فرقت قوات الأمن السودانية بالقوة أمس مئات من الناشطين السودانيين تظاهروا مطالبين بإطلاق سراح زعيم المعارضة الإسلامي حسن الترابي الذي اعتقل الثلاثاء بعد تصريحات مؤيدة لانتفاضة شعبية، كما طالبوا بالإطاحة بالنظام الحاكم. ونزل نحو 300 متظاهر إلى الشارع مطالبين بالحرية والعدالة وساروا حتى منزل الزعيم الإسلامي. ولكن قوات الأمن تدخلت وأطلقت القنابل المسيلة للدموع وانهالت بالضرب على المحتجين بالعصي. وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن مصادمات وقعت لبعض الوقت. بدأت التظاهرة في المقر العام لحزب الترابي حيث عقد اجتماع لممثلين عن أبرز حركات المعارضة للمطالبة بتغيير الحكومة السودانية. وكان الترابي (78 عاما) قد اعتقل الثلاثاء بتهمة التحريض ''على فتنة بالشارع''. وقال نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني مساعد الرئيس السوداني ''اعتقل الترابي لأن لدى الأجهزة المعنية معلومات موثقة ومتأكدة من أنه كان يسعى لفتنة في الشارع''. واتهم نافع الترابي أيضا بأنه ''يعمل على إحداث اغتيالات وعندها سيحدث الكثير من الإخلال في الأمن''. وقبل ساعات من اعتقاله، اعتبر الترابي أن قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس أمر ''مرجح''، ورأى أن هذه الانتفاضة الشعبية يمكن أيضا أن تجنب وقوع ''حمام دم'' في السودان الذي يتجه جنوبه نحو الانفصال. وقال الترابي ''لقد عرفت هذه البلاد انتفاضات شعبية في السابق، ومن المرجح أن يحصل الشيء نفسه في السودان'' ، مضيفا ''وفي حال لم تحصل انتفاضة قد يقع حمام دم لأن الجميع مسلحون في السودان''. ويعتبر الترابي مهندس الانقلاب العسكري الذي قام به الرئيس الحالي عمر حسن البشير عام 1989. إلا أن الرجلين اختلفا منذ نحو عشر سنوات ما دفع الترابي إلى إنشاء حزب جديد أطلق عليه اسم ''المؤتمر الشعبي''.