لم يؤتَ سعة في المال إلا بمقدار ما يستر الحال ويغري الضيف ويفك الحيرة لكنه أوتي حسن الخلق فوسع به الناس وشمل فيوضه الجميع.. عادل عبده محمد عثمان مواطن سوداني صالح. جذوره ضاربة في عمق التاريخ ترجع أصوله إلى جزيرة ارتقاشا في أقاصي الولاية الشمالية وتعني باللغة النوبية الدنقلاوية (الجزيرة المدللة) والتي عرف عن أهلها الصمود وقوة الشكيمة والكبرياء و الجمع في تلك الانحاء لايزالون يذكرون أنها الجزيرة الوحيدة التي ظلت عصية على فيضان النيل الأشهر في 1988م إذ وقف أهلها سداً منيعاً تكسرت على أطراف (تروسهم) أمواج النهر العاتية. عادل أنفق طورًا من سني عمره في أرض السودان وفيها نهل تعليمه ثم يتقلب في أعمال شتى، قبل أن يتركها ويمم وجهه شرقاً إلى المملكة العربية السعودية في منتصف تسعينات القرن الماضي مع موجة العابرين إلى هناك بحثاً عن غدٍ أفضل. ومكث هناك حتى وافته المنية في يونيو الماضي. يقول قريبه ورفيقه في العمل عبدالرؤوف عبدالله أوشي ل(التيار): بعد رحيل عادل تنادى إخوة أفاضل غالبيتهم غير سودانيين، زاملوا الراحل في العمل ولطيب معشره لم ينسه أحد حتى الذين تركوا العمل معنا و رحلوا لمدن أخرى من سنين مضت لعمل شيء ينفعه لآخرته و كان من ضمن الاقتراح شراء مبرد ماء يكتب اسمه عليه ويوضع بالمصنع حيث إن عدد العمال يزيد عن (300) شخص. ويضيف: بعد تدوال تلك المقترحات، ساد الصمت بيننا لأسابيع. وذات يوم فاجأني أحد الإخوة من زملاء عادل من السعوديين بالصورة التي تظهر العمل الذي قاموا به لتخليد ذكرى الراحل. وأبلغني الرجل أنهم قاموا بتنفيذ هذا العمل الكبير في سرية تامة. دون أن يبلغوا أحداً في المصنع مبتغين بذلك العمل وجه الله تعالى . وعاهدته أن لا أكلم أحداً بالمصنع و هذا ما حصل ولكني استأذنته بنشر الصور في مجموعاتنا على الواتساب. وعلمت منه أن هذا البئر في بلد آسيوي فقير ، لكنه رفض أن يبوح لي باسم البلد أو حتى المنطقه أو المدينة.