والترابي يفتي كذباً ان الرسول الكريم قد عفى عن اهل مكة جميعا "اذهبوا انتم الطلقاء" ويتناسى بأمره بقتل 15 شخص قتل منهم اربعة ... هؤلاء الخمسة عشر ارتكبوا جرائم لا تغتفر منهم عبد الله بن خطل ، عكرمة بن ابي جهل ، والحويرث بن نقيد ، عبد الله بن سعد ، و سارة ، ومقبس بن صبابة والأخير لأنه قتل من "قتل اخاه بالخطأ " ثم هرب بعدما استلم الدية .... فالطلقاء كانت للمحاربين لا لأصحاب الجنايات والجرائم ..... فان كان النميري لم يعاقب فلم نكن حضورا في عهده، ولم يقتل النميري المتظاهرين في الشوارع، ويهتك الاعراض، ويذل الشعب السودان، ولم يفصل عشرات ألاف للصالح العام، ولم يعلن حرب مقدسة ضد الجنوبيين ... وحرب عنصرية ضد دارفور حتى يفتخر الرئيس الجعلي بالاغتصاب ويقول لا نريد اسيرا او جريحا كما قال الترابي نفسه في لقاء سابق...... والترابي يعترف ... ان هذا الحوار بيننا والبشير لاننا "قمنا على اصول واحدة" ويقصد مرجعية الاخوان المسلمين، هي نفس العبارة التي قالها نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني، حينما توحد مع حزب الله "نحن نشرب من منبع واحد" ويقصد الفكر الشيعي ... ومن ثم يناقض نفسه في السطر الثاني بان الحوار مع كل القوى السياسية حتى الذين نختلف معهم كليا ....... ويقول في "حوار" قناة الجزيرة ان الحوار سيؤدي الى ان نتحد مع بعضنا البعض "يقصد الشعبي والوطني ويرى ان السبب في ذلك الاستشعار بالخطر وما حدث للإخوان المسلمين في بقية الدول ... فخطاب الوثبة قصدت به ما يسمى بالحركة الاسلامية فكان الاخراج سيئا ... فأعيد في قاعة الصداقة ... وختم بالدعم القطري .... ومساندة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ... الذين فقدوا الحكم في كل الدول العربية ... ووصلوا الى حد العداوة والتصنيف الارهابي والمنع من الدول الخليجية فانقطع بذلك منجم المال الخليجي الذي كانت يتدفق منذ 50 عاما وأكثر منذ ان قتل عبد الناصر الاخوان فهربوا الى الملك فيصل كحلفاء ..... ويناقض الترابي نفسه يرى ان الديمقراطية الغربية لا يمكن زراعتها في السودان، ولكن يمكننا الأخذ بالعفو والمصالحة التي حدثت في جنوب افريقيا كمثال يحتذى به بالسودان... ثم يعود لشعاراته القديمة ان السودان سيحكم حتى مالي وغرب افريقيا وينسى ان السودان الذي استلمه في 89 قد تقلص لا توسع ... ويعدد اسباب الحوار والاندماج مع الوطني بدء بانقطاع البترول فحدث تدهور اقتصادي زاد الازمة وانفعل الشعب السوداني معها ، ثم حروب دارفور التي اثرت حتى على تشاد فكان مؤتمر ام جرس ، ثم التخوّف من المستقبل السياسي بعد انهيار تنظيم الاخوان المسلمين العالمي ...... فبعد كان الترابي يعد للفصل الثالث من التمثيلية "مسرح الرجل الواحد" فهو الكاتب والمؤلف والممثل، ففصل الاول طلب من البشير ان يذهب الى القصر رئيسا وهو الى السجن حبيسا، ثم في الفصل الثاني كان بطلا للمفاصلة بين القصر والمنشية دفع بتلاميذه دفعا الى عزله وسجنه، ثم الفصل الاخير كان يرتب الى وجود تيار الحركة الاسلامية في الديمقراطية المقبلة عبر اسقاط النظام وهو في المعارضة ليأتي للحكم مرة اخرى عبر بوابة المؤتمر الشعبي وأموال الشعب السوداني التي نهبت ودعم الاخوان المسلمين في مصر وغيرها من البلاد، وبعدما فشل اخراج الفصل الثالث بعد سقوط التنظيم الام استدرك ان عليه تغير الخطة فكان الاندماج مرة اخرى بين الشعبي والوطني، حينما ادرك ان سقوط الانقاذ تعني نهايتهما معا ... لذلك تجد تلاميذ الترابي والحواريين من حوله اشد عنفا مع الاسلاميين الذين رفضوا الفصل الثالث من تمثيليته .... ويزعم كذباً الترابي انه نصح الاخوان بمصر بعدم الانقلاب ضد الشريعية وان ما تم في السودان قبل 25 عاما كان خطأ ... وأنهم لم يستمعوا للأخ الصغير او لتجربته ... ويرى ان اصحاب الانقلاب الانقاذي الاساسيين لم يتيسر لهم الحكم ... ولو قرأ الترابي التاريخ السوداني لعلم ان الانقلابات العسكرية اول ما تأكل ... تأكل بنيها ولما احتاج للتجربة بنفسه ليهديها لمصر. والترابي بعد كل تلك الدماء التي سكبها بنفسه وعبر تلاميذه .... يريد من السودانيين ان يعفوا عما سلف، وينسى قوله تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [email protected]