الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    راشد عبد الرحيم: الجنسية والقبيلة    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: المدنيون في الفاشر يكافحون بالفعل من أجل البقاء على قيد الحياة    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يهزم مازيمبي بثلاثية نظيفة ويصعد لنهائي الأبطال    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    وصول طائرة للقوات المسلّحة القطرية إلى مطار بورتسودان    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم الأمين: لا نقبل أن نكون مجرد "صحبة راكب"
نشر في الراكوبة يوم 31 - 03 - 2014


عتبة أولى:
** من قيادات حزب الأمة القومي ذات المواقف الصلبة؛ هكذا يصفه أبناء جيله ورفاقه. تدرّج في المواقع التنظيمية المختلفة إلى أن تمّ اختياره من قبل الهيئة المركزية أميناً عاماً للحزب، خلفاً للأمين العام السابق، الفريق صديق محمد إسماعيل. منذ أن تسنّم موقعه دخل في دوامة الصراع الداخلي الذي شهدته الأمانة العامة. (اليوم التالي) جلست إلى الدكتور إبراهيم الأمين في مكتبه المتواضع، كتواضعه، بدار الأمّة، وطرحت عليه عدداً من الأسئلة؛ منها المتعلّق بحال حزب الأمّة وتراجع دوره، وسألناه عن المؤسّسية وخطوات التغيير والإصلاح داخل الحزب. تحدثنا عن تقديس الأفراد والأحاديث التي يسوقها الكثيرون حول الإدارة الفرديّة للحزب وارتباط الأمّة بأسرة المهدي، وعرجنا معه إلى خلافات الأمانة العامة والمجلس الأعلى لشباب الحزب، وموقفه من تحالف قوى الإجماع الوطني والجبهة الثوريّة.. مسألة الحوار مع النظام والدعوة للحكومة الانتقالية ومستقبل الصراع في مناطق النزاع كانت حاضرة في حوارنا مع الدكتور إبراهيم الأمين.. هذه الأسئلة وغيرها استمع إليها ضيفنا، ورد عليها بكل وضوح دون مراوغات سياسية، وكانت حصيلة إفاداته التي نبسطها بين أيديكم:
* حزب الأمة أصبح من ضمن منظومة الأحزاب العاجزة عن الفعل السياسي مقارنة بما حققه في آخر انتخابات.. كيف تنظر لهذا العجز؟
- هذا حديث غير صحيح وحزب الأمة حزب متحرك داخل الساحة، وإذا رجعنا إلى الحراك الشبابي الذي حدث في العام قبل الماضي والذي حدث في سبتمبر الماضي كانت الغلبة فيه لشباب حزب الأمة، وكان معظم المعتقلين ومعظم المصابين ينتمون لحزبنا، وكانت نقطة الحراك الأساسية هي مسجد الإمام عبدالرحمن في (ودنوباوي)، ولذلك أي حديث عن أن حزبنا تخلف أو تخلى عن مقاومة النظام هذا حديث لا أساس له من الصحة.
* أين وصلت خلافات الأمانة العامة؟
- الأمانة العامة أمانة منتخبة وتقوم بدورها. قد يكون هناك بعض القيادات في حزب الأمة لديهم رأي مختلف، وهذا شيء طبيعي، لأننا نتحدث عن مؤسسات وديمقراطية، ولكن هناك محاولات لاستخدام أساليب غير مقبولة ديمقراطياً، وهذه الأساليب مرفوضة، أما رأي بعض القيادات في الأمانة العامة وأدائها، وسعي بعض القيادات بأن تكون هناك هيئة مركزية وتغيير للأمين العام هذا شيء مشروع، ويمكن الحديث عنه، والأمانة العامة والأمين العام لديهم من الشجاعة والقدرة التي تمكنهم من تفنيد هذه الآراء ومن الدفاع عن مواقفهم والاستمرار في عملهم.
* حسنا، لكن هناك حديث عن مجموعتين، الأولى بقيادة إبراهيم الأمين والثانية بقيادة الفريق صديق؟
- ليست هناك مجموعات، هناك خط سياسي نبع من قرارات المؤسسات، وحزب الأمة حزب معارض، ولن يشارك في أي حكومة إلا في إطار قومي أو بعد انتخابات، وهذا الخط الذي يدافع عنه التيار الأساسي في حزب الأمة، وهناك بعض الأفراد لهم آراء مختلفة، ويتحدثون بلغة مختلفة عن اللغة التي تتحدث بها قيادة الحزب ومؤسساته، ونقطة الخلاف هي في الخط السياسي للحزب وليس في شخصنة القضايا.
