يبدو ان مهنة الصحافة باتت مهنة "الكذابين"، فبعد الخبر المسرب (الفساد يتخطى الحدود)، طلعت علينا صحيفة"الجريدة" بكذبة (بلغاء) ان المؤتمر الوطني اكتسح انتخابات الجالية في قطر ب(1707) صوتا مقابل (701) للمعارضة مجتمعة فيما حازت قائمة المستقلون عى(127) صوتا. والصحيح ان الانتخابات لم تجر اساسا حيث اعلنت السفارة في بيان نشرته(الشرق) الاثنين الماضي 23 يونيو الفوز بالتزكية عدا فئة الشرطة. ولم يشارك المنبر الديمقراطي، في ظل خرق النظام الاساسي بقرار يتعارض مع النظام الاساسي بتعديل المقاعد لصالح "فئة" لا تؤمن بالديمقراطية واحترام القانون. ياتي ذلك في الوقت الذي لا تزال "الازمة القانونية" قائمة اذ تم خرق النظام الاساسي لسنة 2005 بواسط قرار "معيب" اصدر السفير، نتيجته تعديل عدد المقاعد، وهو اختصاص حصري لمجلس الجالية وليس السفير او لجنة الانتخابات، فضلا عن شطب فئات ( الاطباء والصيادلة واساتذة الجامعات والزراعيين ورجال الاعمال) وتوزيع مقاعدها على فئات حشد ( الوطني) عضويته فيها. وضمت قائمة المرشحين 46 مرشحا من الوطني والمتحالفين مع ( المحمدية) . وسيعين السفير 4 اعضاء ليكون عدد اعضاء المجلس 50 عضوا. من جهتها، تمسكت لجنة التسيير برئاسة د. عثمان بشير،بالمسار القانوني في مواجهة خرق النظام الاساسي،وعدم شرعية الانتخابات وما تمخض عنها.وضرورة اعادة الامور الى وضعها الطبيعي باجراء انتخابات حرة ونزيهة باحترام النظام الاساسي . اما موفد جهاز المغتربين ، فكانت مهمته استلام تقرير لجنة الانتخابات، خلال حفل السفارة مساء الاربعاء 25 يونيو،اما توصيته- حسب الجريدة- ب"بضرورة تحقيق التوافق بين الجميع والحرص على عدم اقصاء اي فرد"،فهذا ذر للرماد في العيون، فالاقصاء تحقق ، والانقسام قد وقع تحت سمع وبصره ، وبحضوره يكون شاهدا، ولو كانت مهمته استلام مجرد (تقرير)، فكان عليه ان ينتظره في مكتبه بالخرطوم ليصله بالبريد او الحقيبية الدبلوماسية !