- مع ختام مؤتمر اقليمي لدول القرن الافريقي لمحاربة الاتجار بالبشر وتهريبهم، روج الإعلام السوداني أن جهاز الامن والمخابرات السوداني نجح في الإفراج عن 17 اريتريا كانت تحتجزهم "عصابة للاتجار بالبشر" في ولاية كسلا شرق السودان، بالقرب من الحدود مع اريتريا. وفيما يتضح أنه ردا على الإتهامات التي أكدتها منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير اصدرته في فبراير الماضي، ضد بعض ضباط الامن السوداني بالتواطؤ مع عصابات الاتجار بالبشر، خرج مركز البشير للخدمات الصحفية القريب من جهاز الامن والمخابرات ليقول أن " جهاز الأمن قام بعملية ناجحة شهدت اشتباكات بالذخيرة الحية مع الخاطفين في منطقة غابة أم ستيبة بولاية كسلا".، وأن الخاطفين تمكنوا من الفرار وان وحدة الامن عثرت على المختطفين "مكبلين بالسلاسل في الأيدي والأرجل وبدت على أجسادهم آثار للضرب والتعذيب البدني". والمعروف أن السودان لا يسيطر على حدوده، في وقت أعلنت الدول الغربية تضررها من عمليات التسلل عبر الأراضي السودانية ثم إلى مصر أو ليبيا أو الدول الساحلية في الشرق الأفريقي عبورا إلى أوروبا، وهو أمر يزعج الغرب كثيرا، مما حدا به البحث عن حل من المنبع، حيث البلدان القادمة منها تلك الجماعات وهي من الصومال وأريتريا، لذا تم اختيار السودان لاستضافة المؤتمر. لكن أمن البشير الذي روج الخبر، باعتبار نجاح جهوده، لم يسبق له القيام بمثل هذه العمليات نهائيا، مما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول ارتباط العملية المزعومة بالمؤتمر، للتأكيد على جهوده في هذا المجال، لكن المؤكد أن التسلل يحدث عبر السودان برغبة المتسللين والذين يدفعون المال من أجل العبور والتسلل لجماعات بعينها، الأمر الذي يكذب إدعاء أمن البشير بأنه تم تحرير الرهائن مكبلين إذ لا مصلحة في تكبيل المتسللين، حتى في عمليات النصب والاحتيال يتم فيها خداعهم وإلقائهم في الصحراء على الحدود بعيدا عن المدن