حضر أدباء ومثقفون موريتانيون، ورسميون من السفارة السودانية بنواكشوط مساء أمس إلى أمسية نظمت في فندق "مرحبا" عن أدب الكاتب السوداني الراحل الطيب صالح. وجاء تنظيمها من قبل نادي القصة الموريتاني الذي يؤبن الكاتب السوداني للمرة الثانية. وربطوا التقاء بينه وبين أبي الطيب المتنبئ لافتين أنه ظهر الشبه بينهما كعظيمين حتى في اسميهما. كما راق لبعضهم وصف الأمسية ب"الطيبة" حيث تتناول تراث الطيب صالح. وقال المتحدث باسم وزارة الثقافة الموريتانية في الندوة محمدو ولد احظانا إن تخليد المناسبة يكسو الأمسية ميزة "الإبداع" التي اتسم بها الكاتب في رحلته. ذاكرا أنه لا يعرف وصفا أشرف من الإبداع. ودعا ولد احظانا الشباب الموريتاني إلى "إشاعة فن الرواية بين الناس" قائلا إن السرد ما زال متأخرا وجديدا على هذه البلاد، عكس الشعر، مهيبا بضرورة توجيه الاهتمام إلى السرد كي تحصل "نهضة أديبة متكاملة" وفقه، ولن تتحقق حتى يتساوى الاهتمام بالشعر والسرد كما يقول. أما الوزير المفوض في سفارة السودان بنواكشوط أحمد سوار فأشاد بالكاتب الراحل الذي لم يكن يجيد الكتابة بالعربية فقط؛ حيث كان يمتلك "ناصية اللغة الانكليزية" وفق تعبيره، وهو سر تميزه كما يرى الوزير. كما اعتبر أنه من عظماء العربية مثل المتنبي الذي كان يحبه ولا غرابة حسبه فهما مبدعان ظهر الالتقاء بينهما حتى في اسميهما. ويتابع في حديثه بالأمسية "الطيبة" كما يصفها، قائلا إن كتابات الراحل اتسمت "بالطرافة والجاذبية والتشويق" من جانب آخر، قال إن معظم كتابات الراحل خارج السرد تمحورت حول ثالوث "العلم، والثقافة والفن". وقال الكاتب الموريتاني محمد محمود ولد ودادي في الأمسية إن الأديب الطيب صالح قال حين زار موريتانيا في السبعينات "لو أتيحت الفرصة لإعادة كتابة تاريخ العربية لانطلقت موريتانيا" وتناول الحديث بالندوة الشاعر محمد الحافظ ولد أحمدو الذي قال إنه لا يرى الطيب صالح "إلا شاعرا"، مبرزا أن الشعر يلتقي مع القصص الرفيع. وحكى قصيدة بعنوان "موسم الهجرة إلى عبقر" على غرار عنوان رواية الطيب. وكان الختام مع قصيدة للشاعر التقي ولد الشيخ عن الأخوة بين المجتعين الموريتاني والسوداني.