سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الترابي : أشتم رائحة (ثورة تونسية) في السودان.. في حال لم تحصل انتفاضة قد يقع \"حمام دم\".. سكان السودان لا ينزلون في تظاهرات بل يقاتلون ودارفور ستشارك معهم.
اعتبر الزعيم الإسلامي السوداني المعارض حسن الترابي الاثنين أن قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس أمر (مرجح)، ورأى أن هذه الانتفاضة الشعبية يمكن أيضا أن تجنب وقوع (حمام دم) في السودان الذي يتجه جنوبه نحو الانفصال. وكانت الانتفاضة الشعبية في تونس التي اندلعت منذ نحو شهر أدت الجمعة إلى سقوط الرئيس زين العابدين بن علي الذي اجبر على ترك البلاد. والمعروف أن السودان عرف انتفاضتين شعبيتين عامي 1964 و1985. وقال الترابي في الخرطوم : (لقد عرفت هذه البلاد انتفاضات شعبية في السابق، ومن المرجح أن يحصل الشيء نفسه في السودان) مضيفا (وفي حال لم تحصل انتفاضة قد يقع حمام دم لان الجميع مسلحون في السودان). ويعتبر الترابي مهندس الانقلاب العسكري الذي قام به الرئيس الحالي عمر حسن البشير عام 1989. إلا أن الرجلين اختلفا منذ نحو عشر سنوات ما دفع الترابي إلى إنشاء حزب جديد أطلق عليه اسم (المؤتمر الشعبي). وكانت السلطات السودانية أجبرت بسبب مشاكلها المالية على وقف الدعم الذي كانت تقدمه لبعض المواد الغذائية الأساسية ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعارها، والى نقمة شعبية على الغلاء المستفحل. وكانت المعارضة السودانية ومن ضمنها المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي اعتبرت الأحد أن الأزمة الحالية القائمة في السودان لن تحل إلا بسقوط نظام البشير. وقال فاروق أبو عيسى المتحدث باسم أحزاب المعارضة السودانية المتجمعة في إطار ما يعرف ب(قوى الإجماع الوطني) ، في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم : (أن الأزمة الحالية لن تحل إلا بسقوط النظام وإنهاء الشمولية وانتهاء حكم الحزب الواحد) في إشارة إلى حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير، موضحا أن اجتماعا سيعقد (خلال الأيام القادمة لرؤساء الأحزاب المعارضة لتحديد كيفية الإطاحة بالنظام) السوداني. من جهته اعتبر القيادي في حزب الأمة مبارك الفضل أن (الأجواء ملائمة لقيام انتفاضة شعبية) معتبرا أن الشرارة قد تندلع من الشارع من دون أن تكون المعارضة تقف وراءها. عن الاستفتاء في الجنوب وترجيح كفة الانفصال قال الترابي (إن السكان في حالة صدمة وقلقون جدا من تفتت البلاد، في اشارة الى احتمال انفصال منطقة دارفور ايضا التي تشهد حروبا منذ سنوات عدة اوقعت مئات الاف القتلى). وتابع الترابي (أن السودان ليس بلدا صغيرا مثل الصومال وهو معرض للوقوع في فوضى أسوأ مما هو حاصل اليوم) في هذا البلد. وتتهم السلطات السودانية الترابي بتقديم دعم لحركة العدل والمساواة الناشطة في منطقة دارفور في شمال غرب السودان والتي تشهد حربا أهلية منذ نحو ثمانية اعوام. وأضاف الترابي أن سكان السودان (لا ينزلون في تظاهرات بل يقاتلون) مضيفا (أنا واثق من انه في حال حصلت انتفاضة شعبية فان منطقة دارفور ستشارك فيها). ودخل الترابي السجن مرارا خلال السنوات العشر الماضية بسبب هجماته اللاذعة على الحكم. وكان متمردو حركة العدل والمساواة شنوا في ايار/مايو 2008 هجوما عسكريا واسعا على ام درمان في ضواحي الخرطوم من الأراضي التشادية إلا أن قوات الأمن السودانية تمكنت من صدها. وكانت هذه الحركة في تلك الفترة تعتمد خصوصا على دعم تشاد المجاورة الأمر الذي توقف منذ التقارب الأخير بين الخرطوم ونجامينا اللذين يتبادلان دعم قوات تمرد تابعة للبلد الأخر.