الرهان دوما على فن التشكيل كسفير للثقافة السودانية اثبت انه رهان كاسب حيث تتوالى المعارض والفعاليات التى تحتفى بالفن التشكيلى السودانى ، وتحت عنوان "مختارات من الفن السوداني المعاصر" شهدت الكويت معرضا لنخبة من الاعمال الفنانين السودانيين المعاصرين , تصدرته اعمال الفنان محمد عمر خليل التي اطلق على اولى لوحاته طائر الرجل بصياغة لونية استخدم خلالها الزيت والكولاج وعبر هذه الفلسفة الجمالية استخدم الفنان الكولاج لشرح موضوع اللوحة التي ازدحمت بموتيفات وشروحات تصب في خانة شرح العمل الفني, ويصور خليل في لوحة »يد فاطمة« حالة من الجمال فرسم الكف فقط تحيطه مجموعة من الالوان والشروحات التشكيلية ما منح العمل صيغة فنية عالية الطراز مع تفوق توزيع الالوان التي جاءت لتقدم بانوراما فنية تعبر عن مضمون العمل, وتمتاز اعمال خليل بقدرته الفائقة وتمكن ريشته من رصد الحدث واضافة بعض الوجوه والارقام وكذلك المساحات اللونية المبهرة التي تعتبر نموذجاً في جعل اللوحة بمشهد مغاير تنضح بجمالياتها امام عيون المتلقي ويمتاز خليل ايضاً بابداعه في فن الطباعة ورصد حالات واقعية ذات صياغة لونية بالابيض والاسود, وللفنان مجموعة من الاعمال الفنية معروضة في الكثير من بلدان العالم باريس والمغرب والولاياتالمتحدة واورت صحيفة السياسة الكويتة فى معرض تغطيتها للحدث الثقافى المهم ان للتشكيل السوداني خصوصيته المستمدة من ظروفه التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وشكلته محصلات حضارية وحددت ملامحه مؤشرات ثقافية متباينة وابعاد متعددة.واضافت الصحيفة الكويتية ان التشكيل السوداني له خصوصية شكلته الابعاد التالية البعد الحضاري المرتبط بالحضارة المصرية القديمة وحضارة النوبة وبداية حضارة النشأة التي تتميز بخصائص فنية تعتبر الاشمل والارقى في افريقيا. ثم من بعد حضارة المرويين نسبة الى مملكة مروى السودانية الزاخرة بالمعارف والنابضة بالحياة وفي العصر الوسيط شهد السودان العصر المسيحي القبطي البيزنطي والامبراطورية الاغريقية والرومانية فعاشت السودان فترة من الانفتاح الثقافي الواسع وظهرت ملامح العمارة الكنسية بهندستها وزخارفها ورسوم الايقونات وجداريات الافرسك والفسيفساء والزجاج المعشق ثم جاء دور الثقافة والحضارة العربية والاسلامية باخلاقياتها وايحاءاتها الروحية ودخول العرب السودان ما ادى الى تشكيل فكر وتجارب تأملية وتيارات صوفية وبرزت معالم الفن الاسلامي وعمارته للمساجد بجمال اعمدتها وقبابها ونقوشها وزخارفها الجصية.وكان البعد الافريقي وبروز مميزات الفنون الزنجية بوضوح كالتعبير الفطري الرمزي والتجريد وبروز حالة النحت المشكل من الخشب والحجر والعاج والابنوس وتشكيل الطين »الخزف والفخار«.اما البعد الحديث والمعاصر فقد بدأ بحضور الاستعمار البريطاني في بداية القرن العشرين ووجود قسم خاص بتدريس الفنون في كلية غردون التذكارية لسد عجز وظائف الدول المختلفة, ثم الانتقال بعد ذلك الى معهد الخرطوم الفني عام 1946 ثم كلية الفنون الجميلة والتطبيقية والتي تخرج منها غالبية فناني السودان وابتعث الخريجون الرواد الاوائل الى الخارج وخاصة بريطانيا ومع عودتهم والتدريس بكلية الفنون وتأسيسيهم لمدارس واتجاهات انضم اليها كثير من الفنانين, فمع بداية الستينات بدأ بروفيسور احمد شبرين في البحث والتأصيل لقيمة الحرف العربي وبحث في التراث بتوجه معاصر مثل الاختام الخشبية القديمة وبعده بعامين بحث الاستاذ ابراهيم الصلحي في القيم التراثية للحضارة العربية والاسلامية الروحية والاخذ بالموروث البصري والفنون الشعبية وانضم اليهما عدد اخر من الفنانين ابرزهم عبدالله العتيبي ومجذوب رباح وعمر خيري واخرون امثال احمد عبدالعال وحسين جمعان وكمالة ابراهيم والعوام وصالح الزاكي وتاج السر احمد والنحات احمد العربي وحسن موسى واجيال اخرى من بعدهم.وقد سافر بعض الفنانين للدراسة في الخارج واندمجوا في المجتمعات الغربية وعاشوا هناك مثل محمد عمر خليل وعامر نور في الولاياتالمتحدة وراشد دياب في اسبانيا وحسن موسى في فرنسا وتعرض اعمالهم في اهم قاعات العرض في اوروبا واميركا والعالم العربي وقد اقتنيت لوحاتهم كبرى المتاحف والمؤسسات العالمية وعبر عرضه لفنون البورتريه والحروفيات قدم الفنان احمد عبدالعال مشاركته بمجموعة من الاعمال التي لم يمنحها عنوان وجاءت بشكل تعبيري ويبرع الفنان عبدالعال ايضاً في فنون الجداريات, اما الفنان حسن موسى الذي يعيش في فرنسا فجاءت اعماله بشكل معاصر يقدم خلالها رؤى واقعية ففي لوحته السائقين المعاصرين او السائقون المعتدلون التي رسمها باستخدامه الحبر على قماش مطبوع تقترب من فنون الطباعة ولاعمال حسن موسى خاصية فنية تعليمية حيث تأتي اعماله بتقديم معالجات حياتية من الواقع المعاش الفنان راشد دياب عرض اعماله في اكثر من معرض في الكويت وله مشاركات في معارض جماعية حول العالم وتمتاز اعمال دياب بخاصية حواره حول المرأة السودانية ودورها المجتمعي وتقديم بعض الحلول الفنية داخل ايقاع لوحاته التي يرسمها دائماً, ويأتي الفنان محمد عبدالله عتيبي الذي قدم بعض نماذج من اعماله التي تعبر عن البيئة السودانية وبساطة الانسان السوداني وعرض ايضاً ضمن المعرض الفنان محمد عبدالوهاب الذي يهتام ايضاً بايقاعات الفن التراثي والمرأة والبيئة الفنية التي تستقي بعضاً من نماذجها داخل لوحاته وجاء الفنان حسان علي احمد ببعض فنون التجريد ونعمان فارس واحمد الشريف عبود واسلام كامل ومعتز الامام الذي تمتاز اعماله داخل اطار الفن الافريقي واستخدام اعماله ورسوماته في المساهمة بمعالجة اطفال الحروب وضحاياها بالرسم كما تمتاز اعماله بحوارات فنية تعتمد على عناصر الطبيعة والخيال