وجهت محكمة جنايات الخرطوم شرق برئاسة مولانا سيد أحمد البدري ثلاثة اتهامات لشاب اتهم بقتل سائق شاحنة حاول القبض عليه أثناء سرقته إحدى السيارات. وقد وجهت المحكمة للمتهم اتهامات بالشروع في السرقة والقتل العمد والهروب. وجاء ذلك بعد أن استمعت المحكمة أمس الاثنين لأقوال شهود اتهام، وكشف الشرطي محمد نجيب بأنه يعمل في دورية للشرطة تترمكز بمنطقة طيبة الأحامدة، وقد وصلتهم إشارة عن وجود مخمور اقتادوه لقسم الشرطة، وفي طريق عودتهم شاهدوا عربة «هايس» تقف في مكان يدعو للشبهة على خلفية «حافلة» مماثلة. وزعت المباحث نشرة عنها للقبض على سائقها وأثناء الاقتراب من العربة أدار سائقها مقود القيادة محاولاً الهرب بها، فقاموا بمطاردته حتى دخل منطقة كافوري وتوجه للخرطوم ليرتكب حادثاً مرورياً مع جسر المك نمر، إلا أن ذلك لم يمنع السائق من الوقوف، فواصلت الشرطة مطاردته حتى الخرطوم (2). حيث اعترضته عربة النجدة هناك، فحاول الهرب جرياً فقاموا بمطاردته والقبض عليه ليقتادوه ومعه العربة لشرطة بحري، ليعثروا داخل العربة على إطارات وكميات من مفاتيح الاسبيرات، مؤكداً أن السائق الذي ألقوا القبض عليه هو نفسه المتهم الماثل أمام المحكمة، وعضد زميله الرقيب ناجي حسين تلك الأقوال باعتباره أحد أفراد الدورية التي قامت بمطاردة المتهم والقبض عليه. وكشف المساعد بالأدلة الجنائية عادل الحاج أن اتصالاً تلقوه من شرطة الجريف غرب يفيد بجريمة قتل بشارع النفيدي في حوالي التاسعة مساءً، فقام مع فريقه بالتحرك لمكان الحادث، فوجدوا الجثة قد تم نقلها لمستشفى إبراهيم مالك، فقاموا بتأمين المكان وتصويره ورفع البصمات التي وجدوها هناك وجمع بعض الأدلة منها أقفال إطارات ووجدوا أثار دماء وأخذوا عينات من ترابها أحالوها للمعمل الخاص بهم، ثم تحركوا لمكان الجثة ليواصلوا بقية إجراءاتهم، وقد وجدوا آثار إصابات بها منها طعنة تحت الترقوة بعمق 6سم وجرح باليد اليمنى وتحت الإبطين، وأخذوا كذلك عينات من دمائه، ثم غادروا إلى موقعهم ليأتيهم اتصال آخر بالقبض على العربة، وفعلاً توجهوا لمكانهم بقسم الجريف غرب وقاموا بإجراءاتهم حيالها، وقد وجدوا آثار دماء جوار باب السائق وعلى مقود القيادة وعثروا على سكين داخل «الحافلة»، وقد قاموا بتسليم تلك الأدلة للمحقق. ونفى المساعد بالأدلة الجنائية في رده على محامي الدفاع بأنهم وجدوا دماءً على السكين التي عثروا عليها، وعضد أيضاً زميله الرقيب بالمباحث الجنائية محمد عمر دفع الله تلك الأقوال. هذا وقد استجوبت المحكمة المتهم الذي أنكر تفاصيل الجريمة التي وجهها له الاتهام بارتكابها، ونفى أيضاً مقاومته وهروبه من الشرطة، موضحاً بأنه تحرك من السوق المحلي لصيانة عربته، ثم توجه لمنزله بمنطقة مايو، وتحرك في الثامنة مساءً ليعمل في خط المواصلات العامة وأثناء وقوفه في النمرة حضر إليه شخصان وطلبا منه استئجار عربته في مشوار لمنطقة بحري، فقام بمرافقتهما بعد الاتفاق على قيمة المشوار، فقادوه إلى منطقة بها شاحنات. حيث نزلوا وبدأوا يرفعون في إطارات سياراته ثم عادوا إلى الخرطوم. حيث صدم عربة «أمجاد» وتوقف لها، ولحظتها هرب مرافقوه لتُلقي الشرطة القبض عليه وتقوده للتحقيق ببحري حول الإطارات الموجودة بعربته، وأنكر الاتهامات التي وجهت له بالسرقة والقتل، وتقدم محامي المتهم بطلب للاستماع لشهود الدفاع، وقال إنهم شاهدوه في منطقة بحري وبالسوق لمحلي. وتأتي خلفية ذلك إلى أن المجني عليه وهو سائق شاحنة قد تعطلت بشارع الستين، فقام بالاتصال بابن خالته لمساعدته في إصلاح الشاحنة، وأثناء عملهما شاهدا من الناحية الأخرى لصاً يحاول سرقة الإطارات، فقام المجني عليه بمطاردته واللحاق به داخل العربة التي يقودها، ونجح في الإمساك به بيد أن اللص قام بعضه وتسديد طعنات له أسقطته مغمىً عليه ليحاول ابن خالته إسعافه للمستشفى. حيث توفي هناك، وكانت كاميرات المراقبة الملحقة بالشارع قد التقطت أرقام العربة التي كان يقودها اللص، وتم التوصل لصاحبها والقبض على المتهم. الاهرام اليوم