أن يسعى شاب سوداني - وبمحض ارادته - لمخاطبة الجهات الرسمية في بلاده طالبا التخلي عن جنسيته بالميلاد رغم أنه لا يملك أي جنسية أخرى بديلة .. و بعد أن أغلقت في وجهه وأمام مستقبله كافة المنافذ مع سبق الاصرار ومن جهات مسؤولة .. انه - لعمري - لأمر مخز ومخجل ويشكل وصمة عار في جبين دولة لا تعرف قيمة لشبابها عماد المستقبل الآتي . واليكم تفاصيل الرسالة التي تحكي عن نفسها وقد تسلمتها عبر بريدي الاليكتروني اليوم من هذا الشاب الغاضب من الخرطوم مشفوعة بأرقام هواتفه ورد رسمي من وزارة الداخلية عليه سأعمل على انزاله لاحقا هنا : السيد /خضر عطا المنان بعد التحية والاحترام ارجو منك الرد علي اذا كان الموضوع المرسل والمرفق اليك يستحق النشر ,,, لترى أين وصلت دولة النفاق التي أصبحنا فيها غرباء نبحث عن ملجأ ووطن آخر.. وشكرا : اريد منك وانتم تمثلون الحق ان تنشر قصتي التي ارتكزت على سيناريو حقيقي ومستندات لا جدال فيها ,, وقد نشرت قصتي يوم الثلاثاء والاربعاء الماضيين في جريدة التيار. قصة عن طالب تنازل عن الجنسية السودانية ,,,ما اريده منكم بعد نشرها مساعدتي بالوصول لمنظمات حقوق الانسان . * اسمي هيثم الوسيلة فضل المولى محمد- سوداني الجنسية كنت ادرس الصيدلة في الهند في العام 1999م بعدها سمعت بالقرار الجمهوري الصادر باستيعاب جميع الطلبة بالخارج الي الجامعات السودانية. * أتيت الى بلادي وكلي امل في تكملة دراستي في وطني وبين اهلي علما باني كنت ادرس على النفقة الخاصة حيث قمت بتقديم اوراقي الي جامعة امدرمان الاسلامية – كلية الصيدلة في العام 2001م. * تم استيعابي في السنة الثانية ولكن بعد مرور ستة اشهر وفي امتحانات الدور الاول فوجئت بقرار ايقافي من الدراسة بحجة ان اجراءات القبول لم تكتمل وعلي العودة السنة التي تليها لاستيعابي بصورة رسمية علما بان التاخير كان من قبل مسجل الكلية , رجعت الي البيت اجر اذيال خيبة الامل متسائلا عما فعلته بنفسي ( هل هذا هو جزاء من اختار وطنه على الغربة ؟!. * رجعت في العام الدراسي 2002 – 2003 وقمت بمواصلة دراستي حتى نهاية السنة الثالثة وبعدها تكرر نفس السيناريو حيث فوجئت بقرار بايقافي من الدراسة بصورة نهائية موضحين بان شهادتي الثانوية رياضيات تخصص وليست احياء عليه لا يجوز مواصلة دراسة الصيدلة وعندما سالتهم لم لم يتم اخباري بذلك منذ البداية فردوا علي وبكل برود بانهم لم يلاحظوها من الوهلة الاولى. * رجعت الي عميد كلية الصيدلة سائلا اياه عن الحلول الممكنة فقال بانه يجب علي احضار استثناء من وزير التعليم العالي لمواصلة دراستي , فاجبته بان هذه المشكلة لا تخصني ولكني ساساهم في حلها لانها تمثل مستقبلي . * ذهبت الي الوزير ولكنه رفض حتى ان يقابلني وعندما عددت للكلية طالبتهم باوراقي الثبوتية فوجئت بضياعها بعدها ذهبت للعميد وسالته عن اخر حل ممكن فاجابني وبكل وقاحة بان احضر الاستثناء مهما كلف وبان ارجع للهند واستخرج الشهادات مرة اخرى لان الملف قد ضاع وبان احضر السنة القادمة لمواصلة دراستي وكان ذلك حلهم الذي خلى من اي وجه يتمثل فيه الجانب الانساني , تحطيم لشاب لاحول له ولا قوة . * منذ العام 2005 وحتي العام 2008م حاولت جاهدا حل الموضوع وديا حيث قمت بمخاطبة السيد رئيس الجمهورية والسيد نائب رئيس الجمهورية باعتبارهما مسؤولين عنا مسؤولية مباشرة ولكن لا حياة لمن تنادي ولا احد يابه للمواطن البسيط. * في العام 2008م قمت برفع دعوى تعويض تحمل الرقم 3487 وهذه كانت بداية النهاية حيث كنت اكسب كل المرافعات وذلك اعتمادا على المستندات التي امتلكها (من ايصالات مالية وشهادات قيد ) وشهود وعندما ادركت الجامعة بانها ستخسر القضية اصبحت تمارس سلطاتها اللامحدودة