صادف يوم أمس التاسع من يوليو الجارى الذكرى الثالثة لأنفصال جنوب السودان والذى يحتفل به أبناء الجنوب على اساس انه ذكرى الأستقلال ، وعلى كل حال تأتى هذه المناسبة وجنوب السودان يخوض أنهارا من الدماء جراء الصراع على السلطة والذى تفجر فى منتصف ديسمبر من العام المنصرم 2013. ذكرى الأنفصال أو الأستقلال تلقاها شعب جنوب السودان بحزن كبير قلما يوجد مثيله ، فأحلام الأمن والعيش الرغيد والرفاهية فى حضن الوطن ذهبت مع الريح واصبح أكثر من مليونى جنوبى وفى غضون ثلاث سنوات من الأنفصال مشردين ولاجئين الى دول الجوار يخلفون وراءهم احلام الوطن الذى سلبته اطماع السلطة . تأبين الأستقلال:- (شعب الجنوب في حفل تأبين لاستقلالهم) بهذه العبارة استهل ادوارد لينو رئيس الاستخبارات السابق في الجيش الشعبي حديثه لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية واشار الى ان التابين هو افضل وصف وليس اقامة إقامة مهرجانات ، وقال : أن جنوب السودان يعيش أسوأ أوضاعه بعد استقلاله عن السودان ، واضاف لينو إن الأطراف المتحاربة لا تملك رؤية حقيقية لمستقبل البلاد وستظل أحلامنا موجودة بالتمسك بالمستقبل وتطبيق رؤية الراحل قرنق في السودان الجديد وجنوب السودان الجديد خاصة أن الدولتين تعانيان الحرب الأهلية، ولكن سيأتي جيل جديد سيتمسك بهذه الرؤية»، مشددا على أن حزب الحركة الشعبية سيظل هو الحزب الوحيد الذي يمكن أن يقود البلاد . الذكرى الثالثة مآسى انسانية :- بحسب تقارير اممية فان الذكرى الثالثة لأنفصال جنوب السودان تأتى وقد خلفت حرب سلفا مشار أكثر من 1.5 مليون جنوبى متشرد إلى جانب مقتل عشرات الآلاف، الأمر الذي فاقم الخصومات بين مختلف قبائل البلاد، الى جانب شبح مجاعة يلوح فى الأفق فى غضون الأشهر القادمة . كما يستقبل أكثر من 30 ألف شخص، معظمهم من قبيلة النوير التي ينتمي إليها رياك مشار، الذكرى الثالثة للانفصال في المعسكرات التي لجؤوا إليها، تحت حماية الأممالمتحدة في جنوب السودان، وواحدة منها قرب مكان الاحتفال في جوبا، وقد لجأوا إليها بعد المعارك العنيفة التي اندلعت في الخامس عشر من ديسمبر الماضي. ويرى مراقبون ان النزاع بين الطرفين قضى على التقدم القليل الذي تحقق منذ الانفصال في هذا البلد الفتي الذي انطلق من الصفر على الرغم من أنه يملك ثروة نفطية تعتبر مورده الوحيد. وبحسب تقارير صحفية فقد دقت الوكالات الانسانية ناقوس الخطروقالت ان المجاعة تهدد حوالى اربعة ملايين شخص، اي ثلث السكان الذين عزل قسم كبير منهم بسبب الامطار التي تعطل حركة السير على الطرق. ومع تعثر مباحثات السلام في اديس ابابا ، تقوم اللجنة الدولية للصليب الاحمر منذ ابريل الماضى بالقاء المواد الغذائية من الجو في ليير بولاية الوحدة. والمرة الاخيرة التي استخدمت فيها مثل هذه الطريقة كانت في 1998 في افغانستان. مظاهر الأحتفال :- قال شهود عيان لوكالات اخبارية: "إن عدة مدن في جنوب السودان خلت من مظاهر الإحتفال بذكرى الاستقلال، عدا بعص الملصقات، ولا شيء يدل على الاحتفالات في الشوارع كما حصل خلال العامين الأخيرين ". وكانت الذكرى الثانية للأنفصال العام المنصرم شهدت العاصمة استعراضاً عسكرياً وخطاباً رسمياً عند النصب التذكاري للزعيم جون قرنق. ويرى شباب جنوبيون تحدثوا للمستقلة امس ان ذكرى الأستقلال هذا العام تاتى حزينة فقد فقدت الكثير من العائلات اشخاصا اعزاء اثناء الحرب كانوا يقاسمونهم حلم الوطن الكبير وجاءت هذه العائلات الى الخرطوم التى غادرتها وهى تمنى نفسها بحلم الوطن الجديد ويقولون ان الذكرى هذا العام تختلف كليا عن العام الماضى اذ يخيم الحزن والدمار على الدولة الوليدة . [email protected]