بالصورة.. "الإستكانة مهمة" ماذا قالت الفنانة إيمان الشريف عن خلافها مع مدير أعمالها وإنفصالها عنه    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    النائب الأول لرئيس الإتحاد السوداني اسامه عطا المنان يزور إسناد الدامر    إسبوعان بمدينتي عطبرة وبربر (3)..ليلة بقرية (كنور) ونادي الجلاء    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صلاح قوش: سمعت أن هناك من عفا عني، وطلبت العفو عن بعض الأخطاء التي فعلتها، تمرد موسى هلال أشكال ثانوية للأزمة، الأزمة الحقيقية عميقة.
نشر في الراكوبة يوم 07 - 01 - 2014

* سيّد صلاح؛ تغيرت لهجتك بعدما خرجت من السلطة.. كنت تدافع عن النظام بشراسة.. ما الذي تغيّر الآن؟
- نعم.. كنت جزءاً من النظام، وأنا مسؤول عن كلّ تاريخي فيه، ولم أتنكّر له، ولست نادماً عليه، ولا خجلان منه، بل أعتزّ به، وأرى أنه في أيّ وقت تريد أن تقيّم حدثاً لا يمكن أن تقيّمه بعيداً عن الظروف الموضوعيّة التي مرّت به، ومن الخطأ أن تقيّم فترة تاريخيّة بعيداً عن الظروف التي كانت محيطة بها، ولذلك أيّ تصرف أنا فعلته، كان بمبرّرات موضوعيّة في وقتها، صحيح أن تقييمه يختلف في أوقات أخرى، لكن في وقته كان له مبررات.
* ألا تريد أن تطلب العفو من أحد؟
- أنا قلت لك عفوت وسمعت أن هناك من عفا عني، وطلبت العفو عن بعض الأخطاء التي فعلتها، لكن لست متنصلا عن كلّ تاريخي، أنا مسؤول مسؤولية كاملة عنه.
* ملف آخر؛ عندما زار الرئيس ديبي الخرطوم مؤخرا حمله أبناء دارفور مسؤولية ما حدث بالإقليم.. بماذا تعلق على ذلك؟
- إدريس ديبي نفسه كان أساسياً في قضية دارفور، في إشعال الأزمة، وكنت مطّلعاً على تفاصيل دعم إدريس ديبي في الأيام الأولى، كل إمكانات الحركات المسلحة الماديّة والأسلحة كانت من الجيش التشادي، وناقشت الرئيس ديبي في قصره في إنجمينا بكل وضوح، ووصلت لقناعة بأن ديبي لا يمكن أن يوقف هذا الدعم إلا إذا عاملناه بالمثل، وعندما فعلنا، ووصلت والمعارضة التشادية للقصر في إنجمينا عاد إلى صوابه، وأدرك أن الخيار أمامه هو التصالح معنا.
* هذا اعتراف بأنّكم دعمتم المعارضة التشادية لإطاحة ديبي؟
- عاملناه بالمثل.. وغضضنا الطرف عن أنشطتهم داخل السودان.
* كنت أساسيا في هذا الملف، هل ترى أن الحكومة لم تخطئ بدارفور؟
- الحكومة دخلت قضية دارفور مضطرة، فالناس تمرّدوا وحملوا السلاح والحكومة واجهتهم.
