* لم يشاهد المدعو حاج ماجد الارتباك في وزارة الخارجية إلاّ حين تم عزله من (حظيرتها).. لم ير ذلك الوزير الخازوق أهمية الزراعة بالنسبة للسودان واعوجاج حكومته إلاّ بعد تنحيته من وزارة المالية.. لم يجرؤ ذلك الدب البرى العجوز على النظر لحال اقتصاد اللصوص إلاّ بعد ربع قرن وهو صاحب بدعة (المثلث العنصري).. وهكذا لم ير غازي صلاح الدين وغيره كثر؛ لم يروا عوارهم وعورات نظامهم المجرم إلا بعد تساقط القشر عن ذلك المخلوق البشع الذي أخلص البشير ورفاقه في تربيته وتسمينه؛ إنه (مخلوق الإنقاذ)..!! * وبالعودة إلى أول السطر.. فإن ثورة حاج ماجد التي حملتها الأخبار ضد الخارجية ووزيرها الأول لا تعدو مجرد (رسمة) صغيرة جداً على ذلك الجسم المشوّه الذي يقسرون عليه بصفة (الدبلوماسية)..! قسراً يجعلها تتبرأ من اسمها بين هذه الرؤوس الكريهة التي قفزت من طابور البيادة وخلعت عصاباتها الحمراء لتمارس عهراً باسم السودان... إذ أنهم مكروهين أينما ولوا وجوههم..!! ماذا فعلنا يا الله لتسلط علينا (القمل)؟!! * هذا الحاج ماجد ما كانت لترضى به العجول (سارحاً) لولا أننا شعب وهن إعلامه وقويت فيه شوكة كتاب الباطل.. فيا للعجب أن يتحدث عن أنه (مذلول) فقد رفض إقالته من قبل وزارة الخارجية بأسلوب (التعليق) أي لا أقالوه بصريح ولا (عبّروه) وهو يزبد (بالكوراك).. تركوه هكذا (مطوطح) فكال الهجوم ضد وزارة ارتهنت لوزير (إرهابي) مكانه السجن أو مجاهل أفغانستان... لماذا لم تقل عن وزارة الخارجية بأنها مرتبكة حين ركبت الطائرة صوب ليبيا فرحاً بمنصب أتاك حين غفلة؟!! خروج: * الذين يسميهم زميلنا علاء الدين محمود (كتّاب الجيش) يظهرون هذه الأيام عبر (الراكوبة) بإنتقاءات وديباجات تحدث عنها سطورهم... وللقارئ اللمّاح قدرة في كشفهم بسهولة حتى لو انتقدوا النظام أو أداء بعض (ثكناته..!)... ما يفعله أولئك الكتاب هو بالضبط سياسة (وزنة) يقودها جهاز الأمن وتتضح بجلاء عبر (صحيفة الخرطوم) منذ فترة ليست بالقصيرة..! إن المحك الحقيقي ليس في تصدير قشور النقد (البصلي..!!) أو تقويم السياسات بذاكرة المكر الخافتة لنظام مخبول بلا استثناء لأحد فيه؛ بل المحك هو الفرز الواعي لموطئ قدميك؛ وهل هما في الوحل؟!!.. لكن حالة (عين في الجنة وعين في النار) لن تضمن للكاتب مجداً إلاّ أن يوهم نفسه به.. والوهم (حق مشاع في أيامنا هذه..!).. إن الشعور الواجب بضرورة (كنس العفن) استقر في كافة الأذهان عدا جماجم الملتبسين أمثالكم.. كفاكم لعباً لدور البطل (سعيد مهران) في الرواية التي سمعتم بها... فأي كاتب محترم مع ندرة المحترمين يتجاوز الشرط الأساسي (للشرف) يظل كمن يحرث في أرض سبخة وينتظر السنابل... هذا الشرط هو المطالبة الحقة بمحاكمة (مشيركم..!) خارجياً أو داخلياً... فمهما مارستم التمثيل الورقي يا بعض كتاب (الخرطوم) تحت (خلعة المال) لن تفلحوا في الوقاية من (لعنة التاريخ)..!! أعوذ بالله