سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من أجل تقسيم الوطن..أديس أبابا تحتضن مفاوضات مهمة تتعلق بترتيبات ما بعد استفتاء تقرير مصير الجنوب. الأمم المتحدة تدعو السودانيين إلى تفادي \"الطلاق الدموي\"
يجري شريكا الحكم في السودان حزب "المؤتمر الوطني" و"الحركة الشعبية" غدا، مفاوضات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تتعلق بترتيبات ما بعد الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان. وتلتئم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا مفاوضات مهمة تتعلق بترتيبات ما بعد استفتاء سكان الجنوب على حق تقرير مصيرهم والقضايا العالقة المتمثلة في عائدات النفط حيث ينتج النفط في الجنوب لكنه ينقل للخارج عبر الشمال، إضافة إلى أوضاع ملايين الجنوبيين بعد الانفصال والجنسية والديون الخارجية وأصول الدولة، وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب. في سياق متصل، نقل مصدر صحفي عن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان هيلي منكريوس "إن تنفيذ اتفاقية السلام الشامل قد وصل لمراحله الأخيرة باستعداد طرفي الاتفاقية لإجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوب". وأضاف "حدث هذا الأمر دون وجود خروقات كبيرة من الجانبين في الفترة الفائتة". وكشف عن توصل الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني لاتفاق حول أعضاء لجنة الاستفتاء لجنوب السودان لكنهم فشلوا في التوصل لاتفاق حول مفوضية استفتاء منطقة ابيي". ودعا منكريوس خلال مخاطبة للسودانيين في الولاياتالمتحدة إلى تفادي "الطلاق الدموي". إلى ذلك ذكرت مصادر دبلوماسية أن الرئيس البشير سيقوم بأول زيارة له لتشاد المجاورة منذ سنوات يلتقي خلالها بنظيره إدريس ديبي. كان ديبي قد زار الخرطوم في مايو الفائت واتفق الطرفان على طي صفحة الخلافات. وبادر ديبي بتقديم حسن النوايا بمنع رئيس العدل والمساواة خليل إبراهيم من عبور الأراضي التشادية إلى دارفور، ووجد الأمر استحساناً من الخرطوم، ويتوقع أن يبحث الطرفان السلام في دارفور وتأمين الحدود المشتركة، وتطوير العلاقات الثنائية. والجدير بالذكر أن العديد من القادة الجنوبيين المنتمين للحركة الشعبية لتحرير السودان «حركة التمرد السابقة» حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير بتأجيج الصراعات القبلية بين مكونات جنوب السودان، لعرقلة تنفيذ الاستفتاء، الذي من المتوقع أن تكون نتيجته انفصال جنوب السودان وتأسيسه لدولة مستقلة ستكون الأحدث في بين دول العالم. وأشار ياسر عرمان رئيس قطاع الشمال في الحركة الشعبية في حديث سابق إلى أن حكومة البشير جنت من وراء الجنوب نحو 18 بليون دولار تمثلت في إيرادات النفط وجزء من المساعدات الدولية، لذا فالحكومة السودانية في الشمال لا ترغب في تنفيذ الاستفتاء الذي قد يحرمها من تلك الأموال. وشهد العام 2009 والنصف الأول من العام 2010 اشتباكات بين قبيلة الدينكا الأكبر في الجنوب والتي يسيطر أبناؤها على الحركة الشعبية ومؤسسات حكومة الجنوب «ينتمي إليها رئيس حكومة الجنوب ونائب الرئيس السوداني سيلفا كير ميارديت»، وبين قبيلتي النوير والشلك، اللتين تشكوان من التهميش وسيطرة الدينكا، حيث سقط آلاف القتلى من جميع الأطراف، فضلا عن نزوح أعداد أكبر عن منازلهم. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد شهدت المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب مواجهات في منطقة أبيى الغنية بالنفط، والمتنازع عليها من الجانبين «صدر حكم تحكيم يعطي المراعي للجنوب، ومناطق النفط للشمال». ويتخوف الكثيرون من عدم وفاء البشير بتعهداته بشأن تقرير المصير، حيث ترى المعارضة السودانية أن الغرب أسبغ على البشير الشرعية في انتخابات «لم ترق إلى المعايير الدولية» بحسب مركز كارتر لدراسات السلام، مقابل أن ينظم الرئيس السوداني الاستفتاء الذي من المرجح أن يؤدي لدولة مستقلة في جنوب السودان.