* ماذا حدث بشأن المجلس الأعلى لشباب حزب الأمة، وعدم اعتراف رئيس الحزب بهذا المجلس؟
- المجلس الأعلى لا يوجد في هيكل الحزب، وهناك بعض التمرد داخل شباب الحزب، والشباب بحكم تكوينهم عبارة عن جماعات مندفعة وتريد أن تحدث التغيير بأسرع فرصة ممكنة وبأي وسيلة، وحدثت عملية أخذ ورد في هذا الجانب، لكن جسم حزب الأمة متماسك وله مواقف واضحة جدا، ويتحدث باللغة التي تقول بالصوت العالي تغيير النظام وإقامة نظام ديمقراطي.
* لماذا رفض الصادق المهدي تمرد هؤلاء الشباب الذين قاموا بتشكيل مجلس أعلى طالما أنه يصب في مصلحة تغيير النظام؟
- أنا لا أوافق على شخصنة القضايا، لكن عموما الجوانب الإجرائية التي تمت بها التكوينات الأفقية بالنسبة للشباب لم تجد القبول من بعض قيادات الحزب، وبصراحة شديدة جدا جسم حزب الأمة من الشباب هو جسم قوي جدا ومتماسك وملتزم بمؤسسات الحزب، لكن ربما يوجد بعض الأفراد تفسر بأنها مع الحكومة، والبعض الآخر أيضا وهؤلا فئة صغيرة جدا، تتحدث بلغة ربما تفسر بأنها غير ملتزمة بقرار المؤسسات، وهذه مجموعات صغيرة، ولكن الجسم والكتلة الأساسية في الشباب هي كتلة ملتزمة بقرارات الحزب كحزب معارض يسعى للتغيير، ولا يوجد أي خلاف بينها وبين مؤسسات الحزب أو بينها وبين قيادة الحزب.
* هل لازال مبارك الفاضل ونصرالدين الهادي أعضاء في حزب الأمة؟
- أنا لا أريد الحديث عن أشخاص، لأنها ليست قضيتنا، وحزب الأمة في اللجنة المركزية السابقة كون لجنة هدفها لم الشمل ومفتوح لم الشمل لكل أبناء حزب الأمة الذين ابتعدوا من الحزب في مرحلة من المراحل، وهؤلاء عدد كبير منهم عاد للحزب، وتحت مظلة مؤسسات الحزب والالتزام بدستور ولوائح الحزب، وأنا لا أريد أن أتحدث عن أشخاص، بل أتحدث عن معايير ومبدأ، أما أي شيء آخر تسأل منه الأطراف التي ذكرتها بالاسم.
* المساجلات بين الإمام الصادق المهدي ومبارك الفاضل كيف تنظر لها؟
- أنا لا تهمني المساجلات، لأنني أتحدث عن خط الحزب ومؤسساته بالصورة التي تخدم الحزب.
* حزب الأمة كان جزءا من تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض لكنه خرج من التحالف دون أي مبرر موضوعي؟
- حزب الأمة حزب مؤسس للتحالف ولم يخرج من التحالف حتى الآن، وفي اجتماعنا الأخير مع وفد التحالف ممثل في رؤساء أحزاب التحالف ذكرت لهم بالصوت الواحد نحن لم نخرج ولم نرض أن يقول شخص آخر إننا خرجنا من التحالف، وما يخص القضايا أي تحالف يكون فيه تباين في الروئ في بعض القضايا، ونحن متفقون على الهدف وهو تغيير النظام، وهذا الهدف لا خلاف عليه بين كل أحزاب قوى الإجماع الوطني، التباين يأتي في ثلاث نقاط أساسية أولاها طالبنا بعملية تقييم لعمل المعارضة في المرحلة السابقة لتحديد الإيجابيات ودعمها وتحديد السلبيات وتفاديها، النقطة الثانية طالبنا بهيكل تحالف قوى الإجماع الوطني، وهو هيكل معيب، لأنه يتكون من رؤساء الأحزاب وهيئة عامة وهي جهاز تنفيذي، ورؤساء الأحزاب لم يجتمعوا وتبقى الجهاز التنفيذي فقط، لذلك طالبنا بإعادة الهيكلة، وذكرنا باللغة الواضحة أن الهيكلة لا تعني تمييز حزب على آخر، ولا تعني أن يرأس حزب الأمة التحالف.