باعتبارها جهة حكومية وتابعة للنظام الحاكم وراعيها الاستاذ علي عثمان محمد طه من تاخير للقضية واستئنافات واشياء اخرى لا علم لي بها . وبعد مضي قرابة الثلات سنوات جاءت بمساومات عبارة عن الاختيار بمواصلة دراستي بالكلية وبين ان تاخذ القضية اكثر من 10 اعوام ليحكم فيها اذ بلسان محاميها باني املك الحق في المقاضاة ولكن ساعيش في دوامة لاادري متى ستنتهي , عندها سالتهم عن تعويضي عن السنوات التي ضاعت من عمري سدى وعن الضرر الادبي والمعنوي وعن التسبيب عن ضياع مستقبلي فاجابوني باني لست في امريكا وبان الدولة لا تملك مالا. * رجعت الي بيتي وجلست مع نفسي وادركت بان هذه الدولة لا تحترم المواطن كانسان ولا تحترم حقه القانوني ولا الدستوري وانما تحترم كل من يحمل السلاح ضدها ويعيث في الارض فسادا ويقتل الانفس بغير الحق لان مبداها يقوم على اساس ما اخذ بالقوة لا يرد الا بالقوة , حينها قررت قرارا وباقتناع بان اتنازل عن جنسيتي السودانية بالميلاد حيث قمت بتقديم طلب التنازل لوزارة الداخلية ,المجلس الوطني والقصر الجمهوري للسيد رئيس الجمهورية ذاكرا اسبابي عن التنازل وهذه بالبطع سابقة انسانية وقضائية وهو شئ لا افتخر به وانما حملت على فعله نتيجة التفرقة العنصرية الحزبية والظلم الواقع . * كانت ردة الفعل من قبلهم مزلزلة للوسط السوداني من محاميين وسياسيين وحتى مواطنين حيث ردوا علي قائلين بانه لا مانع لديهم في التنازل وبان قبولهم لتنازلي عن الجنسية مرهونا فقط على موافقة دولة اخرى لقبولي لديها وهذا ما استغربه الناس عامة فبدلا من الجلوس معي لمعرفة ما دفعني لذلك او محاولة منهم لحل مشكلتي اثبتوا للعالم اجمع بان المواطن السوداني اخر من يهمهم ولا مانع لديهم بان يهاجر جميع الشعب السوداني كما هو موضح في المستند المرفق من وزارة الداخلية . * انا الان اراسل الدول لاستيعابي ومنحي الجنسية املا منكم مساعدتي بتوصيلها لحقوق الانسان. وجزاكم الله خيرا هيثم الوسيلة فضل المولي محمد منشور بمنتديات الراكوبة بقلم الاستاذ خضر عطا المنان : http://www.alrakoba.net/vb/t27082.html طالب الصيدلة الذي قرر الانفصال من دولة الانقاذ سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر بموقع سودانيز اون لاين الاسفيري ، نشر الصحفي خضر عطا المنان رسالة مؤثرة وصلته عبر البريد الاليكتروني من طالب الصيدلة هيثم الوسيلة فضل المولى محمد ، الذي كان قد تقدم برسالة ممهورة بتوقيعه لوزارة الداخلية يطلب فيها شطب قيده من سجل المواطنين السودانيين . قصة الطالب المكلوم (هيثم) هي قصة مواطن قرر الانفصال عن دولة الانقاذ لا عن دولة السودان ، او بالاحرى هي قصة دولة قررت الانفصال عن مواطن ، هي قصة مواطن قرر مصيره بيديه بعد ان تلاشى لديه الامل واصبح يتنفس اليأس ، هي قصة تلميذ من عامة الناس في مواجهة جهاز دولة ظالم وفاسد لا يأبه الا بخاصة الناس . بدأت حكاية (هيثم) قبل عشرة اعوام (2001) بقرار من مسجل كلية الصيدلة بجامعة امدرمان الاسلامية بتجميد قبوله بالكلية قبل ايام من بداية امتحانات نهاية العام ، بعد ان امضى في الدراسة بالكلية فترة ستة شهور بدعوى عدم اكتمال اجراءات تحويله من الجامعة التي كان يدرس بها بجمهورية الهند التي قدم منها ضمن برنامج اعادة الطلبة الدارسين بالخارج الذي انتهجته الدولة في تلك الفترة ، وطلب منه مسجل الكلية ان يستجم في بيته ويعاود مواصلة دراسته في العام القادم ( انشاء الله ) ريثما تتمكن الكلية من تكملة الاجراءات . ازعن ( هيثم ) استراحة عام كامل بأمر المسجل دون ان يكون لديه حتى خيار الاحتجاج ، ثم عاد لمواصلة دراسته في العام التالي بنجاح حتى بلغ الصف الثالث بكلية الصيدلة ، ثم فوجئ بقرار آخر ، هذه المرة