من الكلمات الشائعة في عهد الإنقاذ ( ما جاء) والضمير يرجع لأي مسؤول سادن في أي مرفق حكومي ، وفي الغالب فإن هذه الجملة العجيبة تقولها السكرتيرة أو مدير المكتب في وجه أي زول جايي عشان ( يمضي) ورقة . وربما توقفت حياة هذا الزول علي هذه الورقة ، أو كانت تختص بصرف معاش أو مرتب ، أو ذات علاقة بعملية جراحية عاجلة ، ولكن كل هذه الأسباب لا تهز شعرة في رأس المسؤول الإنقاذي ( الغايب ديمة ) عن مكتبه ، والذي لا يقضي حاجات الناس إلا ليلاً بعد الساعة 12 ، وكل حاجة بي (تمن) وعلي قدر المال الموجود في الظرف تكون سرعة التوقيع علي الطلب . تري كم يكلف هؤلاء الفاسدين خزينة المال العام ، الذي يؤخذ قسراً من الناس في شكل ضرائب وجمارك وزيادة علي السلع ورسوم ودمغات ورشوات !! لكل مسؤول من هؤلاء في الحد الأدني 2 عربة حكومية ، وكمية الوقود مفتوحة زي ما عاوز ، ولكل عربية سواق يصرف ماهية وحافز واوفرتايم ، وأمام بيته حرس 24 ساعة يصرف من مال الدولة ، والبيت مكهرب علي حساب الخزنة العامة ، والبيت ذات نفسه قطاع عام ، والجنايني معين علي حساب الحكومة ، وفاتورة المياه علي حساب الخزينة الحكومية . وعندما يخرج من بيته إلي أي مكان ، فأمامه المواتر والنجدة والصرف علي الدولة ومن حوله عربات حراسة وطواقم تأمين والمرتبات علي حساب الحكومة ، وتفتح له الطرق وتتوقف مصالح الناس لدي مروره ، ومكتبه مؤثث علي حساب المال العام ونثرية ضيوفه وفطوره والتحلية علي حساب الحكومة . وعندما يسافر خارج البلد فالتذاكر مجانية والنثرية بالدولار والإقامة في أجنحة فندقية راقية علي حساب الموازنة العامة ، أما مرتبه البليوني فيذهب علي طول لحسابه البنكي خارج السودان لأنه يعيش علي ( الحرابيش) . وبينما تنفق الأموال بسخاء علي ( عواطلية) إسمهم مسؤولين ، فإن الدواء ينعدم في المستشفيات العامة ، ويطرد الطلاب لأنهم لم يدفعوا رسوم التسجيل ، ويموت أبوك في الحوادث لأنك لا تملك 100 جنيه ثمن الشاش والبنج ، وتموت زوجتك في الولادة لأنك تأخرت في دفع الرسوم حتي جاءها النزيف . ومنذ أن صعد الأرزقية للسلطة بعبارة الولاء قبل الكفاءة ، فإن السودان ظل ( طيش) العالم في كل حاجة ، وسيظل هؤلاء عواطلية ولو جلسوا في الكراسي باسم الحكومة القومية ، أو الوحدة الوطنية ، والموية جنب القعوية ، والسحلية بت عم الحربوية ، واسم الدلع ( بهوية ) الميدان