ظل عدد كبير من الفنانين من جنسيات مختلفة يرددون الاغاني السودانية في بلدانهم وفي الاحتفالات الرسمية والشعبية واشتهروا بها، واحتلت تلك الاغنيات المرتبة الاولى في الطلب بالتغني بها دون مراعاة لاصحاب الحق الاصيل، وهنالك فنانون مشاهير ينطبق عليهم الحديث اعلاه في ترديد تلك الاغنيات السودانية امثال الفنانة الاثيوبية هايمونت التي تتغنى بعدد كبير من اغنيات فنانين كبار دون اللالتزام بالايفاء بحقوق الشعراء والمؤدين المادية والادبية, الامر الذي دعا البعض إلى تحذيرها لاكثر من مرة من التوقف من ترديد تلك الاغنيات . وسط الدائرة: فيما ظل الفنان المصري محمد منير يردد اغنيات الموسيقار الراحل محمد وردي لسنوات طويلة دون اخذ الاذن المسبق واشهرها اغنية (وسط الدائرة) التي صاغ كلماتها الشاعر اسحق الحلنقي ولحنها الموسيقار محمد وردي الامر الذي جعل الحلنقي في فترة ما يحرك اجراءات بلاغ ضد الفنان محمد منير لاسترداد حقوقه. المامبو السوداني: فرقة ميامي الكويتية كذلك ظلت تردد اغنية الفنان الراحل سيد خليفة الشهيرة (المامبو السوداني) ونسبتها بأنها اغنية تراثية، الامر الذي دعا اسرة الراحل سيد خليفة إلى مقاضاتها، إلا أن الفرقة عرضت مبلغا ماليا مقابل شرائها للاغنية وبالفعل آلت ملكية الاغنية للفرقة عبر المحامي وبأوراق ثبوتية.! التكسب بحق الغير: الى ذلك تغنى الفنان المصري محمد فؤاد في فترة ما بأغنية (الليل الهادي) التي يؤديها الفنان شرحبيل أحمد وظل يرددها في الحفلات الجماهيرية ويتكسب منها ماديا لعدة سنوات دون الجلوس مع الطرف الثاني صاحب الاغنية الاصلية، الامر الذي قاد الفنان شرحبيل أحمد للجوء إلى القضاء لحفظ حقوقه المادية والادبية بعد أن نسبها محمد فؤاد ايضا إلى انها تراث نوبي.! استيلاء وتعدٍّ: وعن الموضوع يقول الموسيقار الشافعي شيخ ادريس ل(السوداني): (القانون وظيفته الاساسية تنظيم الاشياء من حولنا وتنظيم معاملاتنا مع الآخرين وفق اسس ومعايير معينة في الوقت الذي تم فيه الاتفاق وعبر منظمة (الوايبو) العالمية بسن قوانين لحفظ حقوق المبدعين والتي كان لها اسهام واضح وفاعل في ترتيب المهنة بعد التعدي الواضح والسافر الذي يقوم به البعض بالاستيلاء على حقوق الآخرين للغناء بأعمالهم دون اخذ الاذن المسبق او الايفاء بحقوقهم المادية الادبية، ولكن حتى الآن لازال البعض يخترق تلك القوانين).!! تطبيق القانون: ويتفق معه في الرأي الشاعر مختار دفع الله والذي قال ل(السوداني): (قانون الملكية الفكرية كفل لكل صاحب حق حقوقه كاملة (الفنان والملحن والموسيقي) الا أن هنالك بعض الفنانين الذي يقومون بأداء اغنيات الغير دون الرجوع إلى اصحاب الحق، واقصد هنا تحديداً فنانين خارج السودان، ويضيف مختار: (بعضهم تصل به الجراءة إلى نسب تلك الاغنيات إلى انفسهم او إلى تراثهم).! عدم مراعاة: فيما اكد الفنان الهادي الجبل ل(السوداني) أن الفترة الاخيرة شهدت تمدداً كبيراً في الاغنيات السودانية عبر حناجر غير سودانية جعلت البعض منهم ينسبها إلى نفسه دون مراعاة لحقوق الطرف الاخر مما يدخل الجانبين في سوح القضاء ليثبت الطرف الاول صاحب الحق تعدي الطرف الآخر على حقوقه وهو امر لا يشبه اصحاب الابداع الحقيقي، مواصلا "إن كل انسان ينبغي أن يكون حريصا على نفسه بحرصه على حقوقه حتى لا يكون ضحية لنوايا سيئة). السوداني