* "مقاطعة": هل كانت المعالجات التي اتّخذتها الحكومة لحلّ الأزمة صحيحة؟
- هي اضطرت.. صحيح لا يمكن أن أقول كلّ الذي تمّ صحيحاً، به إيجابيات وبه سلبيات، ففي أي قضية يكون هناك السالب والموجب، والمعالجة إذا لم تستوعب كل الأطراف المؤثرة تكون ناقصة، وهذا ما حدث، المعالجات أهملت فاعلين مؤثرين، ولذلك لم تكن المعالجات شاملة.. حتى الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إذا حدثت أيّ معالجة وأغفلت القوى المؤثرة التي يمكن أن تقوم بعمل منفرد بعيداً عن الأطراف المتصالحة.. في أيّ صراع هناك طرف أساسي وطرف فرعي، فإذا اتفق الطرفان الأساسيان وأهملا الأطراف الثانوية، وكانت هذه الأطراف لديها قدرة على الفعل فهذا لا يكمل الحل، وهذا ما تم في دارفور، فقد أهملت أطراف ثانوية، وهذا ما تم في اتفاق الدوحة الأخير، فالاتفاق لم يتم كاملا هذه واحدة.. الآن قضية دارفور أصبحت قضية متجذرة وأصبحت مجتمعية، والمعالجات تتم مع الحركات فقط، والقضية هناك أصبحت قضية مجتمع دارفور، وإذا لم تعالج من جذورها، الاتفاق مع الحركات ضروري ولكنه يحتاج إلى إكمال. فالأزمة لم تعد أزمة حركات مسلحة، الصراع مجتمعي، ويحتاج لحل عميق على الأرض، وعليه أعتقد أنه لابد أن يكون الاتجاه نحو المعالجة الحقيقية في الجذور.
* "مقاطعة": لكن هذا لن يتسنى إلا بوقف إطلاق النار أولا؟
- الآن لا توجد حرب بدارفور، هناك صراعات قبلية، وحالة انعدام أمن، وهذا لا يحتاج لاتفاقية.
* وما تعليقك على الصراع الدائر بين السلطة الإقليمية ووالي شمال دارفور وموقف الشيخ موسى هلال؟
- هذه أشكال ثانوية للأزمة، الأزمة الحقيقية عميقة، وتحتاج لمعالجات عميقة، وهذه مجرد إفرازات للأزمة الحقيقية وليست شكلا أساسيا لها.
* هناك أيضا صراع دائر بالجنوب الآن ماهي قراءتك لهذا الصراع؟
- هو صراع داخل الحركة الشعبية، وهو قديم وليس جديدا.
* "مقاطعة":. هل تراه صراعا سياسيا أم قبليا؟
- بدأ صراعاً سياسياً، وحاول المتصارعون أن يجعلوه هكذا، لأنهم يدركون خطورة الصراع القبلي، ولذلك عمل كل طرف تحالفا، رياك مشار الآن عنده حلفاء من الدينكا والاستوائية والنوير والزاندي والتابوسا وجزء من الشلك وباقان معه، وغيرها، سلفاكير عنده حلفاء من النوير والاستوائيين ومن اللاتوكا، فكل طرف له تحالف من تشكيلة من قبائل الجنوب بما فيها قبيلته وقبيلة الطرف الآخر، ومشار أيضا عنده جزء مؤثر من بور متمثل في ربيكا ومجاك ومجموعة من القادة السياسيين في بور متحالفون معه، سلفا عنده بحر الغزال مجموعة منهم، وقوات من فاولينو، ومجموعات لرياك قاي، وجزء من أعالي النيل.
* من له الغلبة في تقديرك؟
- كل واحد لديه تحالف حتى يكون شكل الصراع سياسيا وليس قبليا، ولكنها "فلتت" منهم، فعندما حدث الضرب في جوبا، "الدينكا بيقتلوا النوير والعكس"، وهناك ناس من مصلحتهم تحويل الصراع لقبلي، ولذلك إذا لم تعالج بسرعة فسيتجذر هذا الصراع القبلي ويصبح كارثة على الشمال والجنوب معا، المطلوب أن تتوقف الحرب وبسرعة، فوقف إطلاق النار مهم وضروري جدا حتى لا يتجذر الصراع، وحتى تعالج القضية السياسية وتحدث المصالحات. إذا تم ذلك تحدث المعالجة، وإن لم يتم فسينفرط عقد الجنوب وسيؤثر ذلك سلبا على الشمال.
