ثمة إحساس ضار لدى كثيرين منا أن السوداني بطبعه أقل ذكاء وأقل طموحاً وأكثر خمولاً وعجزاً وما إلى ذلك. ربما كان لهذا الإحساس (جذور) وملابسات و(أسلاف) في تفاصيل الواقع المرير المحبط الذي نعيشه, فنحن فاشلون فنياً وسينمائياً وكروياً مقارنة مع الدول الأخرى والمجاورة, ونحن فشلنا في الوصول إلى ربع ما وصل إليه آخرون فيما نسميه (دوام التقدم والازدهار) وما إلى ذلك, ولكن هذا الإحساس يصطدم بحقائق موضوعية أكثر رسوخاً, فالسودانيون تمكنوا من بناء بنيات بكاملها لدول مجاورة عديدة – على سبيل المثل لا الحصر – وتفوقوا على الخواجات ذات يوم في هضم لغتهم الإنجليزية والتحدث بها بطلاقة قد تعجز عنها مارجريت ثاتشر (ذات نفسها). (2) ودعك من كل هذا فالسنوات الأخيرة شهدت عديداً من (التفوقات) - إن جاز هذا الجمع ولم يعبث به المدققون اللغويون للصحيفة – الفردية لسودانيين شهد لنا ولهم العالم أنهم تفوقوا على أقرانهم المنتمين لجنسيات مختلفة, ونستطيع أن نقرأ خبر مثل (نالت الصحافية السودانية عايدة عبد الحميد العاملة بصحيفة الخليج الإماراتية جائزة الأم العربية المثالية ضمن جائزة الأسرة العربية بمشاركة أمهات من كل أقطار العالم العربى، في حفل ختام مهرجان دبي للتسوق للعام 2009م. وانطلقت جائزة الأم العربية المثالية والأسرة المثالية التي تبلغ قيمة كل منهما 10 آلاف دولار أمريكي، وترتكز المسابقة على مجموعة من المعايير تتضمن المعيار النفسي وهو الذي يظهر قدرات الأم وثقتها بنفسها وإمكانياتها وعطائها, إلى جانب المعيار الاجتماعي الذي يسلط الضوء على علاقة الأم بمن حولها من زوج وأولاد وأقارب وأصدقاء). ومثل: (فازت الاستاذة نفيسة محمد إبراهيم بلال خريجة كلية الفنون الجميلة بالسودان دفعة 1997 بجائزة معرض مدينة بلاك تاون بولاية نيو ثاوث ولز باستراليا العاشر للفنون الجميلة. وسبقت فعاليات المعرض منافسة شارك فيها300 تشكيلي تم اختيار 100 منهم كانت الأستاذة نفيسة ضمنهم. وتقدمت نفيسة بعملين، مائية سمتها ملامح سودانية والأخرى زيتية اسمها الأمل, هذا وقد فازت ملامح سودانية بالجائزة. وقد أمَّ المعرض جمهور غفير من عشاق الفنون التشكيلية يتقدمهم محافظ مدينة بلاك تاون ومندوب من وزارة الهجرة والثقافات المتعددة وعدد من السودانين.).. ومثل: (منحت الإصدارة العالمية للنساء المتميزات التي تصدر في الولاياتالمتحدةالأمريكية جائزة التميز لهذا العام, إلى المهندسة السودانية وداد يعقوب إبراهيم المديرة العامة لشركة النحلة وأمينة أمانة سيدات الأعمال باتحاد عام أصحاب العمل السوداني. ومنحت يعقوب الجائزة، حسبما أوردت صحيفة "الراية" القطرية، لنشاطها المتميز في تطوير ونهضة النساء عبر عملها الطوعي كمؤسسة ورئيسة مجلس إدارة بنك الأسرة, وعملها في مجال تعليم النساء كأمينة عامة للمنظمة العالمية للسلام والتنمية ومنظمة معاً للتعليم, ورئيسة مجلس إدارة مستشفى الولادة بأم درمان (الدايات). وتمنح هذه الجائزة لأول مرة لسيدة إفريقية وكان ذلك على هامش أعمال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الخامس لسيدات الأعمال في الدول الإسلامية تحت رعاية السيدة سوزان مبارك, والذي نظمته الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة بالتضامن مع منظمة تضامن نساء إفريقيا بالقاهرة, بمشاركة 26 دولة إفريقية