"اتفقوا على ألا يتفقوا".. هذه هي العبارة الدقيقة التي يوصف بها حال السودان الآن. ولم يكن ذلك الاختلاف داخل السودان وحدها، بل إن أكثر من 12 ألف سوداني يعيشون في "تل أبيب" وتحديدا في منطقة المحطة المركزية القديمة للحافلات لم يتفقوا على الرغبة في الوحدة أو الانفصال. كاميرا MBC في أسبوع، التقت الخميس 13 يناير/كانون الثاني مع مجموعة من السودانيين الذين يتمركزون في حديقة المحطة المركزية في "تل أبيب"؛ حيث نقلوا آراءهم في الاستفتاء. وعبر أحد السودانيين عن أمنياته بأن يعم السلام والمحبة بين جميع الحركات السياسية الموجودة في السودان رغبة في تحقيق بلد موحد، مؤكدا أن الانفصال ينبئ بمزيد من المخاطر المحيطة بمستقبل السودان، ومنها احتمال مطالبة "دارفور" بالانفصال هي الأخرى، كما أن هذه العدوى ستنتقل إلى الشرق ومنطقة الجزيرة بالسودان. فيما فضل سوداني آخر حصول الجنوب على حق الانفصال ليتمكنوا من العيش بحرية، مؤكدا أنه لا توجد أسباب قوية تمنع الانفصال، ومستدلا في ذلك على نموذج الولاياتالمتحدةالأمريكية المقسمة إلى ولايات داخلية. وانتقل كثير من أبناء دارفور وجنوب السودان إلى إسرائيل؛ حيث سيطرت على أحاديثهم مناقشة العنصرية بين العربي والإفريقي، والتفرقة بين أبناء الشمال من جهة وأبناء دارفور والجنوب من جهة أخرى، كما سيطر الحديث على فشل الحكومة السودانية في إعطاء الجميع الشعور بأنهم شركاء في الوطن وخيراته، وهو ما يجعل فهم أسباب ترك هؤلاء الشباب لوطنهم وهجرتهم إلى إسرائيل أمرا سهلا للغاية. الشماليون يريدون الانفصال وكشف "مصطفى" من أبناء دارفور وأحد المهاجرين إلى إسرائيل أن أغلبية السودانيين الشماليين يرغبون في الانفصال؛ لأن الحكومة أغلقت الأبواب أمام جميع السكان، مؤكدا تفضيله هذا الخيار حتى يتسنى لأبناء منطقة دارفور المطالبة بحقوقهم، مما يساعد في تقسيم السودان إلى 3 دول. ويترقب السودانيون في الشمال قرارا يحقق لهم الاستقرار ورغد العيش واطمئنانا من كل السيناريوهات المحتلمة لمستقبل السودان؛ حيث فتح اتفاق "نيفاشا" للسلام الأبواب المغلقة في وجه الشماليين، لكن الاستفتاء وتداعياته ربما يغلق أبواب الاستقرار. وأوضحت "تسابيح مبارك" مراسلة MBC في الخرطوم أن الأجواء في السودان هادئة مع وجود إقبال ضعيف على صناديق الاقتراع في الشمال، في الوقت الذي شهد إقليم الجنوب إقبالا كبيرا على التصويت بشكل حضاري للغاية. وكشفت "تسابيح" وجود انخفاض في مستوى المعيشة بالسودان نتيجة زيادة الأسعار على المحروقات البترولية والمواد الاستهلاكية، وهو ما جعل بعض القوى السياسية المعارضة تحاول استمالة المواطن السوداني البسيط للإطاحة بنظام الخرطوم، وعمل نوع من البلبلة، والإحراج السياسي للحزب الحاكم.