* لكن...؟
- دقيقة أكمل لك الحديث.. وطالبنا أن تكون رئاسة التحالف دورية كل الأحزاب تمر عليها أو الاتفاق على شخصية موثوق بها ومتفق عليها ترأس التحالف، ولا يوجد خلاف على الرئاسة ولا يوجد خلاف على التقييم، ونقطة الخلافة الوحيدة كانت في الورشة التي دعونا لها لمناقشة هذه النقاط والخروج بتوصيات تكون ملزمة لكل أحزاب التحالف، وهذا الأمر تجاوزه الزمن، والآن هناك حراك واسع جدا، لذلك اجتمعنا مع التحالف واتفقنا على أساس توحيد صف المعارضة وتقديم ورقة تعبر عن كل القوى المعارضة في مواجهة المؤتمر الوطني.
* هل تجاوزتم عدم الثقة التي كانت موجودة ومسألة تقارب حزب الأمة مع النظام؟
- حزب الأمة لم يتقارب مع النظام، وأصلا لم يحدث تقارب مع النظام، ولن يحدث تقارب مع النظام ما لم يحدث التغيير، وما لم تكن هناك حكومة انتقالية قومية واتفاق على محاور أبرزها تفكيك للتمكين وإقامة دولة الوطن مكان دولة الحزب، وعدالة انتقالية أهم ما فيها أن لا يكون هناك إفلات من العقوبة، وأن يكون هناك جبر ضرر مادي ومعنوي، وأن يكون هناك تعويض فردي وجماعي، وتكون هناك رؤية واضحة جدا لمستقبل الأجهزة المرتبطة بالعدالة الانتقالية.
* كيف تقيِّم التحالف في المرحلة الماضية؟
- أنا لدي رأي شخصي، وطالما نحن نتحدث عن الحكومة وعن أخطائها، وهي لا تحصى.. أيضا هناك ضعف في المعارضة، وهناك أخطاء في المعارضة يجب أن تنتبه لها، أهم هذه الأخطاء أن هناك فجوة بين المعارضة وقيادات الأحزاب والجماهير، وهذا يجعل المعارضة لحد كبير جدا معارضة نخبوية، لذلك طالبنا بمناقشة هذه الأشياء لتقييم الوضع السابق وتقوية المعارضة التي لايمكن أن تقوى إلا إذا كان لديها سند جماهيري قوي ووجود وحراك جماهيري مربوط بقضايا الناس الحياتية.
* حسنا، لكن حزبكم متهم بأنه ظل (يمسك العصا من النص) كيف ترد على هذا الاتهام؟
- دعنا من الاتهام.. أنا ذكرت لك وجهة نظرنا في الحزب وأترك الاتهام جانبا وأنظر للحديث الذي ذكرته، وهو يعبر عن وجهة نظرنا وحتى في اجتماعنا الأخير مع تحالف قوى الإجماع، وليس كل ما يقال صحيحاً.
* أتريد أن تقول إن حزبكم حسم خياره بشكل واضح؟
- هذا قرار المؤسسات وهو واضح جدا، والحزب أخرج مشروعا وتحدث عن نظام جديد يقوم على أنقاض نظام الإنقاذ.
* كيف تنظر إلى التقارب بين حزب المؤتمر الوطني وحزب المؤتمر الشعبي؟
- التحولات التي حدثت داخل السودان والأزمات المتلاحقة، وما يحدث في المنطقة من حولنا سيفرض تغييرات أساسية في الساحة السودانية، وهذه التغييرات ستؤدي إلى قيام تحالفات وانشقاقات استعدادا لمرحلة قادمة، ومن ضمن هذه التحولات ليس غريبا أن يحدث تحالف بين الإسلاميين لاعتبار أن جذرهم واحد (الشعبي والوطني)، وكما قال الإمام الصادق المهدي إنهم إذا أرادوا أن يتوحدوا ويشكلوا حزب واحد وينافسوا في الساحة السياسية فإن هذه الأمر مقبول، لكنهم إذا أرادوا بحوار (الشعبي والوطني) الرجوع إلى المربع واحد ومزيد من القبضة الأمنية ومزيد من مصادرة الحريات.. يبقى هذا العمل قطعا سيجد المقاومة والرفض، ليس من حزب الأمة، بل من كل جماهير الشعب السوداني ومن كل القوى الحية.
* كيف تنظر إلى تبني حزب المؤتمر الشعبي لأجندة المعارضة في حواره مع الوطني.. ومن الذي أعطى الشعبي هذا الحق؟
- لا يوجد أي حزب من الأحزاب يستطيع أن يطرح نفسه أنه الممثل الوحيد للشعب السوداني أو المعارضة التي تتم قراراتها بمشاركة المعارضين الأخرين، وبالتالي أي حزب مثل المؤتمر الشعبي وغيره يجب أن يتحدث ويطرح ما يريد على قوى الإجماع، التي هي في النهاية صاحبة القرار.
