شهدت ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل في جنوب السودان مواجهات دامية أمس، بين الجيش الموالي للرئيس سلفاكير ميارديت وقوات خصمه رياك مشار، ما خلف عدداً كبيراً من الضحايا والدمار والفوضى ونزوح للمدنيين، في وقت تسارعت الجهود الإقليمية والدولية لوقف القتال وتسوية الأزمة لتجنيب الدولة الحديثة حرباً أهلية. النور احمد النور قال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير ل «الحياة» هاتفياً أمس، إن ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل تشهد «قتالاً ضارياً بين الجيش والمتمردين وفوضى وحال نهب وسلب»، موضحاً أن المتمردين يسيطرون على الجزء الجنوبي من المدينة والجيش على شمالها وتوقع «استعادة الحكومة سيطرتها عليها في أي لحظة». وقال شهود إن آلافاً من مواطني ملكال، التي تُعتبر ثاني أكبر مدينة في جنوب السودان، نزحوا هرباً من القتال الذي أخذ طابعاً إثنياً. ولم يستطع أقوير تحديد عدد الضحايا المدنيين بسبب الفوضى التي ضربت وسط المدينة، مؤكداً أن حقول النفط في الولاية لا تزال بعيدة من القتال. وأضاف أن الجيش يحضّر هجوماً على بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية لاستعادتها من المتمردين. في غضون ذلك، طلبت الأممالمتحدة توفير أموال طارئة لمواجهة الوضع الإنساني الملح في جنوب السودان. وقال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان توبي لانزر، إن 90 ألف شخص على الأقل نزحوا خلال الأيام العشرة الماضية، من بينهم 58 ألفاً لجأوا إلى قواعد الأممالمتحدة في البلاد. ورجح أن يكون مئات آلاف فروا إلى الأدغال. وأعلنت الأممالمتحدة أن الوكالات الإنسانية تحتاج إلى 166 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة لسكان جنوب السودان حتى آذار (مارس) المقبل. وتتركز الحاجات على الجوانب الصحية والغذائية إضافةً إلى إدارة مراكز النازحين. دار الحياة