أثار موقف الحزب الشيوعي السوداني وقوى اليسار الأخرى في تحالف قوى الإجماع الوطني، الرافض للحوار مع المؤتمر الوطني، والمتمسك بالحكومة الإنتقالية ومطلوبات تفكيك الإنقاذ ردود فعل، في الساحة السياسية في السودان وما زالت ردود الفعل هذه تتواصل إيجابا من جانب الشعب السوادني وقواه الحية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير المنشود وإن طال فهو قادم وسلبا من جانب من يزيِّن موائد السلطان ويهرول غير مصدق وناسيا وضاربا بكل ما قطعه من وعود لهذا الشعب السوداني، الذي يميز جيِّدا بين من يقف جانبه وبين من يبيعه في أول فرصة تتاح له. ومن اللافت أن بعض الكتاب الصحفيين، الذين ينتمون لجماعة الإسلام السياسي سودوا صفحات الصحف في الآونة الأخيرة هجوماً على الحزب الشيوعي ومواقفه، في تسويق فاضح لتكتيك المؤتمر الوطني الرامي لإطالة بقائه في السلطة وكسب الوقت. (6) نعود للكرنكي وادعاءاته،والتي تحدثنا عنها في المقال السابق ،حيث كتب مواصلاً في نفس المقال الذي أتي بعنوان (الحزب الشيوعي في باطن الارض ينادي ) كتب يقول : ( في مسيرة الحزب الشيوعي السوداني من المهد إلى اللحد، كانت عقلية زعيم الحزب الشيوعي السوداني "سلفية" حيث لم ينتج الحزب خلال عقود حياته تراثاً ماركسياً سودانياً وطنياً، حيث لم تقم أي محاولات إبداعية للنقد والتحليل وتجديد الطرح، مثلما قام به (قرامشي) في إيطاليا، أو (ماوتسي تونج) في الصين. فقد اكتفي الحزب الشيوعي السوداني بطعام موسكو (الجميل)، وترديد أدبيات موسكو المملة ) انتهي . فقط نريد أن نذكر الاستاذ الكرنكي ،الذي يعد نفسه مثقفا ونفترض فيه نحن ذلك ،فعليه كان الأولي به أن يكون ملما أولا بالطرح الذي يطرحه الحزب الذي يجتهد في إلصاق التهم به ،وينم هذا عن حقد أعمي يتملك الكرنكي وزمرته تجاه حزبنا والقوي التقدمية والديمقراطية ،وعليه أيضا أن يعرف مساهمة الحزب في هذا المضمار ،ونعني هنا سودنة الفكر الماركسي ،فأظنه لم يقرأ ،الماركسية وقضايا الثورة السودانية ،نص التقرير السياسي المقدم لمؤتمر حزبنا الرابع ،العام 1967م ،حينها كان قبل أن تجثم الجبة الاسلامية القومية علي الحكم في السودان،محاولة تغبيش وعي الشعب السوداني ،مستندة علي حارقي البخور هؤلاء ،فقد كان هذا التقرير ،هو بمثابة إثبات لصلاحية الفكر الماركسي للسودان ،فقد حلل ودلل بادوات التحليل الماركسي ضرورة وجود حزب شيوعي في السودان لان السودان دخل مرحلة التقسيم الطبقي ،هذا التقرير عند صدوره مثل محاولة جادة ورصينة من الحزب الشيوعي لانزال الماركسية وتطبيقها علي الواقع السوداني وفق خصائصة ومميزاته ،ولكن كما يقولون (ما بفهم المكتوب البقرأ بالقلبة )خاصة وان كان القارئ متعمدا لي عنق الحقيقة والقراءة بالطريقة المقلوبة ،لغرض في نفسه ،والغرض هنا مرضي . (7) ثم يعود الصادق الرزيقي رئيس تحرير الانتباهة فيقول في مقاله تحت عنوان (غيبوبة اليسار ) : (....والغريب في تصريحات قيادات تحالف المعارضة وخاصة قوى اليسار، هو محاولاتهم الساذجة تصوير ما جرى ويجري اليوم من حوار بين الحكومة والأحزاب الكبيرة وكأنه إملاءات خارجية، وبدأت زعانف اليساريين تلغو بأن ما تم هو محاولات من أمريكا وصويحاباتها الأوروبيات لتجميع القوى الإسلامية «المؤتمر الوطني وحزب الأمة القومي والمؤتمر الشعبي والحزب الاتحادي وبقية الأحزاب المشاركة في الحكومة» في تجمع واحد بغرض دعم استمرار المؤتمر الوطني في الحكم وإلحاق هذه الأحزاب ذات المرجعيات الإسلامية لإكمال السيناريو الغربي في المنطقة!! )انتهي .. نقول هنا إننا ليس في حاجة لحديث من عندنا إنما ندفع في