قالت منظمة هيومان رايتس ووتش، إن 233 شخصاً على الأقل قتلوا في التظاهرات التي اجتاحت مدناً عديدة في ليبيا منذ يوم الخميس الماضي، في وقت أكد فيه شهود عيان تصاعد وتيرة الاحتجاجات بالعاصمة الليبية طرابلس. وأفاد شهود العيان بأن متظاهرين اقتحموا مبنى تلفزيون وإذاعة حكوميين، وأحرقوا مراكز للشرطة ومقرات حكومية في طرابلس بينها مقر الحكومة المركزي. وقالت وكالة "رويترز" إن ثمة حريقاً كبيراً اندلع في مبنى الحكومة المركزي المعروف باسم اللجنة الشعبية العامة في العاصمة الليبية. وبحسب شهود عيان، فقد تجمع محتجون مناهضون للحكومة في شوارع العاصمة طرابلس، بينما أعلن زعماء قبليون انضمامهم للحركة الاحتجاجية ضد نظام العقيد معمر القذافي بعد أن انضمت وحدات في الجيش للمعارضة، مما فرض شكوكاً قوية حول قدرة القذافي على كبح جماح واحدة من أدمى الثورات التي تهز العالم العربي. وأضاف الشهود أن ثمة انسحاباً واضحاً للسلطات الأمنية من مدينة طرابلس يوم الإثنين فيما احترقت غالبية مراكز الشرطة في العاصمة. مئات القتلى من ناحيتها، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش، إن 233 شخصاً على الأقل قد قتلوا في ليبيا منذ يوم الخميس الماضي الذي اندلعت فيه الاحتجاجات الواسعة ضد حكم القذافي، مشيرة إلى أن 60 قتيلاً سقطوا الأحد في مدينة بنغازي لوحدها. وأضافت المنظمة أنه "في بنغازي أفاد طاقم مستشفى الجلاء أنهم أحصوا 50 قتيلاً يوم الأحد الماضي في حين أحصى مستشفى 7 أكتوبر عشرة قتلى في اليوم نفسه، ما يعني أن حصيلة القتلى الذين سقطوا في بنغازي في 20 فبراير بلغت 60 قتيلاً". يذكر أن بنغازي هي ثاني كبرى المدن، وهي تقع على مسافة ألف كلم شرق العاصمة طرابلس، وتعد معقل الحركة الاحتجاجية ضد النظام، وقد سجل فيها أكبر عدد من الضحايا حتى الآن. استقالة دبلوماسيين في غضون ذلك، قال السفير الليبي في الهند على العيساوي يوم الإثنين، إنه استقال من منصبه احتجاجاً على القمع العنيف الذي يمارسه النظام الليبي ضد المتظاهرين المناوئين له. واتهم العيساوي نظام العقيد معمر القذافي "باستخدام مرتزقة أجانب ضد الليبيين" المناوئين لنظامه والمطالبين بتخليه عن السلطة بعد 42 عاماً. وقبيل ذلك، أعلن الدبلوماسي الليبي في الصين حسين صديق المصراتي استقالته، كما دعا كل أفراد السلك الدبلوماسي الليبي إلى الاقتداء به. وأعرب المصراتي، أيضاً، عن أمله في تدخل الجيش، مشيراً إلى أن الزعيم الليبي معمر القذافي قد يكون "غادر ليبيا". وكان مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية عبدالمنعم الهوني، قد أعلن أمام الصحافيين يوم الأحد، استقالته هو الآخر للانضمام إلى "الثورة" احتجاجاً "على عمليات القمع والعنف ضد المتظاهرين" في ليبيا. إجلاء الأوروبيين يأتي هذا بينما يعتزم الاتحاد الأوروبي إجلاء رعاياه من ليبيا وخصوصاً من مدينة بنغازي، كما أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث يوم الإثنين. وقالت الوزيرة الإسبانية على هامش اجتماع مع نظرائها الأوروبيين في بروكسل "إننا قلقون للغاية، وننسق عملية إجلاء محتملة لمواطني الاتحاد الأوروبي من ليبيا وخصوصاً من بنغازي". وكانت النمسا أعلنت يوم الأحد إرسال طائرة عسكرية إلى مالطا لإجلاء محتمل لرعاياها والرعايا الأوروبيين من ليبيا أو بلدان عربية أخرى تهب فيها رياح ثورية منذ عدة أيام. وعلى العكس من ذلك، أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية لوران فوكييه يوم الإثنين، أنه "لا توجد تهديدات مباشرة حتى الآن" تستدعي إعادة 750 فرنسياً مقيمين في ليبيا إلى ديارهم. وأصدر اجتماع وزراء الشؤون الخارجية والأوروبية في دول الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين مسودة بيان تدين قمع السلطات الليبية للمتظاهرين.