نواصل في هذه الحلقة تسليط الضوء على ظاهرة الاتجار بالبشر خاصة في شرق السودان.وكنا في الحلقة الماضية قد أوردنا إفادات لبعض الضحايا ،واشرنا إلي جوانب مختلفة حول أسباب انتشار الظاهرة والنشاط الإجرامي الكبير الذي تديره بعض العصابات .وفي هذه المرة نتناول حجم التجارة وما تدره من دخل على عصابات الاتجار بالبشر،والشبكات الإجرامية الناشطة في هذا المجال. الفدية: يقدر عدد ضحايا الاتجار بالبشر في الفترة من 2009 2013 بحوالي 30 ألف شخص ،فيما يقدر حجم المبالغ المتحصلة من الفدية 622 مليون دولار ،والمحزن أن المهربين يواصلون تحصيل أموال الفدية حتى بعد وفاة الضحية ،وتبين الإفادات والمعلومات حول تجارة البشر أنها قد تبأ في إرتريا أو إثيوبيا أو السودان ،ويتم تجميع الضحايا في مناطق احتجاز تبعد بضع كيلومترات من معسكر الشقراب . ويمضي الضحايا فترات قد تمتد من أسابيع إلى أشهر قبل أن يتم نقلهم إلى سيناء عبر مسالك برية وعرة . وتشير الناشطة في مجال مكافحة الاتجار بالبشر والصحفية المقيمة في السويد ميرون اسطيفانوس ،التي تواصل معها المحرر عبر الايميل ،إلي ان211 طفلا تعرضوا في أكتوبر الماضي للاختطاف من معسكر ساوا في اريتريا .وطلب الخاطفون فدية تبلغ 10,000 دولار عن كل واحد مقابل إطلاق سراحهم .وتورد الناشطة التي تكرمت باطلاعنا على احدث كتاب صدر لها في الرابع من شهر ديسمبر الحالي بعنوان(The human trafficking cycle: sinai and beyond) دائرة الاتجار بالبشر :سينا وما بعدها.تورد إفادات لرجل اخذ من منطقة بارنتو الاريترية بعد أن امضي ثلاثة أشهر في السجن لمحاولته الهروب خارج البلاد ،يقول الرجل: التقيت شخصا ابدي تعاطفا معي واشتري لي بعض الطعام والشراب..وقال لي يمكنك ان ترجع معي إلي اسمرا ،قلت له حسنا وركبت معه العربة .نادي على شخصين فانضموا ألينا.تحركت العربة باتجاه السودان ،سألته إلي أين يذهب فطلب مني الصمت .وفي السودان تم بيعي ،ووصلت إلي سيناء حيث طلب مني دفع فدية مقدارها 35 ألف دولار لأنال حريتي.وتقول ميرون إن الظاهرة أخذت إبعادا أخرى ،حيث يتم استهداف الأطفال الذين لهم أقارب في الدول الغربية ،وعن هذا الأمر تقول طالبة إرترية تبلغ من العمر 15 سنة إن أحد المهربين التقى بها في إحدى المدارس بأسمرا وعرض عليها تهريبها إلى السودان بما يعادل 20 ألف نخفه (1340 دولار) ولم تدرك الفتاة وصديقاتها الثلاث أن هذا المبلغ يقل عما هو متعارف عليه في عمليات التهريب حيث تتراوح الأسعار بين 3000 7000 دولار ،وبعد مسيرة ثمانية أيام وصلن إلى السودان ثم إلى سيناء ثم إلى إسرائيل التي أعادتها إلى إثيوبيا بحسب إدعائها إلى السلطات هناك ،وأخيراً إلتأم شملها بأسرتها في السويد. شبكات الاتجار: اتساع نطاق الظاهرة وحجم الأموال المتحصلة يعزز اعتقاداً بأن شبكة واسعة من أصحاب المصالح ضالعون في هذا النشاط .وتفيد المعلومات التي تحصلنا عليها أن بعضاً من اللاجئين في معسكرات ود شريفي والشقراب يساعدون في عمليات الإتجار كوسطاء ،حيث يقومون بمساعدة عصابات الاتجار والإرشاد على الطرق الآمنة للانتقال عبر الحدود بين البلدين .كذلك فإن تجاراً يعتقد أنهم ينتمون لبعض المكونات القبلية لشرق السودان يقومون بإيصال الضحايا وبيعهم لقبائل من بدو سيناء ،كما أن إفادات الضحايا تدلل على مشاركة عناصر من حرس الحدود الإرتري في عمليات التهريب والاتجار بالبشر . نواصل.. اخر لحظة