* ما هو موقف حزبكم من تحالف الجبهة الثورية الذي سبق لرئيس حزبكم أن وصفه بأنه تحالف عنصري؟
- هذا حديث غير صحيح، ولم يصفه في يوم من الأيام بأنه تحالف عنصري، لأننا على تواصل مع الجبهة الثورية ونتواصل ونتحدث معهم، ونحن مع الحل السياسي السلمي الذي يحقق تغيير النظام وإقامة نظام جديد، وطلبنا من الجبهة الثورية أن تعطي الفرصة للحل السياسي، وأن نصل لحلول مقبولة لكل الشعب السوداني، وتخاطب قضاياه وتكون جزءا منه، وأن لا يتكرر ما حدث في الانتفاضة حينما كانت الحركة الشعبية في الخارج، واعتبرت التغيير الذي حدث بأنه (مايو إثنين)، وطالبنا أن يكون هناك اعتراف بالجبهة الثورية، ويجب أن تشارك في الحوار حول مستقبل الحل السياسي، ويجب أن تكون جزءا من مرحلة ما بعد الإنقاذ، وهذه قضية واضحة جدا ومقنعة وتجد القبول من عامة الناس، أما محاولة عزل الجبهة الثورية أو إنتقاء التعامل مع حزب وإبعاد آخر هذا غير سليم، والمرحلة القادمة سواء أكانت مرحلة الحوار أو مرحلة مابعد الحوار يجب أن تتم بمشاركة الجميع وبشفافية مطلقة وبحرية وطرح أي طرف ما يريد إلى أن يصلوا إلى معادلة مقبولة لكل الأطراف معادلة تخرج السودان من المأزق الذي يعيشه الآن.
* الحكومة في الداخل تتحدث عن حوار شامل وفي الخارج تتحدث عن حوار جزئي وثنائي ورفضت الحوار مع الجبهة الثورية مجتمعة.. كيف تنظر لهذا الأمر؟
- الأزمة وصلت إلى مرحلة من التعقيد يصعب معها أي حلول جزئية، والنظام ذاته وصل إلى مرحلة المناورات أصبح مجالها محدود جدا، مع هذا نرى أن النظام يستخدم نفس أساليبه القديمة، وهذا يؤكد عدم جديته وعدم مصداقيته، وهذا يعني أن الأزمة ستستمر والمعاناة ستستمر وواضح أن الحالة في السودان يوميا تسير من سيئ إلى أسوأ في المجالات الاقتصادية والأمنية، والنظام يعاني من (شيزوفرينيا) أو انفصام في القرار السياسي، ويحاكم عقار وعرمان في الداخل ويتفاوض معهم في الخارج، ويجب على النظام أن يستخدم أسلوبا عقلانيا في التعامل مع هذه القضايا مع حساسيتها وأهميتها، لأنها قضايا كبرى ومرتبطة بمصير البلاد.
* إلى أين تتجه خطوات حزبكم في الحوار مع المؤتمر الوطني وإلى أين وصلتم حتى الآن؟
نحن ما عندنا حوار مع المؤتمر الوطني، نحن نتحدث عن حوار مع كل القوى السياسية ونتحدث عن حوار لإخراج الوطن من المأزق الذي يعيشه، وأي حديث عن المؤتمر الوطني وحوار ثنائي معه لم تتم ولن تتم وإذا تمت لن تؤدي إلى حل مشاكل السودان.
* إلى أين وصلتم.. أتريد أن تقول وصلتم لطريق مسدود؟
- الحوار طرح من قبل رئيس الجمهورية وحتى الآن لم يحدث جديد في مسألة الحوار، وخطاب الرئيس تحدث عن عناوين فضفاضة جدا، وإذا كان هناك حوار يجب أن تدرس التفاصيل ويتبعها مؤتمر تحضيري للمعارضة يتم فيه توحيد رأي المعارضة وبعد ذلك تذهب إلى مؤتمر دستوري كي يقرر مستقبل السودان بمشاركة كل أبنائه.
