تابعت مختلف الدوائر الإسرائيلية الاستفتاء الذي يجري اليوم في السودان، زاعمة أن الانفصال المتوقع من الجنوب يعد أول ثورة سياسية في الشرق الأوسط، خاصة وأن هذا الانفصال من الممكن أن يكون بداية لانفصال بعض من الكيانات السياسية المختلفة الأخرى سواء في العراق أو تركيا أو حتى بالجزائر والمغرب. ويشير إيلي لاون، المحلل السياسي في صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أن ما أسماه بجهورية جنوب السودان المتوقع انفصالها ستكون واحدة من الدول الواعدة في المنطقة، خاصة مع الثروات الطبيعية التي تتمتع بها، بالإضافة إلى إرسال الكثير من المصادر السياسية والأمنية بها لإشارات مهمة تفيد برغبتها في التطبيع مع إسرائيل والتعاون معها مع وقوع هذا الانفصال. وعن هذه النقطة يشير تسفي برئيل، رئيس التحرير الأسبق لصحيفة "هاآرتس" في مقال له بالصحيفة، إلى أن أبناء الجنوب السوداني يعلمون تماما أن الظروف والتطورات العالمية من حولهم تفرض عليهم التعامل وفقا لما تقضيه مصالح دولتهم الذاتية، وهي المصالح التي تفرض عليهم التعاون مع إسرائيل، خاصة وأن بعضا من الدول العربية ونظرا للمصالح السياسية والإستراتيجية لها أقامت علاقات مع إسرائيل، وبالتالي لا يوجد أي ضرر من إقامة الجنوب السوداني لعلاقات مع بلاده، خاصة وأن الدولة الوليدة تحتاج إلى الكثير من المساعدات سواء الزراعية أو الأمنية أو حتى الاستراتيجية، والتي لن توفرها لها إلا إسرائيل. من جانبها عرضت صحيفة "معاريف" في تقرير لها تطورات الموقف في السودان، مشيرة إلى الصلوات التي يقيمها الكثير من أبناء الجنوب في الكنائس هذه الأيام من أجل الدعاء إلى الله للحصول على الاستقلال. وقالت الصحيفة إن الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى المسيحيين من أبناء جنوب السودان ممن يعيشون في إسرائيل يصلّون من أجل حصول الجمهورية الجنوب السودانية على الاستقلال الذي طالما حلموا به. بدوره أجرى يشاي هيلبر، الصحفي في "هاآرتس" تحقيقا مع العديد من السودانيين من أبناء الجنوب ممن يعيشون الآن في إسرائيل، وعرض هيلبر الكثير من الانتقادات التي وجهها أبناء الجنوب إلى الرئيس عمر البشير والكثير من القادة العسكريين في السودان، وزعم هيلبر أن غالبية اللاجئين على يقين من أن الانفصال هو الحل الأمثل للكثير من المشاكل التي يتعرضون لها، سواء على الصعيد الاجتماعي أو السياسي، وهو ما دفعهم إلى الهروب من دولتهم للعيش في إسرائيل. وأشار هذا التحقيق الذي حمل عنوانه "سودانيون في إسرائيل" إلى أن عددا كبيرا من أبناء إقليم دارفور ممن يعيشون في إسرائيل يرغبون في تفعيل نشاطهم السياسي من أجل إجبار الحكومة على الموافقة على منحهم حق تقرير المصير، وهي الموافقة التي يبدو أن الكثير من الأطراف والأحزاب السياسية في تل أبيب تدعمها خاصة مع نشرها وتبنيها للكثير من الروايات المزعومة عما تسميه بالمآسي التي يتعرض لها أهل دارفور على يد قوات الجيش السوداني.