الخرطوم- كشفت عائلات نشطاء وطلبة جامعيين معتقلين لدى جهاز الأمن والمخابرات السوداني عن تعرُض أبنائهم لتعذيب "وحشي" على أيدي قوات الأمن بالمعتقل، وحمّلت الجهاز مسؤولية السلامة البدنية والنفسية لأبنائها. وذكرت والدة المعتقل تاج السر جعفر، صباح عثمان، "إنها وجدت – خلال زيارتها لابنها في معتقل جهاز الأمن –آثار التعذيب والسياط على ظهره، وتورما في وجهه ويديه"، مضيفة "إنه لا يستطيع الوقوف لفترة طويلة نتيجة التعذيب". من جهتها أكدت والدة المعتقل محمد صلاح، زينب بدرالدين، أن ابنها يعاني من عدة أمراض، ولم تسمح له الأجهزة الأمنية بتناول الأدوية، مضيفة "لاحظت على ابني آثار ضرب على وجهه، ورأيت ربطة طبية على رجليه"، وتابعت "ابني ضرب بقصد التصفية". وحمّلت بدرالدين، جهاز الأمن مسؤولية السلامة الجسدية لابنها وجميع المعتقلين. وطالبت أسر المعتقلين، الخبير المستقل لحقوق الإنسان الموجود حاليا في السودان بزيارة معتقلات جهاز الأمن في الخرطوم بحري، القريبة من موقف شندي. واعتقلت السلطات الأمنية، النشطاء الطلابيين، محمد صلاح محمد عبدالرحمن، وتاج السر جعفر تاج السر، ومعمر مكي، في الثاني عشر من مايو الماضي، على خلفية احتجاجات ومظاهرات طلابية شهدتها جامعة الخرطوم، ولم تسمح لأسرهم بزيارتهم إلا بعد أكثر من شهر من اعتقالهم. وفي سياق آخر، غير بعيد عن تجاوزات نظام البشير أعلن حزب المؤتمر السوداني المعارض، عن رفضه مبادرة وساطة لإطلاق سراح رئيس الحزب إبراهيم الشيخ المعتقل منذ الثامن من يونيو الجاري، على خلفية انتقادات كان قد وجهها في ندوة جماهرية إلى قوات "الدعم السريع" المعروفة شعبيا بالجنجويد. وقال نائب الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني، مالك أبوالحسن، إن حزبه رفض تقديم مذكرة تتضمن اعتذارا لجهاز الأمن، واعتبر أن القضايا القومية لا يمكن أن تحل عبر التسويات و"الجوديات". وذكر أبو الحسن في مؤتمر صحفي بالخرطوم عقب إطلاق سراح الصادق المهدي "أبلغت رئيس الحزب المعتقل بتحركات لجنة الوساطة التي أطلقت سراح المهدي، إلا أنه رفض وقال إنه لن يعتذر أو يتراجع عن أية كلمة قالها".