* وهل يمكن للخرطوم أن تساعد؟
- الخرطوم يمكن أن تساعد بفاعلية في ذلك، ولكن الطرف الحكومي الآن يحاول أن يتجنب التأثير، وعنده فرصة تاريخية بالإسهام في معالجة الوضع بالجنوب، وهذا يمكن أن يكون واحدا من جوازات المرور للتعامل مع المجتمع الدولي، ومحاولة لتحسين علاقاتنا الدولية، والتدخل بفاعلية هو الأكثر إيجابا للشمال في قضية الجنوب، المطلوب أن نكون مستعدين لأن نستضيف كل اللاجئين بروح طيبة وبصدر رحب، وأن نقتسم معهم اللقمة وأن يأتوا إلى ملاذ آمن في الشمال، هذا مهم لمستقبل العلاقة الاستراتيجية بين شعب الشمال وشعب الجنوب.
* وما رأيك في ما يقال بأن الخرطوم ضالعة في هذا الصراع؟
- الخرطوم ليست ضالعة، وليست طرفا، فالصراع أسبابه معروفة وتفاقمت. وهناك فرصة للوصول إلى صيغة سياسية جديدة في جنوب السودان تستوعب التشكيلات القبلية الموجودة وتنفذ إلى تصالح مجتمعي، وشعب الجنوب عنده تجارب وأعراف لمثل هذه التصالحات ويمكن أن يتم ذلك.
* هناك محاولة من دول الإيقاد لحل هذه الأزمة. ما رأيك في هذه المحاولة؟
- إذا خلت هذه المحاولات من الأجندة الخاصة يمكن أن تنجح.. الطرفان مستعدان ومدركان لخطورة الصراع وتجذره، وطالما هناك استعداد فهناك فرص للنجاح.
* ما رأيك في أداء الحركة الإسلامية بعد مؤتمرها الأخير؟
- الحركة الإسلامية تحتاج لإعادة تقييم أدائها الكلي ودورها في الفترة السابقة، والمؤتمر الأخير جزء من ذلك، فهل يستجيب الطرح القديم لتطلعات وأشواق الإسلاميين بالسودان؟ هل يتناسب هذا الطرح مع واقعنا في السودان؟، هل المشروع يحمل آمال وتطلعات الإسلاميين؟ لم يوفق في كثير من القضايا الوطنية الملحة، نحن نحتاج الآن لمشروع وطني، وقضية الحركة الإسلامية كيف يتحول مشروعها إلى مشروع وطني يخدم القضية الوطنية، فالقضية الملحة الآن في تقديري هي القضية الوطنية، وهي مدخل مناسب لمشروع تم طرحه في السابق. الموضوع يحتاج لنقاش واسع صعب أن أوجزه في هذا الحوار، ويدخل في ذلك كل نشاط الحركة بما فيها مؤتمرها الأخير.
* هل تعتقد أن سقوط الإسلاميين في مصر أثر على الإسلاميين بالسودان؟
- لا أعتقد... ليس له علاقة، ولم تكن هنالك علاقة أصلا بين الحركتين بل كانت هنالك قطيعة.
* كيف ترى الحل في مصر إذن؟
- مصر تحتاج لوحدة وطنية فتحدياتها أكبر وتجميع الشعب المصري كله في كيان يجمع كل الناس علمانيين وإسلاميين ومسيحيين وغيرهم، قضية الوحدة الوطنية حساسة ومهمة، القضية الوطنية إذا غابت من برنامج الإسلاميين في مصر فستحدث لهم مشكلة الآن ومستقبلا، وكذلك في السودان.
* ما حدث في مصر.. ثورة أم انقلاب؟
- ما حدث بمصر تغيير كل شخص يصفه بحسب موقفه.
