دخلت مجتمعنا السوداني «البسيط» عادات سالبة جعلته مجتمعاً مادياً بحتاً، وحدثت متغيرات كثيرة مُلفتة للنظر، مثلاً الزواج في مجتمعنا والذي أصبح اليوم مثله مثل الصفقات التجارية، حيث صارت من أساسياته بدلاً عن الحب والتفاهم، الصرف البذخي الذي تُصرف فيه أموالاً طائلة، يُسميها البعض بمسميات الفئات التي تقوم بذلك ويحملون أسماء «الجلابة، القنادلة،الزناقيل». فالبعض منا يشاهد الكثير مثل هذه الحفلات التي قوامها البذخ و(الشوفنية) عبر نثر (القروش) على المطربين، وخاصة المطربات ليُرددنّ أسماءهم أثناء الغناء! «الأهرام اليوم» كانت حضوراً وشاهد عيان في إحدى الحفلات «البذخية» واستطلعت بعضاً من الحضور ودونكم إفاداتهم: أبان نايل محمد أن مثل هذه المظاهر تجعل الشباب يعزفون عن الزواج وأن هذه الأموال يمكن أن تزوِّج مجموعة من الشباب الذين لا يستطيعون الزواج ويمكن أن يساعدوا بها. وأضاف أن مثل هذه الحفلات تُعتبر تبذيراً للمال والمبذرين إخوان الشياطين. لأن هناك من يحتاج لهذا المال. ووصف عبد القادر حسن بأن هؤلاء الأشخاص لم يتعبوا في هذه الأموال التي يصرفونها، وقال إنني لا أجد أي مبررات تجعلهم يفعلون ذلك ويمكن أن يستفيدوا من هذه الأموال في أشياء أخرى مفيدة. وقال متحسِّراً:«الله لينا.. شكلنا ما بنعرّس مع جنس ديل»!!. وأكد عمر حسن أن مثل هذه الحفلات تؤثر على نفسية الشباب، وأضاف أن مثل هذه الظواهر البذخية لا يفعلها إلا خاويي الرؤوس، وأغلب الظن من يفعلون هذه المبالغات يحاولون أن يكملوا نقص شخصياتهم. وعلى السياق يقول مصطفى البشير أنه مقبل على الزواج ويؤكد أنه لن يجعل من زواجه «فُرجة»، وسيكون مختصراً جداً وعلى حسب تعبيره «والله بعد كمْ سنة، البنات ديل إلا يصدروهن»!. وأبان محمد حسن أنه شاهد الكثير مثل هذه الحفلات لكنه لا يعرف الأسباب التي تدفع بهؤلاء إلى فعل هذا الشيء. وأضاف إذا كان الشخص يريد زواجاً جميلاً ومثالياً، عليه أن يُقيمه بشيء من المعقولية واصفاً مثل هذه الأشياء ب(الحرام) لأن هناك الكثير من الجياع والمحرومين من يحتاجون إلى تلك الأموال التي تُبعثّر في الهواء. وقال صديق الطيب بأنه لا يرى أي عيب في هذا. ويقول «العندو قروش يعز نفسو»، وهي ليلة واحدة في العمر لا تتكرر وعلى أي شخص أن يُقيم زواجه على حسب مقدرته المالية. الاهرام اليوم