجاداً في مواقفه. وانتقلنا بالحديث من «رندة» إلى زوجها «محمد»، فقال إنه حقاً يؤمن بأن الصدف ربما تكون جميلة، وأضاف: بسبب ظروف عملي الضاغطة لم أتعرف على فتيات، وكنت أنوي وقتها الزواج وعلى استعداد، وكانت هي التي تعرفت عليها من نصيبي. تلك كانت قصة «رندة» وزوجها «محمد».. اللذين قادت الصدفة إلى ارتباطهما الزوجي، لكن هناك من لا يرجو من التعارف في المواصلات العامة فائدة ونفعاً.. منهم «مهند الشيخ» وهو طالب جامعي، قال إنه لا يؤمن أبداً بعلاقات الزواج أو الخطوبة التي تكون نتيجة تعارف بالمواصلات، لأنه يعتبرها غير جادة ولوقت وجيز، وربما تكون الفتى أو الفتاة غير صادقين ويكون التعارف سبباً لخلافات، وقال: لا بد أن يكون الزواج من صالونات البيوت وليس كراسي المواصلات. فيما ذهبت «شيرين يوسف» إلى أن كثيراً من الناس لا يرون غضاضة في التعرف على الاشخاص في المواصلات، خصوصاً إذا كانت المسافة بعيدة، وقد يصل الأمر إلى مرحلة تبادل الأرقام، وإذا كانت التعارف بين شاب وشابة يمكن أن يثمر زواجاً. إلا أنها استطردت بأنها لا تحب أن تعطي رقمها لأحد لأنها لا تثق في كل الناس، خصوصاً أن بعض الشباب يتسلون بالاتصال على البنات وهم غير جادين، ويعتبرون التي يتعرفون عليها بهذه الطريقة غير سوية. أما الطالبة «ليلى محمد» فترى أن علاقات المواصلات العامة غير مثمرة، وإذا كان التعارف بين شاب وشابة فهو لا يفضي إلى علاقة ناجحة تتوج بالزواج، لأن الزواج في نظرها ليس نتاج معرفة ليوم أو يومين ويتطلب الكثير من التجارب ومعرفة ثقافة الطرفين، وأشارت إلى أن ظاهرة التعارف تضايقها في المواصلات العامة. غير أن الشاب «محمد» قال إن «زواج المواصلات» أصبح موضة للكثيرين، وأضاف: لا حرج في ذلك، ربما تعجبك فتاة وتظل تسعى لأسرتها، والزواج بهذه الطريقة أصبح شيئاً عادياً، وأضاف إنه تزوج بأم أولاده الأربعة بعد تعارف في المواصلات، وأردف: إن وسيلة المواصلات تتيح للشباب أكبر فرصة للتعارف لاختيار زوجة المستقبل، دون اللجوء إلى زواج اختيار الأهل والاقارب الذي أضحى موضة قديمة - كما يرى. وفي سياق حدثنا عن التعارف في المركبات العامة جلسنا إلى الاختصاصية الاجتماعية «نجلاء أحمد» فقالت: إن معظم الشباب الآن لا يرغبون في الزواج من داخل البيوت عبر الأهل وبدأ معظمهم يلجأ للاختيار الشخصي، وإذا رأى فتاة في المواصلات العامة يسعى لمعرفة سلوكها وأخلاقها وربما تكتمل الصورة ويطمئن قلبه ويقوم بالتقدم لخطبتها، واعتبرتها طريقة سليمة مائة في المئة ويلعب الحظ والصدفة فيها دوراً كبيراً