* وأنت كيف تراه؟ ثورة أم انقلابا؟
- ماذا تعني ثورة؟ وماذا يعني انقلاب؟ فهل الإنقاذ ثورة أم انقلاب؟ كل شخص يصف الحدث بطريقته، تقديري أن الجيش المصري رأى ضرورة التغيير في مصر، وعمل تغييرا، واستطاع أن يوظف البيئة السياسية الموجودة، ولئن قلت إن الثورات تقاس بخروج الناس للشوارع مطالبين بالتغيير وانحاز لهم الجيش فهذا تم كما تم في يناير، ولكن آخرين يقولون إن هنالك انقساما بالشارع المصري وحدث انقلاب على أولئك، المطلوب الآن: ما العمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بدلا من التباكي على ما تم حتى تنقذ مصر، ولا بديل غير الحوار.
* ما رأيك في طريقة التعامل مع الإخوان؟
- أقول إنهم تطرفوا في التعامل مع الإخوان المسلمين، في الشارع المصري، لن يهدأ الحال إلا إذا مورست الوسطية من الطرفين، إذا أصروا على هذه الطريقة فستكون البيئة السياسية ساخنة، وربما تؤثر على الحالة في مصر، فليس هناك بديل عن الحوار، ونهج الحوار هو ما استطاع به نظام حسني مبارك أن يعالج قضيته مع الإسلاميين (الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي) بالحوار معهم وصلوا إلى توافق وأوقفت العمليات الإرهابية.
* وهل ترى أن هذا الحوار يمكن أن يحدث الآن؟
- أرى أن مصر تسير في اتجاه المواجهة، وسيسيرون فيه للنهاية وسيعودون مرة أخرى للحوار، فليس هناك طريق آخر سواه.
* عاصرت عمر سليمان فترة طويلة. ما رأيك في هذا الرجل؟
- رجل عظيم أدى دورا وطنيا مشهودا في مصر، ودورا وطنيا مشهودا للأمة العربية، ودورا مهما جدا في السودان، فهو الذي قاد عودة العلاقات بين السودان ومصر، وكان المفتاح، وعملنا معا في هذا الملف، وتقديري الآن السودان فقد عمر سليمان مثل مصر.
* بعض السودانيين يقولون إن نظام مبارك ساعد على انفصال الجنوب؟
- صحيح أن نظام مبارك احتوى المعارضة السودانية، ودعمها، ولكن في فترة ترميم العلاقات تم تجاوز كل ذلك، نظام مبارك أيضا تجاوز مراراته تجاه السودان بما في ذلك محاولة اغتيال مبارك، ودخلوا في علاقة معنا، هذا الجهد كان لعمر سليمان فيه دور كبير، بتنسيق مباشر معي، مصر كانت ضد فصل جنوب السودان، ونحن أيضا، الانفصال كان رغبة الجنوبيين.
* هل قتل عمر سليمان؟
- لا أعتقد ذلك، فهذا قدر الله الذي تم، ولا أعتقد أن هنالك من له ضغينة عليه، وعلى الرغم من أنه كان أحد رموز مبارك، كان يتجول في القاهرة بشكل طبيعي، يصلي في المساجد ويلتقي الناس، ولو أتيحت الفرصة لتولي الرئاسة كان سيكون أنسب خيار لحكم مصر.
* في تقديرك من هو الأنسب لحكم مصر الآن؟
- لا بد أن يكون من القوات المسلحة، أو أي شخص له علاقة بالقوات المسلحة، فالقوات المسلحة في مصر الآن حزب مؤثر وقوي ومؤسسة ليست عسكرية فقط، فهي مؤسسة سياسية واقتصادية واجتماعية يصعب تجاوزها، تحديات مصر وأمنها القومي يستوجب أن تكون هذه المؤسسة، إما حاكمة أو متحالفة مع الحاكم، ويصعب التناقض بينها وبين أي حاكم في المستقبل القريب.
