القاهرة - اطلقت قوات الامن الليبية غازات مسيلة للدموع مساء الاحد في طرابلس لتفريق متظاهرين معارضين للنظام في احد أحياء العاصمة، على ما افاد احد سكان الحي في اتصال هاتفي اجري معه. وقال الشاهد طالبا عدم كشف هويته "هناك تظاهرات. نسمع شعارات معادية للنظام واصوات اطلاق نار. لقد اجتاحت الغازات المسيلة للدموع المنزل".وقال شاهد اخر لفرانس برس انه راى في المساء اطارات مشتعلة في الحي الواقع عند المدخل الغربي لطرابلس. ونقلت الشبكة العنكبوتية صورا لسيارات محروقة في قلب طرابلس كما اتصل بقناة الجزيرة معتصمون في الساحة الخضراء التي صارت منذ ليلة امس الى "ميدان تحرير " على غرار ما جرى في القاهرة وقتل ما لا يقل عن 173 شخصا في ليبيا منذ بدء حركة الاحتجاج ضد نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الثلاثاء كما افادت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان، وقد سقطت غالبيتهم في بنغازي ثاني مدن ليبيا الواقعة على بعد الف كلم شرق طرابلس. وافاد شهود اتصلت بهم وكالة فرانس برس ان مواجهات دامية وقعت السبت في مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم شرق العاصمة. ومع وصول قطار الثورة الى طرابلس دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون مساء الاحد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لتلبية تطلعات شعبه "المشروعة" والتوقف "فورا" عن استخدام العنف ضد المتظاهرين المسالمين. واعلنت اشتون في بيان باسم الاتحاد الاوروبي نشر اثر عشاء عمل مع وزراء الخارجية الاوروبيين "يجب تلبية تطلعات الشعب وطلباته المشروعة من اجل الاصلاح من خلال حوار منفتح ومهم بادارة ليبية". وتابعت "ان الاتحاد الاوروبي يدعو السلطات الى التحلي بضبط النفس والهدوء والامتناع فورا عن اللجوء مجددا الى العنف ضد متظاهرين مسالمين". ودعت الى "احترام وحماية" حرية التعبير وحق التجمع، والى التوقف "فورا عن قطع شبكة الانترنت وشبكات الهواتف النقالة". وتابع البيان ان "الاتحاد الاوروبي يدعو ايضا السلطات الى السماح لوسائل الاعلام بالعمل بحرية في جميع انحاء البلاد". وقتل ما لا يقل عن 173 شخصا في ليبيا منذ بدء حركة الاحتجاج ضد نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الثلاثاء كما افادت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان، وقد سقطت غالبيتهم في بنغازي ثاني مدن ليبيا الواقعة على بعد الف كلم شرق طرابلس، فيما بدات التظاهرات تطاول العاصمة مساء الاحد. وكانت اشتون طالبت لدى وصولها الى اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل المخصص للوضع في العالم العربي، بوقف "اعمال العنف" في ليبيا معربة عن "قلقها" للوضع في البلاد. ورفضت تهديد السلطات الليبية بتعليق التعاون مع الاتحاد الاوروبي لمكافحة الهجرة السرية اذا استمر في انتقاد موقف طرابلس من التظاهرات في البلاد. قبيلة ورفلة وضباط ليبيون ينضمون الى المنتفضين والقتلى والجرحى بالمئات لندن - بنغازي - القاهرة - اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الاحد ان 223 شخصا على الاقل قتلوا في ليبيا منذ بدء حركة الاحتجاج على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي الثلاثاء جاء ذلك على لسان مندوبة المنظمة في القاهرة وقال توم بورتيوس مدير هيومن رايتس ووتش في لندن لفرانس برس ان "هذه حصيلة لا تزال غير مكتملة وضعت استنادا الى مصادر طبية جرى الاتصال بها في شرق ليبيا" في اربع مدن احداها بنغازي.ورغم هذه الخسائر او ربما بسببها أنضمت ورفلة اكبر قبائل ليبيا الى ثوار الانتفاضة وخرج شيوخ زنتان علنا للتحريض غلى اسقاط العقيد القذافي وفي اعتراف من النظام بتجرؤ المتظاهرين على رموزه اعلن رئيس تحرير صحيفة قورينا الليبية رمضان البريكي الاحد ان متظاهرين مناهضين للسلطات اقتحموا مكاتب صحيفة قورينا المقربة من سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال البريكي في اتصال مع فرانس برس ان "عشرة اشخاص اقتحموا مكاتبنا وطلبوا منا مغادرة المكان". وقدمت هذه الصحيفة خلال الايام القليلة الماضية تغطية وافية للاحداث التي تهز عدة مناطق ليبية واوضح انه "استنادا الى مصادر طبية في ليبيا فان الجروح ناجمة عن اصابات بالسلاح الثقيل". وقد تأكد انضمام عبد الحميد يونس من قوات الصاعقة الى الانتفاضة كما اعترف مصدر امني ليبي بانضمام عسكريين الى المنتفضين ضد القذافي في درنة وقال المصدر الامني طالبا عدم الكشف عن هويته ان "مجموعة من الشباب القاطنين بمدينة درنة (1200 كلم شرق طرابلس) قاموا الاربعاء باقتحام مسجد الصحابة وسيطروا