* لمن ﻻ يعرف قصة محمود الكذاب ، كان محمود راعيا استأجره اهل القرية ليرعى اغنامهم ، وكلما احس صاحبنا بالزهج والضيق يبدأ في الصراخ ، هجم النمر هجم النمر ، فيسرع اهل القرية بالعصى والاسلحة بحثا عن النمر ولكن ﻻ يجدون سوى ضحكات محمود الراعي ، وتكررت الحادتة عدة مرات ليﻻ ونهاراً ، وجاء يوم وهجم النمر فعﻻ على الاغنام وصرخ محمود هجم النمر هجم النمر ، ولكن دون جدوى ، فهذه المرة لم يصدقه احد ، وقطعا لن ننتظر جميعا ما حدث لمحمود والاغنام ، وقد يقول قائل ان الخطأ هو خطأ اهل القرية ، فلماذا تركوا له اغنامهم بعد ان اكتشفوا كذبه ؟ ولماذا لم يأتوا بالراعي السوداني الطيب الأمين ليرعاها لهم ؟ وهنا السؤال منطقي جداً وفي محله تماماً .. !! * وفي واقعنا ما أكثرهم امثال محمود الكذاب ، وما اشبه احزابنا بأهل القرية ، فكل يوم نسمع صراخ هجم النمر ( الحوار الوطني ) ويخرج قادة الاحزاب مصدقين الهتافات ولكن يعودون بخفي حنين حاملين خيبة الأمل والاحباط ، ثم يعاودون الكرة مرة اخرى مصدقين هتافات الحوار الوطني الكاذبة ، وﻻ جديد في الساحة وﻻ جدية من قبل الحزب الحاكم في الحوار ، وبعد ان فشل في تهيئة الساحة لإستقبال الحوار الوطني الحقيقي ، بدأ في العزف على وتر الانتخابات والشرعية وهلم جرا ، وهو يعلم تماماً عدم شرعيته وعدم شرعية الحكومة والبرلمان وحتى الدستور الحالي ، ويعرف ان الانتخابات لن تخرجه من نفق الازمة الحالية ، ويعلم ان الدولة انهارت تماماً لدرجة تصدير اناث الضان والفشل في توفير مياه الشرب للمواطن و نقل الاموال العامة في الاكياس عبر المطارات بطرق غير قانونية لانهيار الجهاز المصرفي للدولة والاعتقالات اليومية ومصادرة الصحف .. الخ .. من المهازل اليومية ، ورغم هذا ما يزال يتحدث عن الحوار الوطني والوفاق ، ولكن على ما يبدو فعﻻ هجم النمر هذه المرة ، ولكن بعد فوات الاوان ، وقطعا لن تسألوا عن نهاية الحكاية هذه المرة أيضا وعن مصير محمود والاغنام .. !! صحيفة الجريدة