* هناك ملف آخر يختلف عن شخصيتك الأمنية وهو اهتمامك بالشعر والأدب.. نريد إلقاء الضوء على هذا التناقض؟
- ليس هناك تناقض، فالشخص يجب أن ينوع قدراته، إذا أصر الشخص على أن يضع نفسه في شكل واحد يكون قد رأى الأمور بمنظار واحد، ولذلك يجب أن تهتم باتجاهات أخرى حتى ترى الناس بمناظير أخرى لتكتمل الصورة لديك، الاهتمام بالأدب والشعر بالنسبة لي جديد وليس قديما، والاهتمام باللغة وتطوير القدرات الشخصية بالنسبة لي أيضا جديد، فبعد ما شعرت أنني أصبحت في موقع مؤثر بالدولة، ينبغي أن يوضع في الاعتبار هذا الجانب، ولذلك قرأت كثيرا في هذا المجال، حاولت أن أطور في قدراتي في اللغة العربية والإنجليزية، وهذا أمر طبيعي لتطوير القدرات الشخصية بتنويع التجارب ولأنهل من كل المناهل الأخرى، حتى أستطيع أن أفهم لغة الآخرين، لا يجب أن تكون كل تقاريري التي أقرأها أمنية، لابد أن أقرأ أدبا وشعرا وقرآنا ومحاضرات ودراسات وهكذا، وقرأت كثيرا وكونت مكتبة ضخمة، أي ديوان للشعر لكل شعراء العصر الجاهلي؛ للمتنبي وامرؤ القيس، وكلها موجودة في البيت.
* وفي العصر الحديث؟
- وفي العصر الحديث... كما قرأت الشعر العامي وشعر التراث في منطقتي بالشمالية، وأجد فيه ترويحا، لأنه سهل الوقع على النفس لبساطته، وبه معان كبيرة جدا، وكذلك قرأ كل مطبوعات مراكز البحوث والورش والندوات حتى لا أقرأ لشخص واحد.
* وحميد
- نعم شعر حميد كان مؤثرا جدا في قراءتي للشعر، كل قصائده بها تعبيرات سهلة ولكن بها أفكار كبيرة جدا، وعلاقتي بحميد قويت في الفترة الأخيرة.
* متى بدأت هذه العلاقة؟
- بعدما خرجت من الجهاز، ففي الجهاز لم أكن أرى الناس كثيرا، وعلاقتي به قديمة من بورتسودان وكان يزورنا في البيت.
* في ماذا التقيتما وهو يختلف معك فكريا؟
- التقينا في خدمة المجتمع، وأنا ألتقي مع أي شخص في خدمة المجتمع، بغض النظر عن تنافر الأفكار الأساسية، لكن طالما أن القضية في مجتمعاتنا نلتقي في ذلك، وعملنا معا في منظمة واحدة في مروي.
* ما هي أشكال خدمتك للمجتمع الآن وماذا فعلت له؟
- في الدائرة التي أخدمها ظاهرة للعيان، ولا أستطيع أن أتحدث عن ذلك، فلي أسهام في دارفور وفي الشمالية وفي كردفان وفي الجزيرة وفي الشرق وفي كل المناطق، علاقتي قوت مع المجتمع وسوف تقوى أكثر.
* هذا لأن أهل القمة أخرجوك فاضطررت للجوء للقواعد؟
-لا.. هذا واجب عليّ وهم أهلي.
* شكل البزنس الذي ستخدم به المجتمع؟
- في كل شيء؛ في الإنتاج في أشياء جديدة، ولذلك فضلت الدخول في مجالات حية كالثروة الحيوانية والزراعة، صحيح في حاجات ممكن تساعدك، لكن يمكن أن توظفها في المجالات الأساسية التي تحتاج لجهد حقيقي.
* وأنت في المعتقل جمدوا أموالك فهل مازال لديك رأس مال لذلك؟
- قلت لك إن هذا كله ملف لا أريد أن أعود إليه ومع ذلك أقول لك إنهم تراجعوا في هذا الأمر
اليوم التالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.