- حضت منظمة عالمية معنية بالدفاع عن حقوق الانسان حكومة اقليم كردستان العراق على حظر ممارسة ختان الفتيات نظرا لخطورتها على "الحياة والصحة وسلامة الجسد". ودعا تقرير صدر يوم الاربعاء عن "هيومن رايتس ووتش" بعنوان "اخذوني ولم يخبروني شيئا" المسؤولين في اقليم كردستان الى العمل لوقف هذه الممارسة التي تؤدي الى تشويه العضو التناسلي للاناث. وقالت نادية خليفة الباحثة العاملة في المنظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ان "اعدادا كبيرة من الفتيات في اقليم كردستان يعانين من تشوه العضو التناسلي لما لهذه الممارسة من اثار مدمرة". ووصف التقرير حالة الخوف والالم الذي تتعرض لها الفتيات اثناء العملية واثرها على صحتهم النفسية والبدنية. وطالب "حكومة الاقليم بالتحرك على الفور لوضع حد لممارسة تشويه الاعضاء التناسلية الانثوية ولاعداد خطة طويلة الاجل للقضاء على هذه الممارسة بما في ذلك اصدار قانون يحظر" ذلك. واشار الى ان حكومة الاقليم "لم تبد استعدادا لحظر تشويه العضو التناسلي الانثوي، رغم استعدادها للتصدي لاشكال العنف الاخرى ضد المرأة، ومنها العنف الاسري وجرائم الشرف". واكدت الباحثة ان "الوقت حان لكي تتصدى حكومة الاقليم لهذه المشكلة وتتخذ خطوات ملموسة للقضاء على هذه العادة السيئة لانها لن تختفي من دون تدخل". واوضح التقرير ان باحثين من المنظمة اجروا مقابلات استمرت شهرين منتصف العام 2009 مع 31 فتاة وامراة في اربع قرى وبلدة حلبجة، اضافة لرجال دين وعاملين في القطاع الصحي ومسؤولين حكوميين، للبحث في هذه الممارسة. واكد ان "مدى انتشار تشويه العضو التناسلي للاناث في كردستان العراق غير معروف بما ان الحكومة لا تجمع المعلومات عن هذه الممارسة بشكل دوري. لكن الابحاث التي اجرتها منظمات محلية تؤكد ان الممارسة منتشرة وتؤثر على أعداد كبيرة من الفتيات". وتابع ان "المعلومات تشير الى ان العديد من الفتيات والنساء في كردستان العراق يتعرضن" للختان "كاجراء لا مفر منه في اعمار تتراوح بين 3 إلى 12 عاما. وفي بعض الحالات كانت الضغوط تؤدي بالنساء البالغات للخضوع للعملية". واكدت خليفة ان "القضاء على هذه الممارسة في كردستان يتطلب ارادة قوية ومبادرة قيادية من جانب حكومة الاقليم، بما في ذلك بعث رسالة واضحة مفادها ان +تشويه الاعضاء التناسلية للاناث اجراء لن يتم التساهل معه مطلقا من الان فصاعدا+". وقالت لوكالة فرانس برس ان "ما دفعنا الى اعداد هذا التقرير هو ملاحظتنا ان ختان الاناث لا يتحدث عنه الناس عادة في الشرق الاوسط، فالحديث كان عن مصر واليمن ولا احد لديه فكرة عن وجودها في كردستان". وتنقل المنظمة عن الطالبة جولا (17 عاما) قولها "اتذكر ما فعلته امي وزوجة خالي، كنا اربع فتيات وضعونا في دورة مياه وباعدوا بين ارجلنا ثم قطعوا شيئا ما. فعلوها بنا واحدة تلو الاخرى دون مخدر كنت حينها خائفة لكنني تحملت الالم". واضافت "اشعر بالم بالغ في هذه المنطقة كلما احسست بالطمث". واشارت الباحثة الى ان "الاستطلاع الذي شمل 521 فتاة وامرأة في منطقة جمجمال (احدى مناطق الاقليم) كشف تعرض 40 بالمئة من المستطلعات للختان في حين تعرضت للختان 57 بالمئة من اصل 1408 فتاة بين 14 و19 عاما، في مناطق اربيل والسليمانية وكركوك". بدوره، قال فلاح مراد خان رئيس منظمة المانية كردية غير الحكومية "سنستمر في تنظيم الحملات للقضاء على هذه الظاهرة لدينا الان دعم من السفارة الهولندية في بغداد لمدة سنتين ولدينا فرق جوالة نرسلها للقرى وايضا توعية المواطنين من خلال المنشورات التي نوزعها". واعتبر التقرير ان "اصول هذه الممارسة غير واضحة في كردستان العراق. فقد قيل لبعض الفتيات ان هناك اعتقاد سائد بان كل ما تلمسه المراة غير المختونة يصبح غير نظيف الى ان تخضع لذلك. كما قالت غالبية النساء ان هذه العملية سنة متبعة، لتعزيز الايمان لكنها غير ملزمة". ويرفض الكثير من علماء المسلمين الربط بين الختان والاسلام، قائلين ان هذه الممارسة غير واردة في القرآن وانها تعارض تعاليم الاسلام. من جهته، اشار الاكاديمي المختص في شؤون الشريعة الاسلامية الشيخ عمر جنكياني لفرانس برس الى "ضرورة توعية الناس عن طريق المساجد للقضاء على هذه الظاهرة" مضيفا "لا ارى وجوبا لختان المرأة مطلقا".