وآسيوية وعدد من سيدات الأعمال بالسودان.).. ومثل: (فازت الصحفية السودانية رفيدة ياسين بلقب فتاة العالم العربي الثقافية وذلك في مسابقة فتاة العرب المثالية التي أقيمت حديثاً في القاهرة، رفيدة هي إحدى الصحافيات المتخصصات في الشأن السوداني المقيمات في مصر ودائمة التواجد داخل إقليم دارفور في الأوقات العصيبة وأوقات الحروب الأهلية. وتقول رفيدة إن فكرة المسابقة مختلفة فهي ليست مسابقة تعتمد على الجمال مثل مسابقات ملكات الجمال الأخرى التي تقام ولكنها مسابقة مختلفة فلا تعتمد على الجمال وحده. واشارت في حوار مع (ايلاف) إلى أنه (من الممكن أن أجري 6 عمليات تجميل وأكون أجمل فتاة في العالم ولكن ماذا عن الأخلاق والثقافة فالجمال ليس كل شيء، ولكن الثقافة والأخلاق هما أهم بكثير من الجمال وهو ما حمسني على الاشتراك في المسابقة). (3) الإبداع والتفوق السوداني العالمي لا يقتصر على النساء والبنات وحدهن, فقد حقق الطالب السوداني محمد حسن محمد مصطفى المرتبة الأولى على خريجي كلية المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات بجامعة ليمكو كوينج الماليزية، التي تعتبر إحدى الجامعات الخاصة المتخصصة في علوم الوسائط المتعددة ويبلغ عدد طلاب الجامعة حوالي ثمانية آلاف من 150 دولة، ولها فروع في لندن وبتسوانا وقد حصل الطالب السوداني على درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف في علوم هندسة الحاسوب والملتميديا, كما حصل على جائزة أفضل بحث في تصميم الأنظمة وهي مقدمة من شركة مايكروسوفت ماليزيا, وحصل أيضاً على جائزة الابتكار والإبداع للعام 2009م والتي سيحصل بموجبها على منحة كاملة من الجامعة لدراسة الماجستير. وأيضا نال عبد الكريم عبد الرحمن عبد الكريم بدرى جائزة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن للإنجاز والإبداع الشبابي وذلك عن اختراعة تطوير لغة الإشارة العربية إلى صوت منطوق اعتماداً على المتحكمات الدقيقة. وهو عبارة عن قفاز يعمل على ترجمة لغة الإشارة العربية إلى صوت باستخدام حساسات الانثناء المرنة وحساس قياس التسارع اعتمادا على المتحكم الدقيق, لتحويل الإشارات إلى إشارات رقمية وإرسالها إلى قارئ الأصوات لسماع الصوت المقابل للحركة المعنية.. ومن قبلهما فاز شاعر سوداني اسمه عمر محمد رجب بجائزة جمعية الشعر العالمي في أمريكا, والتي تعتبر واحدة من أكبر المسابقات الشعرية العالمية. واختيرت قصيدة الشاعر رجب الفائزة من بين أكثر من عشرة آلاف قصيدة, وقد تم منحه في واشنطن جائزة الشعر العالمية باللغة الانجليزية كما ضمنت القصيدة في ديوان بعنوان (الرقص في الضوء), والذي أودع في مكتبة الكونغرس الأمريكي.. وأيضاً فاز محمد الشريف السوداني الأصل بأرفع جائزة تقديرية تقدم في المجال الصحي في بريطانيا. إذ تعتبر جائزة إيكورن أليانس لخدمات الصحة الوطنية بمثابة جائزة أوسكار الخدمات الطبية. يعمل محمد في مدينة بريستول في مجال خدمات التنسيق المتعلقة بنصح ومساعدة المرضى ما بين المستشفيات الجامعية وخدمات الإسعاف والتنسيق مع المؤسسات. (4) وصدقوني، لا يساوي ما ذكرنا شيئاً أمام ما لم نذكر، فالقائمة تطول وهذه أمثلة فقط، السوادنيون أقوياء الإرادة والذكاء والطموح ويستطيعون التفوق والتميز أفراداً وجماعات، وسيظلون كذلك! فتحي البحيري صحيفة الحقيقة