* الآن بعد أن إنتهت (مفاجأة) الرئيس أقر وأعترف أنني (جُبنت) جبناً لن أسامح عليه (ذاتي الصحفية) بسهولة.. * فقد كنت شرعت في كتابة كلمة تحت العنوان هذا نفسه أعلاه أتشكك من خلالها في إمكان وجود (مفاجأة) تستحق كل (قومة النفس!!) الصحفي- والشعبي- هذه.. * ثم حين بلغت السطر الخامس قلت بيني وبين نفسي.. يا (واد)- ويا (واد) هنا على سبيل المجاز طبعاً- ربما (تصدق!!) هذه المرة و(يخذلني) المؤتمر الوطني الذي لم يخذل من قبل أحداً توقع من تلقائه مفاجأة ذات بُعد (ديمقراطي) أبداً.. * فقد علمنا التأريخ- والتأريخ أكبر معلم في المجال هذا- أن الأنظمة التي تأتي عبر (القوة) لا تعرف ثقافة المفاجآت التي تبشر بإنتخابات (صادقة!!) وإن لبثت في الحكم ما لبث مبارك والقذافي وعلي صالح.. * لا تعرف الثقافة (النبيلة) هذه حتى ولو كان الحاكم يريد تقديم (تنازلات)- من واقع تأزم سياسي أو إقتصادي ما- تمهد لمشاركة فيها (حمل جماعي للهم!!).. * وإلى نحو من ذلك أشرت في كلمة قبل أيام- بعنوان ( وخلاص!!)- أستشهد عبرها بما يمكن أن تفعله أى (حاشية) ينطبق عليها المثل الشعبي القائل (حاج محمد لقى واطة!!).. * وقد راودني إحساس- وأنا أستمع إلى خطاب الرئيس مساء الأول من أمس- أن الحاشية التي (حدانا هنا في السودان) قد (أفرغت!!) الخطاب هذا من أية إشارة إلى (مفاجآت) كان ينتوي البشير الإعلان عنها حقاً).. * ولو تُرك الرئيس (يرتجل) خطابه- رغم إن الإرتجال للرؤساء غير محمود- لكان أفضل له، ولنا، ولقادة المعارضة الذين (تجشموا) عناء الحضور سيما الترابي الذي ما كان ليحضر لو علم أن ليس ثمة مفاجأة (ولا يحزنون).. * فالرئيس مثلاً- حسب إحساسنا- أراد أن يقول أن هنالك ضائقة إقتصادية حقيقية تستدعي (وضع الأيدي على الأيدي).. * ولكن (أقلام!!) نفر من الحاشية هذه جعلت الخطاب يقول- ما معناه- أن هنالك ضائقة نعم، ولكنها (مش أوي يعني) مقارنة بضائقة ما قبل الإنقاذ حين كان الناس لا يعرفون (البيتزا).. * والرئيس أراد أن يقول- وفقاً لشعور خامرنا- أن الإنتخابات السابقة شابها من الشوائب ما جعل المعارضة محقة أن امتنعت عن خوضها.. * ولكن الأقلام (إياها) لجأت إلى تفلسف موغل في (اللولوة) خلاصته أن الشوائب المذكورة هى (محض إحساس في نفوس المعارضين!!).. * والرئيس أراد أن يقول أن الوضع السياسي (مأزوم فعلاً جراء إفتقار البلاد إلى السلام).. * ولكن الأقلام (المتفلسفة!!) قالت- في تعميم لا لزوم له- أن الواقع السياسي مأزوم داخل أحزاب البلاد السياسية كافة دونما توقف عند حقيقة أن الأحزاب هذه ( لا تحكم!!).. * أخي الرئيس: أبعد (المتفلسفين!!) عن خطاباتك القادمة التي تسبقها إعلانات مكثفة عن (مفاجأة).. * فإن كان قلبك أنت على البلاد- في المرحلة الحرجة هذه- فهم قلوبهم على (مصالحهم!!).. * ولا بأس أن (ترتجل) بعيداً عن (أقلامهم!!!!). الصحافة