قال مواطنون ان عدة مدن جزائرية شهدت أياما من أعمال الشغب عادت يوم الاحد الى هدوئها الطبيعي وذلك بعد ان اندلعت فيها موجة من الاضطراب بسبب الارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية. ولم ترد تقارير عن وقوع اضطرابات كبيرة خلال الليل وهي بذلك أول ليلة تعرف هذا الهدوء النسبي منذ بدأت أعمال الشغب يوم الاربعاء في العاصمة الجزائر ثم انتشرت الى عدة مدن أخرى. وفي أول رد فعل لها على الاحتجاجات التي قتل خلالها شخصان قالت الحكومة الجزائرية يوم السبت انها ستخفض اسعار بعض السلع الغذائية ووعدت بالقيام بكل ما يلزم لحماية الجزائريين من ارتفاع اسعار الغذاء. لكن بعض المعلقين حذروا من أن العنف قد يستأنف مرة أخرى. وقال محمد العجب المحلل السياسي والمحاضر بجامعة الجزائر لرويترز ان أعمال الشغب لن تستمر ما لم تكن وراءها قوة سياسية. لكنه قال ان من المحتمل أن تقع اضطرابات أخرى خلال الاسابيع او الاشهر القادمة واضاف ان شبان الجزائر غاضبون على النظام. وقال مراسل رويترز ان العشرات من موظفي البلدية في بلدة بو اسماعيل غربي العاصمة انتشروا في الشوارع في الصباح الباكر يوم الاحد ينظفون الشوارع من الحجارة واطارات السيارات المحترقة التي خلفها المحتجون. وحضر حوالي ألفي شخص جنازة عكريش عبد الفتاح (32 عاما) الذي قتل في اشتباكات في مدينة بو اسماعيل على ساحل البحر المتوسط مساء يوم الجمعة. وقال محسن حمداش (21 عاما) لرويترز في منزل عبد الفتاح "لم يكن بين المشاغبين. كان هناك لحماية شقيقه الاصغر والعودة به الى المنزل. بينما قال والد عبد الفتاح لرويترز عقب الجنازة "لقد فقدت ابنا وهذا يكفي. ادعو جميع الشبان الى تجنب العنف لانه لا يفيد." كما عاد الهدوء الى أحياء في الجزائر العاصمة حيث رشق شبان قوات الشرطة بالحجارة ونهبوا المحال التجارية وبنايات أخرى. وأغلق عدد من أصحاب المحال أبوابها منذ بداية الاضطرابات. وقال أحد سكان حي باب الواد الشعبي في العاصمة والذي شهد بعضا من أسوأ الاشتباكات "المحال مفتوحة. كل شيء طبيعي اليوم. اتمنى أن نقضي ليلة هادئة." وتتضمن الاجراءات التي أعلنت عنها الحكومة يوم السبت تعليق الجمارك وضرائب القيمة المضافة على واردات السكر وزيت الطهي وهي السلع التي تسبب ارتفاع اسعارها في اندلاع الاضطرابات.