تونس شدتها العطالة من جميع اطرافها، وتغلغل الارتفاع الجنوني في أسعار الغذاء؛ضاربا تونس دون تمييز،وهي موجة عالمية مسألة الأرتفاع هذه،فأوربا شكت من ذلك وتظاهر الآلاف منددين بالغلاء وتبعاته. وبالأمس تجمع المتظاهرون التونسيون أمام مبني وزارة الداخلية محتجنن على ارتفاع أسعار الغذاء والبطالة ومطالبين الرئيس زين العابدين بن علي بالتنحي. وقال بن علي يوم الخميس انه لن يترشح مجددا للرئاسة بعد انتهاء فترته الحالية في 2014. ويواجه بن علي أسوأ اضطرابات منذ تولى السلطة قبل نحو ربع قرن. وفي شارع جانبي هتفوا قائلين بن علي القاتل. هذا حسب وكالة رويترز الأخبارية...وفي سؤال لأحد المواطنين عن تعهدات بن علي يوم الخميس بتوفير مزيد من الحريات رد المواطن قائلا انه يكذب دائما. نحن نحتج اليوم لاننا نعرف انه لا يقول الحقيقة. وأمس الجمعة وأنا أكتب هذه المادة عرفت بأن التلفزيون الحكومي أذاع ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أقال الحكومة، داعياً الى اجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال ستة أشهر...!!؟ وبعدها علمت بهروب بن علي واستلام الجيش للسلطة..! أما جارتها القريبة الجزائر فحدث ولاحرج فالأرتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية، أخرج الناس للشوارع وتم نشر عناصر الأمن في الشوارع والأحياء الشعبية .وأغلقت المحلات التجارية والمطاعم أبوابها، وبعد هدوء نسبي في اليومين السابقين باشرت المحال أعمالها وشرع عمال البلدية في العاصمة الجزائر في تنظيف الشوارع من الحجارة وإطارات السيارات المحترقة. وأعلن وزير الداخلية الجزائري أن جرحى الاحتجاجات من الأمن بلغ 736 فرداً فيما بلغ عدد جرحي المتظاهرين ،53 والأعتقالات طالت أكثر من ألف معتقل. أما في موريتانيا فقد استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع في مواجهات مع طلبة المدارس في مقاطعة -عرفات-قرب نواكشوط، الذين تظاهروا احتجاجا على ارتفاع الأسعار . وأحرق المتظاهرون إطارات السيارات وجابوا الشوارع مرددين شعارات تدعو إلى تخفيض الأسعار، كما نظم سكان بلدية شوم تظاهرة احتجاجاً على غلاء أسعار الكهرباء.وعلى الفور بادرت الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتخفف الغلاء . ودعا الرئيس محمد ولد عبدالعزيز إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتحكم في الأسعار وضمان بقائها في مستوى يجعلها في متناول الجميع، وإعطاء الأولوية لزيادة الإنتاج المحلي. وفي السودان ماذا حدث؟ فحسب الفرانس برس صرح أحد الطلاب وهو مذكور بالاسم في تقرير الفرانس برس أنهم خرجوا في احتجاج جديد، الخميس، وتعرضوا للضرب بالهراوات من قبل الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع . وأضاف الطالب أن 14 عربة تابعة للشرطة تحاصر جامعة الجزيرة مغلقة لجميع الطرق المؤدية إليها. وفي الحصاحيصا قال شهود إن نحو 500 طالب تجمعوا أمام حرم الجامعة وأطلقوا هتافات ضد رفع الأسعار قبل أن تفرقهم الشرطة بالقوة. ياأخوتي ماذا عن الحل ...؟ هل هو بيد الحكومات..؟أم بيد المواطن؟ أفرحتني دعوة رقيقة من الأخوة بالأتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم الذي يتولاه الرجل المهذب والرائع دكتور حبيب الله؛وهم يدشنون عدة مشاريع لخدمة الطالب الجامعي وطلاب المراحل المختلفة،وأهم الأمور التي بدأوا في تنفيذها أو لنقل في مناقشتها مسألة ترحيل الطلاب من وإلى مؤسساتهم التعليمية، والخيار الذي طرح وسينفذ فورا هو جلب مائتي بص لترحيلهم،وهي خاصة بالأتحاد وبرعاية كريمة من الخضر والي الخرطوم، وذكرت للأخ عمر.. بأن هذه الباصات ستسمى ببصات المحفوظ تيمنا بباصات الوالي... وأيضا ستطرح عبر كافتريات الجامعات المختلفة وجبات بأسعار مناسبة جداً ومدعومة من قبل الأتحاد، وتحفيزا لهذا الأمر طرح اقتراح باعفاء أصحاب الكافتريات من الإيجارات الشهرية وأعتقد لمدة ستة أشهر، ووافقت إدارة جامعة النيلين مشكورة ومتقدمة الركب الجامعي في ذلك. سيدي الرئيس...؟ سيدي الوالي..؟سادتي الوزراء المعنيون بالمواطن...؟ التقشف ضرورة ولكن ليس على حساب المواطن المغلوب على أمره..فالمواطن ليه من التقشف مايكفيه مدى عمره..وكفاه من ذلك؛أدعموا المواد التموينية، والمحروقات،فالمواطن لن يفهم أن هذه هي الأسعار العالمية، ولايريد أن يفهم ذلك....فالهم الأول هو كيس الملاح والسكر والشاي،وفاتورة الكهرباء والمياه،وسمعنا أن مخزون السودان من البترول يكفي السودان ولامشكلة من ذلك..!! إذن ضعوا المواطن وآلامه ومحنه همكم الأول، والأستفتاء بعيوبه وحسناته صار واقعا غير منقوص، والمواطن أصبح غير مهتم بالذي حدث، فقد أنتهى الحديث عن ذلك، وصار الحديث الآن عن الغلاء والأسعار، ونخشى من الهدوء الذي دائما مايسبق العاصفة.