- هدد حزب الامة انه سينفض يده من حوار لاينفع الوطن ولايحقق مطالب الشعب المشروعة اذا رفض المؤتمر الوطني استحقاقات الحوار المتمثلة في قومية عملية السلام، ووضع الدستور، و الإصلاح الاقتصادي، ونزاهة الانتخابات العامة في مناخ الحريات. وقال الحزب - في بيان اصدره رداً علي تصريحات البشير الاخيرة ببورتسودان - انه يعمل من أجل حوار جاد عبر فترة زمانية محددة، وآلية محكمة برئاسة محايدة لتضع خريطة طريق تحقق التزامات تكون برنامجاً قومياً لحكومة قومية تدير البلاد إلى أن تنتهي بقيام الدستور الجديد وتجرى الانتخابات العامة الحرة إذا اتفق على ضوابط نزاهتها. ودون الإشارة إليه بشكل مباشر، قال البيان رداً علي تصريحات البشير الاخيرة : "ولكن طرأت تصريحات تسمم مناخ الحوار وتهدم الثقة بدل الحرص على بنائها". وكان البشير قد قال في بورتسودان الخميس الماضي أن "الانتخابات ستجرى في موعدها وأن لا تفكيك للنظام الحالي ولا حكومة انتقالية ولا قومية"، وهو ماشكل حرجاً بالغاً لحزب الامة والاحزاب الاخري التي قبلت مبادرته للحوار التي طرحها في شهر يناير الماضي. وقال حزب الامة في بيانه الصادر امس السبت ان الرأي العام صار يتطلع "لإعلان آلية الحوار الوطني التي يرأسها شخص مستقل متوافق عليه ولإ اتخاذ إجراءات لبناء الثقة تتعلق بمآلات أحداث سبتمبر الماضي، وبالمعتقلين السياسيين، وبالحريات، وبحرية الصحافة، وبإيجابية موقف المعارضة من الحوار، وبتخلي كافة الأطراف عن الألفاظ النابية التي تضر إستراتيجية الحوار". وظل حزب الامة منذ انسحابه من التجمع الوطني وعودة قيادته للسودان في العام 2000 يتأرجح مابين التفاوض مع المؤتمر الوطني وتوقيع اتفاقيات معه ومابين التواجد مع الاحزاب المعارضة. ويعاني الحزب منذ سنين من صراعات داخلية بسبب مواقف رئيس الحزب المهادنة للمؤتمر الوطني ولاعتراض آخرين علي سيطرة اسرته علي قيادة الحزب. واندلعت الايام الفائتة ازمة معلنة بسبب نقل الامين العام للحزب د.ابراهيم الامين لصراعه مع مؤيدي رئيس الحزب للاعلام واتهامه المباشر لهم للهرولة تجاه توقيع اتفاق مع المؤتمر الوطني.