حتى الساعة (ظهيرة أمس الاثنين) يكون فيديو الشيخ سلمان العودة على موقع «انستغرام» قد حاز على أكثر من خمسة وعشرين ألف «لايك». الشيخ يعلن في هذا الفيديو أنه رأى الرسول في منامه، وأن ذلك ليس سوى «إيذان بزوال دولة الصهاينة وانتصار الإسلام». العودة، وهو كذلك نائب رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، أرفق الشريط بتعليق يقول «رأيت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه خرجوا من قبورهم وهم بمكة، وحضرت الحلقة معهم، ومشيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته أسئلة وفهمت أجوبته وفي نيتي أن أسأله المزيد واستأذنته أن أنشرها فوافق، على أن أعرضها عليه، وكنت في غاية السرور حتى إني أحدث في المنام كل من لقيت وكنت أقول في نفسي في المنام أيضاً: هذا إيذان بزوال دولة الصهاينة وانتصار المسلمين والرؤيا طويلة هذه خلاصتها». لقد تداعى معترضون كثر إلى تفسير منام الشيخ ونقضه من داخله، معتمدين مرة نظريات دينية، حول شروط رؤية الرسول في المنام، ومرة أخرى نظريات في علم النفس حول معنى أن يرى المرء مناماً داخل المنام، وهو ما يجسده الشيخ بقوله «حتى إني أحدث في المنام كل من لقيت»، وقوله «أستأذنته أن أنشرها فوافق»، الأمر الذي ينقض منام الشيخ ويحوّله إلى حقيقة (!) رسالة إلى هند صبري تحضّر الممثلة النجمة هند صبري لدورها في الفيلم التونسي «زهرة حلب»، والذي نقلت الأنباء أنه «يدور حول ظاهرة جهاد النكاح، وخطف أو تطوع الفتيات للانضمام في صفوف الجماعات المتطرفة». أي أن الفيلم يتناول الظاهرة كما لو أنها موجودة ومثبتة بالفعل. تلعب صبري في العمل دور صحافية تغطي الأحداث في سوريا، وتكشف ما يحدث للنساء والفتيات من عنف جنسي وجسدي تحت اسم الدين. نريد، نحن جماهير المشاهدين، من هند صبري أن تثبت لمرة واحدة فقط أن الممثل ليس مجرد أداة في سيناريو مكتوب وجاهز. أن تتعلم من دور الصحافية التي تؤدي دورها في الفيلم، تلك التي تكشف وتتحقق وتخاطر من أجل الحقيقة. نثق بذكاء هندي صبري فهي لا يمكن لها أن تسير مغمضة العينين فيما تؤدي شخصية صحافية تشتعل بالذكاء. الطريق ليس بعيداً على هند، يكفي أن تراجع مديرة مكتب سابقة لإحدى القنوات التلفزيونية العربية في تونس، والتي استقالت في ضوء محاولة القناة تلفيق حكاية جهاد النكاح. من المفيد أيضاً أن تعود إلى فيديو المنقبات من أعلى، العاريات من أسفل على أنهن «مجهادات النكاح»، فيما يعود الفيديو إلى سنوات قبل الربيع العربي، وهو لنساء فرنسيات يبدو أنهن يتهكمن بتلك الطريقة على موضوع النقاب. بذلك قد نكون أما فيلم سينمائي جديد: ممثلة سينمائية يوضع أمامها فيلم عن «جهاد النكاح»، لكنها تقوم ببحث فريد لتقلب الطاولة على المخرج وكاتب السيناريو حين تكشف أن الأمر مزيف، ولتكشف كيف جرى تلفيق كذبة «حاد النكاح» وكيف جرى خداع الملايين. ربما يكون الفيلم هكذا أكثر تشويقاً. من يدري! قليل من الموسيقى بثت قنوات إعلام النظام السوري فيديو لطائرة تقول إنها طائرة استطلاع اسرائيلية أسقطتها فوق مدينة القنيطرة. ما أبأس هذا الفيديو، وما أبأس هذا الرد. سنوات، إن لم نقل عقوداً وأنتم تلوّحون بحق الرد، ثم يأتي هذا الفيديو الصامت لطائرة من دون طيار لا يتعدى طولها مئتي سنتمتراً! مفهوم أن لا يكون هناك اعترافات انتزعت بالطرق إياها، باعتبارها من غير طيار، لكن أقل ما هنالك كان يمكن استخدام الموسيقى. أين هي موسيقى طاهر مامللي الامبراطورية، تلك التي بإمكانها أن تلهب المشاعر فتحوّل الطائرة إلى أسطول، ومختار الحي إلى امبراطور. وحي جوبر إلى تل أبيب. قليل من الموسيقى يا إعلام النظام! زياد الرحباني على هواء النظام الفنان اللبناني المثير للجدل سيظهر اليوم على أثير إذاعة «شام أف إم» المحلية السورية الخاصة الموالية للنظام. المحطة نشرت إعلاناً تقول فيه إن زياد «وجّه رسالة إلى الشعب السوري تضمنت تحية منه لصموده في مواجهة كم الأطراف التي تجمعّت على أرضه للنيل من كيانه، واعتبر أن استهداف آخر موقع للعيش المشترك بين مختلف الطوائف والأديان في العالم ليس من قبيل المصادفة». وقوف الرحباني وراء متاريس النظام وما يسمى محور الممانعة بات أمراً معروفاً إن لم نقل راسخاً، لكن بخصوص «آخر موقع للعيش المشترك» ماذا يقول الرحباني في هذا الكمّ من الجنسيات المتعايشة في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة؟! كاتب من أسرة «القدس العربي» راشد عيسى القدس العربي