كلٌ منا ودون سابق معرفة يقبل شخصاً أو يرفضه من أول نظرة. ولكن كيف يشكل الناس انطباعهم الأول وهل يظل إحساساً صائباً بعد أن تتوطد العلاقة بالذين تقابلهم لأول مرة أم نكتشف بعد حين أننا تسرعنا في حكمنا عليهم؟ «الأهرام اليوم» سألت البعض عن رأيهم حول الانطباع الأول فماذا قالوا؟ يقول أحمد علي إنه عن تجربة يصدق الانطباع الأول الذي قاده لاختيار زوجته وأكد أنه أحبها من (أول نظرة) لصفات الهدوء والطيبة والحنان التي قرأها فيها ولم يخِب ظنه أبداً إذ أنه وجد تلك الصفات كما توقع بعد أن عاشرها. وفي السياق، تحدث عبد الرحيم عثمان بأنه يحسن إصدار الأحكام على الناس الذين يلتقيهم للمرة الأولى وهو لا يدري إذا كانت هناك قاعدة معينة لهذا الأمر ولكنه يظن أن الروح تبحث دائماً عما يشبهها ويريحها، وأضاف هي أكثر إحساساً من العقول للشعور بمثل هذه الأمور. وتضيف جواهر علي أنها في حكمها على الناس لا تكون رهن الانطباع الأول فمن المهم عندها تحليل شخصية أي إنسان حتى إذا كانت سلبية وعدم الحكم عليه بمجرد مقابلته للمرة الأولى، وأضافت أنت لا تدري أي ظرف أو حالة يعيشها في تلك اللحظة التي رأيتها فيه. وقالت سلمى جابر إننا نخالط أشخاصاً لا نرتاح لهم من النظرة الأولى وقد تفرضهم علينا ظروف الدراسة أو العمل ولكن الزمن يكشف لنا خصالاً رائعة فيهم وهذا ما حدث في التجربة التي صادفتها مع أقرب صديقاتي فقد كنت أظنها خبيثة ومستهترة ولم أتخيل أن أكتشف أنها من ألطف الناس وأطيبهم لدرجة أنني شعرت بالندم من انطباعي الأول عنها، وتضيف: ربما ننفر من شخص ولكن بالتعامل يتضح أنه مختلف وتوجد فيه صفات حميدة. أما عماد فهمي فقد خدعه إحساسه لمدة خمس سنوات متتالية؛ فقد ظن أن الرجل الذي صادقه وارتاح له من أول لقاء وأدخله معه في تجارة (عامرة)، اكتشف بعد مرور الزمن أنه لم يعطه شيئاً ولم يستحق تلك النظرة والإحساس وهذا الاكتشاف المتأخر جعله يتردد بعد ذلك في الحكم على الناس من خلال مظهرهم وقبل أن يختلط بهم ويختبرهم، وأضاف أن معدن الإنسان لا يتضح إلا بالتجربة والمعاشرة والأزمات الحقيقية. ورفضت رانيا عبد الله النظرة الأولى التي صنفت بها معلمتها ذات الكلام المخيف الذي توجهه للطلاب فخافت منها ولكن بعد مرور الوقت اكتشفت أنها عكس ذلك، وأضافت: ربما كان المظهر الجاد لأستاذتي هو ما نفرني منها في البداية وحاولت أن أتقرب منها فوجدتها من أجمل وأكثر المعلمات (حِنِّية). الاهرام اليوم