غادر وليد عبد الحميد السودان في العام 1992م وبعد تنقل بين اوروبا والولايات المتحدة طاب له المقام فى كندا وتحديدا في مدينة تورنتو، ولكن السودان لم يغادره بموسيقاه التى برع فى نقلها الى المستمع الكندى حتى نال عنها جائزة (الرواد الجدد) التى تمنح للمهاجرين الجدد الى كندا ،وتطلق عليها الصحافة الكندية، اوسكار القادمين الجدد ، وجاء فى حيثيات منح الجائزة ان وليد يجيد العزف على اكثر من آلة موسيقية كالجيتار والدرمز والفلوت والهارمونكا والبالمبو كما انه فى الوقت نفسه مؤلف موسيقى ومنتج افلام وانه استحق الجائزة بذلك لانه شاطر الكنديين ابداعاتهم. ان يكون لك اسلوبك الخاص فى العزف وعلى العديد من الآلات الموسيقية ليس بالامر السهل فكيف هو الحال اذا انتقلت الى لغة جديدة وثقافة جديدة كما يعيش عبد الحميد الآن فى كندا ودخل سريعاً فى الاجواء الفنية بالمدينة، فهو عضو فى فرقة (تورنتو ميوزك سين) ويعزف خلف اسماء كبيرة فى كندا مثل ديفيد كليتون توماس وجاكى ريشاردسون وجولى بلاك وديبورا كوكس وبجانب ذلك كون عبد الحميد فرقته الخاصة التى اطلق عليها (راديو نوماد) او اذاعة البدو ربما فى اشارة الى السودان وحياة البدو ثم نشاطه فى مركز الشباب بكلية هومبر لاداء وتدريس الفنون. يقول عبد الحميد لموقع (انسايد تورنتو دوت كوم) عزفت على عدة آلات ومع مطربين مختلفين فى تورنتو ولكن عملية الاندماج كانت صعبة بالنسبة لى ، اعيش فى باركدلى بتورنتو واعشق هذه المدينة، فهنا اناس من مناطق مختلفة فى العالم ومن خلفيات ثقافية مختلفة انا اعشق ذلك فعندما اشاهد اناس مختلفين واسمع لغات مختلفة يقع ذلك فى اذنى كالموسيقى تماماً. عبد الحميد تعهد بان يوظف ريع الجائزة لصالح اندماج القادمين الجدد من الموسيقيين فى النظام الكندى لانه عانى فى البدايات حيث لم يكن هناك احد يوجهه وكل شىء يجب ان يقوم به بنفسه وفى لحظة ما قرر انه كفنان عليه العمل بمثابرة وصبر حتى يصل الى الجمهور الكندى. عبد الحميد الذي قال انه مارس الغناء فى وقت مبكر عندما كان عمره لا يتجاوز الستة اعوام ظهر فى التلفزيون السودانى فى برنامج للاطفال ربما كان جنة الاطفال ، نموذج جيد للمهاجرين الذين يحملون معهم الوطن من خلال الابداعات التى يقدمونها وتجسد الوطن بثقافاته المختلفة والموسيقى أفضل سفير للنوايا الحسنة بين شعوب العالم وهى اللغة مشتركة بدليل ان الناس هناك يطربون لعزف عبد الحميد على البالمبو كما هو الحال عندنا.