بعبارة الوقت للذهب وليس من ذهب، مشى القول بحسن محمد الأمين «46» عاماً العامل في أودية التنقيب العشوائي بنهر النيل بمنطقة «قبقبة» وغيرها في خلاء أبو حمد، حسن شيخ المنقبين ورغماً عن اهتماماته السياسية وانتمائه للاتحادي في نسخته الأصلية غير المنقحة يرى أن مجريات الاستفتاء استغنوا عن الاهتمام بها، لسبب ان البحث عن سبل المعيشة في الخلاء جعلتهم يتركون المدائن وقراراتها لساستها وسكانها، وأعتبر حسن الأمين ان اكثر من مائة ألف مواطن يجوبون الصحراء بحثاً عن ثراء في غياهب مجهولة خارج نطاق شبكة الاستفتاء، رغماَ عن مشاركة كثيرين من المنقبين في الانتخابات التي جرت في ابريل من العام الماضي، لقد عادوا لمناطقهم وأدلوا باصواتهم فلم يضيع سدى مع ذرو رياح صحارى التنقيب. ويرجع عثمان يوسف المشتغل في مناطق التنقيب بأودية السنقير والحجاجية غرب نهر النيل ان عدم وجود «ابناء من الجنوب في مناطق الذهب منذ اكتشافه قبل اكثر من عشرة أعوام في المنطقة.. كان سبباً معقولاً لانخفاض حمى الاستفتاء، عثمان يعمل لأكثر من اربع سنوات في التنقيب العشوائي شرق وغرب نهر النيل ولم يصادف أحداً من ابناء الجنوب بين المنقبين رغم انفتاح الولايات بل مواطنين اجانب من دول مجاورة على مناطق التنقيب ووجودهم بكثرة هناك. مر أسبوع الاستفتاء ولم ينشغل به بال عشرات الآلاف في صحراء الذهب، غياب الباحثين عن المدائن «أبو حمد/عطبرة» لعدة أشهر لم يزحمهم بأخبار الاستفتاء ومجريات السياسة، فخالد ود أحمد الموظف الحكومي السابق الذي ترك وظيفته وأبتغى صدفة الثراء الذهبية في الصحراء قال ل «الرأي العام» ان غياب الصحف وضعف البث الاذاعي في المنطقة جعلهم يستقون الاخبار من لسان القادمين لمناطق التنقيب في العاصمة وغيرها، فبعد عناء العمل النهاري يتحلقون حول القادمين مساء للسؤال عن الراهن السياسي ومستجداته وأخبار البلد، وأضاف انه بحسب متابعاته ان «الاستفتاء» إجراء لانفصال مسبق وان لم يكن واضح المعالم منذ أربع سنوات «ومالك فيه، مالك به» ملمحاً إلى أن لا حق لهم في التصويت والخيار لابناء الجنوب في مرادهم