وجه الرزيقي بما جاء في وثيقة بريستون ليمان حول السلام والحوار في السودان ،وتقول الوثيقة : (من المستبعد أن تستطيع الأطراف السودانية ابتدار واستدامة عملية حوار قومي من تلقاء نفسها. يجب أن يأتي الإشراف والدعم الخارجي اللازم بصورة أساسية من الآلية التنفيذية العليا للاتحاد الافريقي التي يرأسها ثابو أمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق. لقد ركزت هذه الآلية أغلب جهودها في الوساطة بين السودان وجنوب السودان على قضايا ما بعد الانفصال الصعبة بنجاح ملحوظ. لقد تم مؤخراً تمديد تفويض الآلية التنفيذية حتي يناير 2014م )ثم ما يدلل علي ان ما يتم هو برعاية وصفقة من المجتمع الدولي وتحديدا اميركا ،ان حديث البشير عن الاصلاح المزعوم ،قد قاله للسيد كارتر الرئيس الامريكي السابق قبل أن يتحدث به في قاعة الصداقة. (8) ويقول الكرنكي مواصلا ترهاته ،وحديثه غير المستند لأي منطق ،فيقول : ( ...ألا يعلم الحزب أن مجرد حضور قادة (الشعبي) و (الأمة) إلى قاعة الصداقة كان إعلاناً (متلفز) بنهاية تحالف (الشعبي) و (الأمة) والشيوعي! غياب الحزب الشيوعي عن لقاء الإجماع الوطني وانهيار تحالف (الشيوعي – الشعبي – الأمة) يعني أن الحزب الشيوعي سقط في باطن الأرض سبعين خريفاً!. لقد طلق (الشعبي) و (الأمة) الحزب الشيوعي بالثلاثة. بعد الطلاق بالثلاثة أصبح الحزب الشيوعي وحيداً في باطن الأرض ينادي!.)،تحالف الحزب الشيوعي ليس مع المؤتمر الشعبي او حزب الأمة أو غيره من الأحزاب لأسمائها إنما يتحالف معها ومع جماهيرها ،التي هي قطعا الآن ترفض ما اقترفته أيدي قادتها بالتقارب مع هذا النظام ،الذي أوسع جماهيرها شتي أنواع وصنوف الأذي ،والحزب إذ يأتلف أو يتحالف مع أي من القوي السياسية ،إنما يهدف في ذلك لتكوين أكبر وأوسع جبهة جماهيرية ممكنة من أجل إسقاط نظام المؤتمر الوطني،وتحقيق مطالب الناس في الحرية والديمقراطية ،فجاء التحالف تحت هذا الاساس الذي لم ولن يحيد عنه الحزب الشيوعي ،ومع ذلك يعمل الحزب الشيوعي مع قواعده وجماهيره المنتشرة في مختلف بقاع السودان وكل القوي الاجتماعية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير،مستندا في ذلك علي الفئات الطبقية التي يعبر ويدافع الحزب عن مصالحها ،فالسؤال للكرنكي ،هل انتهت هذه الطبقات ..؟ ،طبقات سحقها النظام بفعل سياسته الراسمالية الطفيلية المعادية للانتاج والمنتجين.فلان الاجابة لا ،ولان هذه الطبقات والفئات الاجتماعية المسحوقة والمهمشة موجودة فسوف يظل الحزب الشيوعي وكل القوي المدافعة والمنافحة عن هذه الطبقات ،موجودين شوكة في حلق كل ظالم وجبار . (9) الملاحظ في الامر ان المقالين صدرا في يوم واحد ،هو يوم 2/2/2014م ،والرابط بين الاثنين هو كراهية الحزب الشيوعي والقوي التقدمية جميعها ،وللديمقراطية بشكل عام ،فالاثنين تلاميذ مدرسة (الانتباهة )والتي لا تفرخ الا عناصر ظلامية ،حاقدة علي كل ماهو تقدمي وإنساني ،فهي تنظر من منظارها الضيق هذا للاخرين باعتبارهم غير أصحاب حق ثابت وقطعي ،فلا نحتاج للحديث اكثر عن مدرسة الانتباهة والتي ،نعلم كلنا ما فعلته ببلدنا قبل ان تصيبها النيران الصديقة،ويخرج جميع من فيها علي بعضهم يتلاومون ،وما فعلته كريت في الآخرين وجدته في جلدها ،كان يمكن لنا ان نسكت ولا نتحدث عن مثل هذه الترهات التي نسمعها في كل مرة ،ولكن هذه المرة اخترنا الحديث،لكشف زيف ما يقال بل وخطله الواضح ،والتناقض البنيوي في شخصيات كتاب المقالات هؤلاء الذي ينعكس علي ما يكتبون . كم تطلبون لنا عيبًا فيعجزكم ............ويكره المجد ما تأتون والكرم [email protected]