عليه ثم استخدموا مكبرات الصوت فيه لتأجيج مشاعر السكان وحث المواطنين على العصيان". واضاف ان "المجموعة الارهابية" يقودها "سفيان القومي، السائق السابق لبن لادن وعبد الحكيم الحصادي وانيس هويدي". واكد المصدر ان هذه "العناصر الارهابية افرجت عنهم مؤسسة القذافي منذ اقل من سنة". واضاف ان المجموعة "اقتحمت الخميس مخزنا للسلاح تابعا لحماية درنة العسكري وحصلوا منه على 250 بندقية مختلفة الانواع بعدما قتلوا اربعة جنود داخل مواقعهم وجرحوا 16 جنديا آخر". واضاف ان "عقيدا من ضباط الشعب المسلح (الجيش) اسمه عدنان النويصيري انضم الى التشكيل وقام بتزويدهم بقاذفة آر بي جي وثلاثة رشاشات ام كي و70 بندقية كلاشنيكوف". وتابع "بعدها انطلق الجميع يستعرضون قوتهم في المدينة". واكد المصدر الامني ان عناصر المجموعة "اقتحموا الجمعة ميناء درنة البحري واستولوا على 70 سيارة بينها سيارات رباعية الدفع، هاتفين "حي على الجهاد". وفي اول ردود الافعال الاوروبية دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون مساء الاحد الى "وقف اعمال العنف" في ليبيا، معربة عن "قلقها" من تدهور الاوضاع في هذا البلد حيث اسفر قمع السلطات للمتظاهرين المناوئين للنظام وفي ما يبدو انه عملية ابتزاز اعلنت الرئاسة المجرية للاتحاد الاوروبي الاحد ان السلطات الليبية استدعت ممثل الاتحاد الاوروبي في طرابلس وابلغته تهديدها بوقف تعاونها مع الاتحاد في مكافحة الهجرة السرية اذا استمر في "تشجيع" التظاهرات الاحتجاجية التي تعم البلاد. وقال المتحدث باسم الرئاسة المجرية للاتحاد الاوروبي غيرغلي بولنر لفرانس برس "الخميس استدعي السفير المجري في طرابلس وابلغ بانه اذا استمر الاتحاد الاوروبي في تشجيع المتظاهرين ستعلق ليبيا تعاونها في مجال مكافحة الهجرة السرية". وتتولى المجر الرئاسة الدورية للاتحاد منذ مطلع السنة وحتى نهاية حزيران/يونيو. واضاف انه بعد استدعاء سفير المجر "تلقى الممثلون الاوروبيون الاخرون في طرابلس الرسالة نفسها". واكدوا بذلك معلومات اوردتها صحيفة "لوموند" الفرنسية على موقعها الالكتروني. وكانت السلطات الليبية تعتزم التعبير عن "استيائها" بعد دعوة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الى احترام "حرية التعبير" في البلاد التي تواجه موجة احتجاج غير مسبوقة منذ وصول القذافي الى سدة الحكم. وكانت اشتون دعت ايضا على لسان المتحدثة باسمها طرابلس الى "الاصغاء" الى المتظاهرين وتفادي الجوء الى "العنف". وفي بروكسل اعرب الوزير الالماني المكلف الشؤون الاوروبية فيرنر هوير مساء الاحد عن "استنكار" حكومته لاعمال العنف وقمع المتظاهرين في ليبيا والتي اوقعت ما لا يقل عن 173 قتيلا منذ الثلاثاء بحسب منظمة غير حكومية. وقال الوزير لدى وصوله الى اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل "نراقب بقلق ونستنكر العنف الذي تستخدمه السلطات في ليبيا ودول اخرى" في المنطقة بحق المتظاهرين. واضاف ان الوزراء الاوروبيين سيدرسون الوضع عن كثب والخطوات الواجب اتخاذها لمواجهته. هذا وقد اعتبر وزير الشؤون الاوروبية في فرنسا لوران فوكياز الاحد ان اعمال القمع العنيفة التي تقوم بها السلطات ضد المتظاهرين في ليبيا "غير مقبولة" منددا باستخدام السلطات الليبية "القوة المفرطة". وقال الوزير لدى وصوله الى عشاء عمل مع وزراء خارجية اوروبيين في بروكسل خصص للوضع في العالم العربي ان "فرنسا قلقة للغاية لما يحدث" في ليبيا. واضاف امام الصحافيين "ان الانباء التي تردنا (من ليبيا) والقتلى (...) غير مقبولة بتاتا". وتابع "علينا الاشارة الى ان ليبيا انضمت الى معاهدة الحقوق المدنية والسياسية فلتحترم واجباتها ولا تلجأ الى القوة المفرطة التي نشهدها الان منذ اكثر من 48 ساعة" في البلاد. واوضح ان "لاوروبا مسؤولية في هذا الاطار، كل ذلك يتعلق بحقوق الانسان". وفي تطور جديد نصحت وزارة الخارجية الالمانية المواطنين الالمان بعدم السفر الى ليبيا "بسبب الاوضاع المتوترة" في هذا البلد، وناشدت رعاياها الموجودين هناك المغادرة اذا كانت مغادرتهم "ممكنة وآمنة". وقالت الوزارة على موقعها الالكتروني انها تحذر خصوصا من السفر الى شرق ليبيا ولا سيما الى مدن بنغازي والبيضاء ودرنة وطبرق، مشيرة الى انه "في شرق البلاد افيد عن وقوع هجمات تشنها عصابات اجرامية". وعقدت خلية ازمة في الوزارة حول ليبيا اجتماعا جديدا الاحد، وقال المتحدث باسم الخارجية الالمانية ان برلين "تتابع الوضع بكثير من الانتباه". ويستعد العديد من الدول الغربية لاجلاء رعاياه من ليبيا في حين بدأت تركيا هذه الخطوة السبت حيث اجلت حوالى 250 تركيا.
