أعلنت حكومة جنوب السودان التزامها الفوري بوقف إطلاق النار الذي دعا إليه قادة دول تجمع دول شرق افريقيا "إيغاد". وجاء إعلان حكومة جنوب السودان بعد تأكيد قادة دول إيغاد أنهم لن يقبلوا الإطاحة بحكومة دولة جنوب السودان عن طريق السلاح. وطالب الرئيس الكيني بوقف مباشر لكل أعمال العنف في جنوب السودان والتى أدت لمقتل نحو 1000 شخص منذ اندلاع الأزمة بين رئيس البلاد ونائبه السابق قبل نحو أسبوعين. وجاءت ذلك في إطار اجتماع قادة دول التجمع الإقليمي الذي يضم 8 دول من شرق أفريقيا والمنعقد في العاصمة الكينية نيروبي بهدف التوسط بين طرفي النزاع في جنوب السودان. من جانبه قال وزير الخارجية الأوغندي هنري أوكيلو إن قادة التجمع يحذرون من أن استمرار القتال في جنوب السودان سيدفع البلاد إلى عزلة دولية. وقال أوكيلو لبي بي سي إن جنوب السودان ستتعرض لعزلة دبلوماسية إذا أصر قادتها على عدم التعاون. وحذر أوكيلو إن كل من تورط في جرائم قتل سيحاسب على جرائمه. وجاء الاجتماع الطارئ بعد يوم واحد من لقاء عقده رئيس جنوب السودان سالفا كير مع رئيسي وزراء كينيا واثيوبيا. في غضون ذلك، قالت الأممالمتحدة إن طلائع التعزيزات التي أمرت بها لقوة حفظ السلام في جنوب السودان ستبدأ بالوصول الى البلاد في غضون 48 ساعة. وكانت اعمال العنف بين القوات الموالية للرئيس سالفا كير وتلك المؤيدة لنائبه السابق ريك ماشار قد اندلعت قبل نحو أسبوعين. واجبر القتال أكثر من 50 الف مدني على النزوح وطلب اللجوء في المقرات التباعة للمنظمة الدولية في جنوب السودان. "فرصة للسلام" ويأتي اجتماع إيغاد لمتابعة القضايا التي بحثها رئيسا وزراء كينيا وإثيوبيا مع الرئيس سالفا كير في عاصمة جنوب السودان جوبا. وكانت الحكومة الاثيوبية قد وصفت تلك المباحثات بأنها كانت "بناءة جدا وصريحة". لكن وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان ماكوي لويث قال لوكالة اسوشييتيد بريس إنه لم يجر اي اتصال برايك ماشار. وكان العنف قد اندلع بين الطرفين منتصف الشهر الحالي عندما اتهم ميارديت نائبه السابق الذي أقيل من منصبه في شهر يوليو/تموز الماضي بتدبير انقلاب، بيد أن هذا الأخير ينفي محاولة الاستيلاء على السلطة. كما كشف الصراع الدائر في جنوب السودان عن وجود انقسامات طائفية في البلاد، إذ ينتمي ميارديت إلى قبيلة الدنكا، وهي كبرى القبائل هناك، بينما ينحدر نائبه مشار من قبيلة النوير التي تأتي في الدرجة الثانية بعدها مباشرة.