في مؤشر علي تصاعد القتال في ولاية شرق دارفور وخروجه علي السيطرة شرعت الخرطوم في إرسال طائرات قالت إنها لرصد ومتابعة مقاتلي قبيلتي المعاليا والرزيقات الذين إنخرطوا في جولة جديدة من المعارك اسفرت عن مقتل وجرح مئات الاشخاص من الطرفين. وكشف والى ولاية شرق دارفور اللواء الطيب عبدالكريم ، عن أن حصيلة ضحايا الصراع بين قبيلتى المعاليا والرزيقات التى إندلعت بمنطقة أم اركوبة بمحلية أبوكارنكا من طرف المعاليا بلغ 28 قتيلاً و 18 جريحاً ، ومن طرف الرزيقات 26 قتيلاً و 57 جريحاً. وقال عبدالكريم، خلال تصريحات صحفية، أنه أبلغ القيادة العليا فى الدولة بتطورات الوضع فى ولايته ، مؤكداً بأن الخرطوم تعهدت بالتعاون مع حكومته لتلافى أية مواجهات مسلحة بين افراد القبيلتين. وزاد "تلقيت دعماً عسكرياً من الحكومة قوامه ثلاث طائرات للرصد والمتابعة لحراك المتفلتين من افراد القبيلتين". بجانب دعم آخر فضل الكشف عنه فى حينه ، حسب قوله. وطالب الوالى طرفى الصراع بفض التجمعات منعاً لأى مواجهات والإنصراف لأعمالهم الخاصة واللحاق بالموسم الزراعى، كما دعا مواطنيه للإنصياع لصوت العقل وإيقاف شلالات الدماء. وأضاف عبدالكريم إن اسباب الصراع الأخير واهية "بسبب جمل وحصان وحمار" من منطقة أم راكوبة تتبع آثارها أصحابها بيد أنهم وقعوا ضحية كمين من الجناة . وتشهد دارفور منذ العام الماضي نزاعات دموية قتل فيها الآلاف واغلبها بين افراد من القبائل العربية التي كانت تؤيد الحكومة في السابق. ويري محللون ان للاجهزة الامنية يدُ في تأجيج الصراعات لإستهلاك والحد من قوة مسلحي القبائل العربية الذين باتوا يتذمرون من تهميش الخرطوم لهم وشح الاموال التي تقدمها لهم بالمقارنة مع السنوات الاولي لازمة دارفور. وتعتبر قبائل الرزيقات من اكبر قبائل دارفور تاريخياً وزادت اعدادها منذ إندلاع ازمة دارفور وإنضمام مجموعات (الابالة) تحت إمرة نظارتها، فيما تعتبر المعاليا من القبائل الصغيرة عدداً إلا أن افرادها لهم مقدرة كبيرة علي القتال والمواجهة. وترتبط القبيلتان بصلات وجذور اجتماعية قديمة إلا ان نزاعهما علي الاراضي بدأ منذ الستينيات بنزاعات محدودة وتصاعد لاعلي معدلاته خلال الفترة الماضية. وساندت الاجهزة الحكومية الطرفين في فترات مختلفة ضد بعضهما وتبدو اكثر انحيازاً في الصراع الاخير لقبيلة الرزيقات التي تساهم بالعدد الاكبر ضمن قواتها مقارنةً بالقبائل الاخري. ومن المتوقع ازدياد حدة الصراعات القبلية بدارفور في ظل تناقص الموارد وإتساع رقعة الجفاف وضعف سلطة الدولة.