تبدأ وساطة الايغاد اليوم الاربعاء في نشر فريق مراقبة من "24" مراقب بدولة جنوب السودان لمراقبة عملية وقف إطلاق النار بين الحكومة في جوبا والمتمردين بقيادة نائب رئيس الجمهورية المقال د. رياك مشار التي دخلت حيز التنفيذ منذ الجمعة الماضية .ومثلت جميع دول الايغاد الستة "يوغندا , كينيا , جيبوتي , اثيوبيا , تنزانيا , اريتريا " بواقع اربعة من كل دولة . وصاحب عملية تنفيذ اتفاق وقف العدائيات الذي وقع باديس ابابا الخميس الماضي إتهامات متبادلة بين جوبا والمتمردين بخرق اتفاق وقف العمليات العسكرية حيث اتهم الجيش الجنوبي المتمردين بشن سبعة هجمات على مديني بور وملكال بولايتي جونقلي واعالي النيل . وينتظر أن تنطلق في السابع من فبراير المقبل جولة جديدة من التفاوض المباشر بين الحكومة والمتمردين باديس أبابا ولكن عدم إتخاذ جوبا خطوات عملية بتنفيذ إلتزامها وفقا لاتفاق العدائيات بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين التسعة وعلى راسهم الامين العام للحركة الشعبية باقان أموم يجعل من إستئناف الجولة في وقتها المحدد أمر صعبا . وأكد مصدر مسئول بدولة الجنوب أن الحكومة في جوبا تعكف حاليا على تسريع التحقيقات مع المعتقلين التسعة لتوجيه تهاما لهم بالاشتراك في المحاولة الانقلابية التي قادها رياك مشار في منتصف ديسمبر المقبل ومن ثم إعلان الرئيس سلفاكير الافراج عنهم مطلع الاسبوع المقبل وتسليمهم للايغاد للمشاركة في الجولة التفاوضية المحددة بفبراير. اتهام متبادل وقال الناطق الرسمي بإسم الجيش الجنوبي العقيد فليب أقوير إن غياب الية المراقبة من قبل الايغاد بحسب الاتفاق المبرم جعل المترمدين يستمرون في شن هجمات متكررة على مدينة بور وملكال واشار لتنفيذ مجموعة مشار لخمس هجمات منذ دخول اتفاق وقف العدائيات حيز التنفيذ بالجمعة وحتى تاريخ اليوم لمنطقة مثيانق على بعد 40 كيلو متر شمال مدينة بور بولاية جونقلي بجانب هوجمين على منطقة دوليب جنوب مدينة ملكال بولاية اعالي النيل .واعتبر ذلك إنتهاك صريح للاتفاق ولكنة أكد على إلتزام جوبا بالاتفاق برغم الخروقات التي وقعت من قبل المترمدين ورفض إتهامات المتمردين لهم واعتبرها محض إفتراءات وتحداهم بتحديد المواقع التي تم فيها الاختراق . ومن جانبة قال الناطق الرسمي بإسم المتمردين المادني لول رواي كونغ أن الحكومة في جوبا هاجمت مواقعهم بولايتي الوحدة وجونقلي واعتبر في ذلك إنتهاك واضح لاتفاق وقف العدائيات وأكد في بيان أن قواتهم ردت على الهجوم دفاعا عن النفس وشدد على إلتزامهم بالاتفاق . لكن الاممالمتحدة وعلى لسان الناطق الرسمي بالانابة فرحان حق كشفت عن إشتباكات متقطعة بالجنوب بعد وقبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ . حافة الخطر يقول الخبير بشئون الجنوب ورئيس جمعية الاخوة السودانية "الشمالية / الجنوبية " محجوب محمد صالح إن الموقف في جنوب السودان لازال في مرحلة الخطر لاسيما وأن الاتفاق الاخير أوقف إطلاق النار مع إبقاء قوات كل طرف في مكانها واضاف "إذن أي تعثر في الموقف الحالي وفي التفاوض يقود لانفجار الوضع " ووصف اتفاق وقف اطلاق النار بالهش باعتبار انه لم يوقع بين جيشين حكوميين وانما مع ملشيات الامر الذي ينزر بمزيد من الخروقات واكد ان الاسراع في نشر فرق المراقبة للتحقيق بتلك الخروقات أول بأول من شأنة تقليلها بجانب الاسراع في اخراج القوات الاجنبية " قوات يوغندا التي ساندت جوبا في حربها على المتمردين ." وشدد صالح على ضرورة أن تستثمر الوساطة المهلة المتاحة لحين استئناف التفاوض في تهيئة المناخ لحوار شامل يعالج جزور المشكلة بالجنوب وان تسرع في تنفيذ إلتزامها باطلاق سراح المعتقلين السياسيين قبل موعد التفاوض لاسيما وأن اي تأخير في اطلاقهم سيوتر الموقف ويعطل التفاوض وشدد "اي تقدم في الحوار السياسي سينعكس ايجابيا على الموقف العسكري " . .واكد ان المرحلة المقبلة حساسة جدا تتطلب من وساطة الايغاد التوازن بين مشروع المصالحة والوصول للحقيقة واوضح " فتح ملف تحديد المسئولية والمساءلة والمحاسبة عن الدمار الذي تم بسبب تلك الحرب سيؤثر سلبا على المصالحة " ورجح محجوب ان لا تصل المفاوضات المزمعة في فبراير لنتائج سريعة والوصول لتسوية شاملة منذ الجلسات الاولى باعتبار ان خلفيات الازمة وتداعياته تدور حول السلطة الامر الذي يصعب الحل .