* حسنا، لكن لازال النظام يتحدث عن حوار و...؟
- النظام يتحدث كما يريد.. وهذا دليل على أن النظام يريد شراء الوقت ويريد تفتيت المعارضة وقمع طلاب الجامعات والشباب، ولم ينتبه إلى ما يحدث داخل صفوفه من انشقاقات أو تمرد كما يحدث بين عثمان كبر وموسى هلال وهذا على حساب دماء أبناء دارفور، وهذا الأمر يجب أن يعالج بالصورة التي تؤدي إلى نظام جديد يخاطب هذه القضايا.
* حزب الأمة لازال مصمم على دعوته لقيام حكومة إنتقالية.. والنظام يتحدث عن حكومة قومية؟
- الحكومة القومية تعني الموافقة على ركوب قطار الإنقاذ وبعدها تصبح مثل أحزاب التوالي التي شاركت في الماضي، وأن لا تشارك مشاركة عملية في صنع القرار وتكون مجرد أنك (صحبة راكب)، وهذا مرفوض وحزبنا لا يقبله مطلقا لأن فيه مساسا بتاريخه وتضحياته وبقناعاته، وحزب الأمة يتحدث عن حكومة قومية انتقالية، ويجب أن تكون هناك فترة انتقالية يديرها نظام مختلف شكلا وموضوعا عن نظام الإنقاذ.
* هل يمكن أن يوافق حزبكم على قيام حكومة انتقالية قومية برئاسة المشير عمر البشير؟
- هذا حديث سابق لأوانه، ونحن لم نتحدث عن البشير، بل نتحدث عن سياسات وبرنامج ونتحدث عن فترة زمنية يتم فيها برنامج الحكومة الانتقالية لمصلحة الشعب السوداني ولمصلحة السودان، وقضية الأحزاب والأفراد والرئاسة والمواقع هذه ليست القضية الأساسية، والقضية الأساسية هي أن يكون هناك نظام تديره حكومة انتقالية قومية يساهم في التمهيد إلى انتخابات عامة ووضع دستوري بموجبه يختار الشعب السوداني ما يريد أن يحكمه في الديمقراطية الرابعة.
* كيف ينظر حزبكم لمستقبل الصراع في مناطق (دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق)؟
- الوضع في دارفور مؤلم، وإذا استمر بهذه الصورة قطعا سيؤدي إلى مزيد من الدماء وفوضى في دارفور، وما تم في المراحل السابقة من اجتهادات قامت بها الحكومة كانت اجتهادات ناقصة وغير مفيدة، وما تم بالاتفاقيات هو عبارة عن الحاق بعض النخب من دارفور بالحكومة المركزية والولائية والسلطة الإقليمية وزيادة عدد المستفيدين من هذه الوظائف وتقسيم دارفور على خمس ولايات على أسس قبلية ولم يستفد المواطن الدارفوري من الذي حدث ولا زال النزوح والتشريد موجود وبأعداد كبيرة، وهناك أعداد كبيرة جدا تموت بالجوع والسلاح، لذلك ما يحدث في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق نتخوف من أن يمتد إلى شرق السودان لذلك الصراع في هذه المناطق يحتاج إلى حلول قومية تقودها حكومة قومية انتقالية.
* المناطق المذكورة هي مناطق نفوذ حزب الأمة.. لماذا لم يتحرك حزبكم ويقدم مبادرات جادة وفاعلة لمعالجة الأوضاع في تلك المناطق؟
- الحزب لديه تواصل مع هذه المناطق وظل يساهم ويشارك وقام بكثير من الورش عن (دارفور وأبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق)، ولديه وجود في داخل هذه الأقاليم ومهتم بها اهتماما كبيرا جدا، والآن يسعى إلى مشاركة أبناء تلك المناطق مشاركة فعالة في الحوار وعملية التغيير ومشاركة فعالة في مرحلة ما بعد التغيير.
* برأيك ما هو المخرج من أزمات البلاد الراهنة والمزمنة.. وكيف يمكن معالجتها؟
- الخيارات أمام البلاد أصبحت محدودة جدا، الخيار الأول أن تتم المعالجة في إطار الحوار بصورة تفضي إلى حكومة قومية انتقالية، والخيار الثاني الخروج إلى الشارع، وأن تحدث اعتصامات وانتفاضة كما حدث في (أكتوبر وأبريل).. الثالث ليس بخيار، وإذا لم ننجح في الخيارين استمرار النظام يعني مزيدا من المعاناة، وربما تصل البلد إلى مرحلة فيها صراع دموي تصعب معالجته لأنه يكون الخيار الوحيد لحسم الصراع في السودان هو البندقية، وبالتالي البندقية ربما تستخدم بالصورة التي تؤدي إلى تفتيت السودان أو إحداث فوضى.
اليوم التالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.