كيف يكون شعورك إذا مشيت في شوارع احدي المدن الأجنبية وضللت طريقك؟ تنظر حولك حائرا في اللوحات الإرشادية محاولا الاستدلال منها علي وجهتك، فتبحث حولك يمينا وشمالا وتنظر لأعلي وللإمام؛ ولكنك لا تجيد الانجليزية! وفجأة وسط زحام الكلمات غير المفهومة وإحساسك الكبير بالغربة، يقع نظرك علي لوحة كتبت باللغة العربية. أليس ذلك شعور مذهل بالألفة والدفء لا يمكن وصفه؟ هذا هو ما سيحدث تماماً لمستخدمي الانترنت غير الناطقين بالانجليزية في بلادنا العربية خلال الفترة القادمة؛ لقد باتت الإنترنت وسيلة تثقيفية وتواصلية مألوفة خاصة بعد تجاوزها للحواجز اللغوية والمكانية في قطر؛ ففي حدث بارز تحت شعار “ديرتي نطاقي“، أعلن المجلس الأعلى للاتصالات – في الثاني من مارس – إطلاق إدارة نطاقات الانترنت فضلا عن النطاق العربي لدولة قطر؛ وخلال لحظة اختلطت مشاعر الفخر عند كل قطري مع الإحساس بالألفة؛ فقد أضحى نطاق الانترنت يعبر عن الهوية القطرية؛ لقد أصبح أخيرا الانترنت محلى معبرا عن نطاقنا وهويتنا متحررا من هيمنة الحرف اللاتيني. ستستقطب أسماء النطاقات العلوية العربية للانترنت خلال الفترة القادمة فئات جديدة من المستخدمين كانت اللغة تقف حائلاً بينهم وبين استخدامهم للشبكة خاصة إن حوالي 65% من مستخدمي الانترنت في العالم العربي لا يجيدون اللغة الإنجليزية وأكثر من نصف عدد مستخدمي شبكة الانترنت الذين يفوق عددهم 1,6 مليار يستخدمون لغات أخرى غير اللاتينية". إنها إحدى لحظات التغيير الضخمة في تاريخ الإنترنت بقطر التي ستسهم بقوة في تطوير وزيادة المحتوى العربي على الشبكة والمساعدة في التغيير الكلى لطبيعة استخدام الانترنت ولزيادة عدد مستخدميه في قطر الذين وصلت نسبتهم حتى الآن إلى 52% من السكان. يتحمس الكثيرون وينتظر آخرون بدء الأعلى للاتصالات فتح باب التسجيل للجمهور لحجز مواقعهم في نطاقات الانترنت الخاصة بدولة قطر خلال أغسطس القادم لتمييز هويتهم القطرية باستخدام (.qa) أو (.قطر) الأمر الذي سيساعدهم على التواصل بسهولة محلياً وعالمياً؛ فخلال فترة طويلة جدا كانت اللغات غير اللاتينية مستثناة من استخدام أحرفها في كتابة النطاقات العليا للانترنت وأخيرا سنحت لنا الفرصة لإثراء محتوانا العربي والقطري لنفرض أنفسنا على الساحة العالمية؛ فلنبدأ معاً مرحلة جديدة في سبيل الوصول إلى محتوى عربي فعال له قيمته. وحتى نتأمل ونبدع لكي نصل إلى غايتنا ينبغي لنا أن نضع في اعتبارنا أن ما نحتاجه هو محتوى حر شامل بجانب كونه متخصص وأخلاقي. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف سيصبح الويب العربي لو استغللنا كافة جهودنا لإنتاج محتوى عربي فاعل؟ ما هي توقعاتك حول مستقبل الإنترنت في قطر خلال الفترة القادمة؟ وأخيرا أعبر عن فخري واعتزازي باستخدام لغة الضاد مع تدشين النطاق العربي لدولة قطر وكلى ثقة إنها ليست النهاية بل فقط البداية.