افتتح مساء أمس معرض "ملامح" للفنان التشكيلي السوداني إسلام كامل في صالة فري هاند وضم 41 لوحة اشتغل فيها الفنان على مواد إكريليك على قماش.. ميكس ميديا على ورق.. وإكريليك على ورق. واستطاع كامل أن يسجل في أعماله الفنية فسيفساء تشكيلية استقاها من منابع بيئته في الخرطوم محققاً ثراء لونياً عالياً في إنجاز توازنات بصرية على مربع اللوحة التي يشتغل عليها. وقال الفنان السوداني في حديث خاص لوكالة سانا: اعتمدت في معرضي على تأسيس سطح اللوحة وفق مقتطفات أولية تبدأ على هيئة اسكتشات لرؤية شخصية عن الأمكنة والوجوه التي أحتفظ بها في ذاكرتي. 20110314-212046.jpg وأضاف: أقوم بها بإجراء إضافات وحذوفات متعددة وفق تناغم ضوئي يستمد من بيئة شمال وشرق السودان لافتاً إلى أن الثراء التاريخي والمعرفي للتراث الموجود في السودان يعكس غنىً لونياً يركز فيه على الألوان الحارة الأحمر والأصفر والألوان الدافئة والرمادية والبيضاء التي يشتغل عليها. وأوضح كامل أنه يزاوج في أعماله بين البيئة السودانية وبين المدينة المعاصرة بعد إقامته في الدوحة حيث لا يستطيع إلا أن يتأثر بالبيئة التي استوحى منها مفردات لوحاته التي يعدها امتداداً لنبع التشكيل السوداني ومن رواد الفن التشكيلي هناك وأبرزهم محمد إبراهيم الصلحي وراشد دياب وأحمد عبد العال وحسن الهادي حيث أثر هؤلاء في تجربته التي استقى ملامحها الأساسية من المدارس التي أسسوها في الفن السوداني المعاصر. 20110314-212121.jpg وأضاف الفنان أن معرضه ملامح هو امتداد لمشروع خاص عنونه بوجوه من الذاكرة الذي اشتغل عليه أكثر من ثلاث سنوات وقدمه في معرضين الأول في السودان بالمركز الثقافي الفرنسي عام 2009 أما الثاني فكان في الدوحة عام 2010 واستطاع من خلال هذه التجارب إضفاء لمسات خاصة على وجوه كان قد سجلها مما قرأ عنه وشاهده في مدينته الخرطوم ومن أبرزها أساطير وحكايات شعبية سودانية على نحو "فاطمة السمحاء والغول". ويعتبر الفنان إسلام كامل من جيل الشباب في المدرسة التشكيلية السودانية المعاصرة التي تسعى اليوم إلى إبراز مناخات لونية خصبة تزاوج بين الخرافي والمعاصر وفق أسلوب فني ملتزم بمفردات البيئة التي يعتبرها فنانو اليوم من أهم منابع الذاكرة التشكيلية الحديثة. ويذكر أن كامل خريج جامعة السودان كلية الفنون التطبيقية 1996 ومعرض ملامح مستمر في صالة فري هاند بدمشق حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.