رفض عام 2010، ان يودعنا قبل أن يتحفنا بتقليعة جديدة جذبت بعض الشباب المصري واثارت سخرية البعض وترحيب البعض الاخر، الفكرة تدور حول معسكر شبابي، ولكن ليس معسكر رياضي ولا ترفيهي ولا حتى للكشافة.. المعسكر" للمقبلين علي الزواج" وفى نهايته مشروع "تخرج". في خطوة غير مسبوقة أعلنت جمعية "قلب واحد" عن تنظيمها لمعسكر، تدريب للشباب المقبلين على الزواج تحت شعار "يللا أسرة.. يللا استقرار"، وذلك ضمن فاعليات مشروع "عدالة الأسرة" بالتعاون مع وزارة الأسرة والسكان. وتقول الدكتورة فيروز عمر، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن المشروع يهدف لتدريب 300 شاب وفتاه في محاولة لإكسابهم مهارات اختيار شريك الحياه المناسب وكيفية التعامل السليم بين الطرفين من أجل تكوين أسرة ناجحة تتمتع بحياه زوجية سعيدة ومستقرة. الجمعية تمارس نشاط اهلى غير هادف للربح، وتقول "لن تحصل على مقابل مادي من المتدربين، حتى الاقامة ستكون مجانية وفي أحد فنادق الإسماعيلية، بمنحة مقدمة من الوكالة الدولية للمعونة الأمريكية " "USAID، والهدف كما تقوله دكتورة فيروز، لدعم وتعزيز دور الأسرة في تنمية المجتمع انطلاقا من أن الأسرة هي أهم وحدات المجتمع المدني. من جانبها تري الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذة علم الاجتماع الأسري، أن فكرة هذا المعسكر المغلق مصيرها الفشل؛ كونه أقرب إلى النظام الدراسي الذي يرفضه الشباب. وأضافت قائله " هذه التجربة تخوض في المشاعر الانسانية لدى الأفراد وتحاول توجيها". وتضيف، "اختلاف طريقة تفكير كل فرد وسلوكياته وعلاقته الزوجية عن الفرد الآخر تجعل الامر يحتاج الي نستعد له، لانها حياة كاملة سنعيشها". وتصف الدكتورة إنشاد عز الدين العلاقات الزوجية ب"ترسانة"، وتقول:" لا يمكن أن يتم عن طريق مجموعة من القواعد العلمية والتدرب عليها. وتري ان الإحترام والنضج والتفاهم بين الزوجين هما السبيل، بالاضافة الي تقديم بعض التنازلات من جانب كل طرف، وهذا كفيل حسب وجهة نظرها لبناء علاقة زوجية مثالية خالية إلى حد كبير من الشوائب. مصراوي استطلع أراء عدد من الشباب، حول فكرة إقامة معسكر تدريبي قبل الزواج؛ كان هناك من أيد مثنياً على الفكرة، في حين رفضها البعض بشدة واعتبرها لا تتفق مع طبيعة المجتمع المصري، والبعض سخر منها وشبها ب"لعبة"، محمد ابرهيم السيد " 22 سنة يؤيد فكرة المعسكر ويقول: " نشاط مثل هذا سيساعد علي حل مشكلة عدم الاستعداد النفسي للزواج، والذي يعتبر السبب الاساسي لأغلب المشاكل الزوجية". ويضيف طالب الحقوق:"علاوة علي أنه سيوفر الاحتكاك والتفاعل أكثر بالحياة الأسرية وإدراكها من خلال ما سيوفره البرنامج من معلومات ونصائح ومن ثم يصبح الفرد مؤهلاً لإقامة علاقة زوجية ناجحة". واتفق معه رامي سمير "20 عام" وردد بمجرد سماعة الفكرة عبارة شهرية على لسان الكثير من اشلباب "بيس يا مان"، وقال :" لا يوجد مانع من التجربة خاصة وأنها مجانية، فربما يستفيد الشخص من خوضها" مؤكداً أن المشكلة الأساسية التي يجب علي المعسكر تناولها هي الملل الذي يصيب الزوجين بعد مرور فترة قصيرة على زواجهما، والذي يعد آفة كل أسرة".احمد عواد، موظف باحد البنوك، اقترح أن تكون الفكرة، مرحة وليست معقدة، لكي نصل برسالة ان الزواج ليست معركة يفوز فيها من يفرض شخصيته، وقال :"المعكسر اشبه بلعبة "عريس وعروسة" التي كنا نمارسها زمان، فنتشارك من اقربائنا المهام المنزلية، فى جو طفولي برئي". على الجهة المقابلة يرفض كريم ضيف الله "24 سنة" الفكرة من أساسها، مؤكداً أن أغلب من سيلجأون إليها هم الفاشلون الذين لم يحققوا شيئاً في حياتهم، وكذلك "البنات" باعتبارهن غير جادين". على حد وصفه. وأوضح ضيف الله الذي يعمل كمحاسب بإحدى الشركات، أنه قد يخجل من كونه عضو في معسكر لإعداد الشباب للزواج. ويؤيده في الرأي طالب السنة الأولى بكلية العلوم أمير تاج، الذي يؤكد أن فكرة المعسكر لن تقدم جديد، فالتجارب الزوجية التي يشاهدها الفرد في حياة اليومية على صعيد أقاربه ومن خلال علاقاته في المجتمع كفيلة لإكسابه الخبرة الكافية بعيداً عن النظام التعليمي المعقد الممل. أما هيام سعد خريجة معهد الخدمة الإجتماعية "22 عاما" تؤكد أنها تستحي من المشاركة في معسكر لإعداد الشباب للزواج!، موضحة أنها قد تستحي من مناقشة والديها في هذا الأمر، فكيف ستقضي معسكراً لعدة أيام بعيداً عن المنزل لتتناقش مع زملاء ومدربين حول التجهيز للزواج وتكوين الأسرة، الأمر الذي تعتبره غريباً عن عادات وتقاليد المجتمع المصري.