الطيب مصطفى.. (غفلة) في زمن الإنتباهة محمد عبدالقادر صحيفة الرأي العام إحتكار القوامة التى تمنحك تفويضاً مطلقاً لتوزيع صكوك المهنية والوطنية على هذا وحجبها عن ذاك، بات سلوكاً رائجاً هذه الأيام، فكثير من الناس يعتقد أنه يعيش وسط البشر بتفويض سماوى ملكه ختماً أحمر يمنح هذا بكالوريوس الوطنية ويشيع ذاك بماجستير الخيانة السياسية والمهنية. الباشمهندس الطيب مصطفى رجل نحترمه كثيراً، لكنه أخطأ بحقنا فى زفراته الحرى بأخيرة (الإنتباهة) - وهو يعيب علينا وصحيفة أخرى مهنية ومحترمة - إبراز مطالبة موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية، للجيش المصري بإخلاء حلايب - ومضى إلى أكثر من ذلك بوصفه إبراز الخبر بالضعف المهني وإيعازه بأن النشر فى هذه الظروف نوع من عدم الوطنية. حديث السيد موسى محمد أحمد بثته قناة «الشروق» التى يعرف الباشمهندس توجهاتها جيداً ولا يمكن أن يصفها بعدم الوطنية، جاء فى توقيت مهم وحساس للغاية، استصحب ضرورة أن تكون حلايب جزءاً من إصلاحات أخطاء مبارك، ومن حق موسى أن يطالب بهذا الأمر بوصفه رئيساً لتنظيم البجا غض النظر عن تقييمنا لهذه المطالبة فى هذا الظرف. وليت الباشمهندس أفرد من التعزيزات المهنية ما يمكن أن يقنعنا بضعف هذا الجانب فى ممارستنا للصحافة، لكنه بدا حريصاً على العلاقة بالنظام الجديد فى مصر مقابل التخلي عن مثلث حلايب، أو هكذا طلب منا أن نفعل مع أن المادة التى ينتقدها الباشمهندس كانت خبراً نقلته (5) صحف، ومن حق موسى أن يعبر عن ما يريد طالما أنه مسؤول فى هذا البلد، ومن حق الصحافة المهنية أن تبرز من حديثه ما يلائم الظرف فى إطاره السياسي والموضوعي بعيداً عن الوصاية على ما قال، والا فكيف تكون عدم المهنية، هل بإخضاع الخبر لمعاييره المعلومة أم بتوظيفه للتشفي فى نظام مبارك وتحسين العلاقة مع القادمين الجدد حتى ولو كان الأمر على حساب السيادة الوطنية. عزيزي الباشمهندس الطيب مصطفى، سنعتبر ما قلت به (غفلة) فى زمن الانتباهة، ولن نتحدث عن مهنية صحيفتكم وطبيعة أخبارها التى أكملت سيناريوهات الإنفصال، ولا شأن لنا بالحديث عن تقييم صحيفة مصممة لتقسيم بلد، وكل ما نطلبه منك هو أن (تخلي الطابق مستور)، وأن تنأي بنفسك عن الوصاية على الآخرين، لأن إدعاء القوامة على الزملاء أمر يتنافى مع أصول ومواثيق المهنة، وعلى الرغم من تحفظنا على كثير مما تنشرون - مما تعلم ويعلم القراء - إلا أننا لم نشغل أنفسنا بالرد أو التعليق ليس خوفاً أو تفادياً للمواجهة، وإنما إلتزاماً بأصول وتقاليد صحفية مرعية تحتم على كل شخص أن (يعوس عجينو) بعيداً عن تبخيس الآخر.. كل هذا عزيزي الباشمهندس مع فائق الإحترام والتقدير.