بفصله نهائيًا من الكلية بزعم ان شهادته الثانوية كانت من المساق العلمي (رياضيات) وليس (احياء) ، وقد شفع عميد الكلية قرار الفصل بنصيحة منه للطالب (هيثم) دعاه فيها لمحاولة الحصول على ( استثناء ) من حضرة وزير التعليم العالي . لم يترك ( هيثم ) بابًا من ابواب السلاطين الا طرقه ، كتب لوزير التعليم العالي بعد ان فشل في مقابلته ، ثم كتب الى علي عثمان ثم الى عمر البشير ، واهملت مراسلاته و لم يتلق عليها ردًا من مسئول حتى بتطييب الخاطر ، فاستجار بعدالة الاسلام ، فلجأ الى القضاء ورفع دعوى قضائية ، ولا تزال دعواه تتخبط من محكمة الى اخرى منذ ذلك التاريخ دون ان تصل الى نتيجة في تعويض التلميذ المكلوم عن خسارة مستقبله بالكامل . ادرك ( هيثم ) انه كمن يحارب قطيعا من الاسود ببسطونة ، وقرر ان يرفع راية الاستسلام ويعلن هزيمته وانتصار دولة الانقاذ ، فكان خطابه لوزير داخليتها ، يعفي فيه الدولة من كافة حقوقه عليها ، ويعلن انفصاله عن دولة الانقاذ ، ويبقى في البلاد بصفة ضيف زائر كشأن 3 مليون آخرين من غير المواطنين الى ان يأذن الله في امره . من جملة خطابات ( هيثم ) التي ارسلها لسلاطين الدولة خلال محنته ، لم يتلقى ردًا الا من سعادة اللواء شرطة بابكر احمد الحسين ، مدير المكتب التنفيذي بوزير الداخلية ، يفيده فيها بان دولة الاسلام قد وافقت على طلبه باسقاط الجنسية عنه شريطة تقديمه لما يفيد بقبوله كمواطن لدى دولة اخرى ، ثم مضى اللواء بابكر الحسين في شرح اسباب قراره للمواطن (هيثم) فقال فيه : ( عدم قبولك بواسطة دولة اخرى سوف يخلق حالة انعدام جنسية وهو امر حظرته المواثيق الدولية ) لم يرهق اللواء الحسين نفسه ببيان المواثيق الدولية التي تمنعه من تحرير (هيثم) من مواثيق دولته التي اهدرت مستقبله واحالته الى تائه بلا مصير ، ولعل حضرة اللواء معذور في ذلك ، فجملة الطلبات التي ترد مكتبه يتقدم بها مواطنون مرفهون قبلتهم دولا اخرى ( معظم طلبات اسقاط الجنسية ترد من سودانيين مقيمين بدول مجلس التعاون الخليجي التي تمنع قوانينها ازدواج الجنسية ). ماذا دهى هذا الوطن الذي بات يهدي الينا كل صباح سببًا يزيد به من عذاباتنا !!! ، ان حكاية الابن (هيثم) هي وصمة عار في جبين العصبة التالفة التي تحكم البلاد باسم الدين ، عصبة يختار فيها الفاشلون والراسبون من اولادها وبناتها الجامعات التي يفضلونها ويبتعثون لنيل الشهادات العليا في البلاد التي يختارونها دون ان تكون للبلاد حاجة لهم ولا لدراساتهم . هون عليك ابننا الهيثم ، فقد سبقك الالاف من اعمامك واخوانك اختاروا الانفصال من دولة الانقاذ ، ولك اخوة واخوات في عمرك ، حرمتهم الانقاذ من اوطانهم فعاشوا مع ابائهم لاجئيين ومهاجرين ، لا يعرفون عنه الا ما تورده الصحف ووكالات الانباء ، فقد اضحى الوطن بلا شعب والشعب بلا وطن ، وان كانت عصبة الانقاذ قد حكمت عليك بضياع مستقبلك الدراسي ، فذلك لانها قد ادمنت تسبيب الهلاك لمواطنيها ، فالقسوة والتشفي تجري في عروقها مجرى الدم ، فقد اهلكت انفسًا وارواح ، قطعت اعناقا واوصال ، قطعت ارزاق نصف مخدومي الوطن وارسلتهم الى الطرقات اما عطالى او متسولين ، اهانت الكرام ، واكرمت اللئام وشذاذ الآفاق . يا بني يا هيثم ، انظر حوليك ، كم ترى من الضائعين والضائعات ؟ العاطلين والعاطلات ، اليتامى والحيارى والتائهين ، عزاؤك يا هيثم انك لست وحدك الذي ضاع مستقبله ، فكلنا قد ضاع ، ووطننا قد ضاع . الطالب المكلوم (هيثم) ، كتب برسالته فصلا جديدا من فصول الهزيمة ، وعزاؤنا انه مواطن قرر الانفصال عن دولة الانقاذ لا عن دولة السودان ، ولا حول ولا قوة الا بالله . سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر [email protected]