المستر كريستوفر غردون درس الطب في امريكا وتخصص في الجراحة العامة ثم تخصص في جراحة التجميل ومن ثم التشوهات الخلقية ، يعمل في مستشى"سنسايتي" بمقاطعة أوهايوالامريكية . التقيناه في هذا الحوار ليحدثنا عن انطباعه عن السودان وعن اللقاء الذي تم بينه وبين الصادق المهدي للوقوف على حقيقة مقتل غردون .. فهو حفيد غردون باشا "1833 -1885"المعروف بلقب " غردون الصين - غردون باشا – غردون الخرطوم " ولد لأب عسكري هو اللواء هنري وليام غردون ، كان ضابطاً وادارياً في الجيش البريطاني . كان غردون حاكماً للسودان والخرطوم ومات مقتولاً بعد حصاره في صبحية 26/يناير 1885. مستر غردون بداية ماأسباب زيارتك للسودان ؟ جاءت زيارتي بدعوة كريمة تلقيتها من جمعية الأطباء السودانيين الأمريكيين متمثلة في شخص الدكتور مصعب الذي يزاملني في المستشفى ومتخصص في جراحة التجميل وإزالة التشوهات . جئنا من أجل إجراء عدد من العمليات الجراحية لمرضى الشفة الارنبية وتشوهات الوجه . وأنا انسان احب عمل الخير ، وقد قمت بعدد (46)رحلة جراحية مجانية في كل أنحاء العالم وهذه المرة الاولى التي أزور فيها السودان . بما أنها المرة الاولى التي تزور فيها السودان حدثنا عن انطباعك عن السودان والسودانيين مقارنة بما كنت تسمعه وتشاهده عن السودان عبر الاجهزة الاعلامية المختلفة ؟ في البداية كان انطباعي سيئاً وأن السودان بلد ارهابي وغير آمن والشخص عندما يسير في الشارع يخشى على نفسه ، لكن بعد الزيارة تغيرت الصورة تماماً واخذت انطباعاً جيداً عن السودان فهو بلد آمن . وبالامس تجولنا في شوارع الخرطوم مشياً على الاقدام دون ان أخشى شيئاً ، وبالنسبة لتقييمي للزيارة الطبية التي قمت بها للسودان فهي ناجحة بكل المقاييس وأريد ان اشيد بمستشفى الخرطوم للأسنان فهي تملك اجهزة ذات تقنية عالية ومستوى النظافة والتعقيم بها جيد وتفوق الكثير من المستشفيات التي قمت بزيارتها في عدد من الدول . بالتأكيد قبل اللقاء الذي تم بينك وبين الصادق المهدي ، كانت لديك رواية عن مقتل غردون باشا ، والآن تعرفت من حفيد الإمام المهدي عن الكثير عن مقتل غردون ؟ بالطبع كان لدي فكرة خاطئة لأن الاعلام البريطاني والامريكي يظهر المهدية بوحشية وبربرية . ولأن الامبراطورية البريطانية تخلت عن غردون باشا وهو جنرال كبير ، لذا شعرت بالذنب عند مقتله فقامت بافتعال حركة كبيرة في الشارع البريطاني ثأراً لغردون . ومن ثم قامت بإرسال حملة كتشنر الانتقامية مستفيدة من المشاعر الجياشة التي انتابت الشعب البريطاني إبان مقتل غردون ، وقد لعب الاعلام دوراً كبيراً في ذلك ، وقالوا انه بعد ان قتل غردون تم قتل " 10,000" اجنبي كانوا مقيمين بالسودان . لكن الآن بعد استماعي لرواية الإمام الصادق المهدي تبينت لي الحقيقة عندما علمت ان الامام المهدي قائد المهدية طلب من غردون الانسحاب من الخرطوم دون أي شروط ولا فدية ولكن غردون رفض لأنه رأى في الانسحاب خيانة للشرف العسكري ، وان الامام كان يرغب في القبض على غردون وتسليمه حياً حتى يتم اطلاق سراح أحمد عرابي كتبادل للأسرى ، وان من قتل غردون شخص غير معروف ، وهذه معلومات جديدة تحصلت عليها لأول مرة ، وهذه فرصة لاعادة وتصحيح المعلومات الخاطئة عند الغرب ، وان الصادق المهدي كان حريصاً على اللقاء بأي شخص من اسرة غردون حتى يبين له تلك الحقائق المهمة .وقد شعرت بأن زيارتي تاريخية بجانب الناحية الطبية . دكتور كريستوفر هل لك علاقة بالسياسة ؟ لا ليست لي علاقة بالسياسة البتة ، فأنا انسان خير وكان لدي حلم بزيارة مستشفى في دول العالم الثالث وتقديم خدماتي كطبيب وانسان ، ورغم الحصار المفروض على السودان من قبل امريكا إلا ان هناك استثناءات في النواحي الانسانية والطبية والتبادل الثقافي . ماهو انطباعك عن انسان السودان ؟ انسان السودان كريم ومضياف كما اني لاحظت ان كل من قابلته من السودانيين يتحدث الانجليزية بطريقة صحيحة مقارنة بكثير من الدول التي زرتها من قبل ، وهذا شئ مدهش ويدل على ان الشعب السوداني شعب متعلم جداً . مستر غردون هل تنوي تكرار الزيارة للسودان ؟ سأغادر السودان مساء الاحد ولكن بالتأكيد هذه الزيارة ستتبعها زيارات اخرى كثيرة لأغراض إنسانية ولتدريب الكوادر الجراحية السودانية في التخصصات النادرة وتبادل الخبرات . الانتباهة
